فتح الهجوم الدموي في العاصمة الصومالية مقديشو السبت الماضي والارتفاع المتتالي في أعداد الضحايا والجرحى، باب التساؤل واسعا عن الجهة المدبرة والمستفيدة من الحادث الذي أودى بحسب أحدث الإحصاءات لمقتل 300 وجرح المئات.
ففي الوقت الذي حملت فيه الحكومة حركة الشباب المجاهدين المسؤولية، لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الانفجار، وسط مخاوف من تدخل قوى إقليمية في الصراع الدائر خدمة لأجندات خاصة .
وظهر السبت الماضي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كانت العاصمة الصومالية مقدشيو على موعد مع أحد أعنف الهجمات دموية في البلاد، من خلال شاحنة مفخخة، قتلت حسب آخر الاحصائيات المنشورة أكثر من 300 قتيل ومئتي جريح.
وقالت الشرطة الصومالية إن شاحنة ملغمة انفجرت أمام فندق عند تقاطع "كي5" الذي توجد على جوانبه مكاتب حكومية وفنادق ومطاعم وأكشاك، مما أدى إلى تدمير مبان واشتعال النيران في سيارات، ووقع بعد ذلك بساعتين انفجار آخر في منطقة أخرى في العاصمة.
الحكومة الصومالية اتهمت حركة الشباب بأنها وراء الهجوم، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة رسميا مسؤوليتها عن الحادث.
وأعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الهجومين.
وقال عبدو قادر حجي آدن، مدير خدمة الإسعاف الرئيسية في مقديشو، إن "كل مستشفيات مقديشو ممتلئة بضحايا الانفجار، وأن الانفجار مأساة غير مسبوقة".
وذكر المسؤول الأمني عبد القادر مختار، ردا على سؤال لـ"فرانس برس"، أنه لا تتوافر لديه حصيلة مفصلة، لكن مئات الأشخاص قتلوا أو جرحوا.
وخرج مئات الأشخاص أمس الأحد في مسيرة في شوارع مقديشو للتنديد بالاعتداء الدامي، وأطلق المشاركون هتافات مناهضة للعنف فيما وضع البعض عصبات بيضاء أو حمراء حول رؤوسهم.
اقرأ أيضا : قطر تعلن إصابة مسؤول وتضرر سفارتها بانفجار مقديشو
وقال عمدة مقديشو للمشاركين بعد انتهاء المسيرة في ميدان في جنوب العاصمة "لقد رأينا ما يفعله الارهابيون بلا رحمة عبر إراقة دماء المدنيين الأبرياء، "يجب أن نبقى متحدين".
من جهته قال عبدالرحمن سهل يوسف الخبير في الشؤون الإفريقية ومدير مركز الإرشاد للحوار الفكري بالصومال، إن
تفجير مقدشيو هو الحدث الأول من نوعه من حيث الحجم وعدد الضحايا الذين تراوحت أعدادهم ما بين 700 شخص ما بين قتيل وجريح.
وأضاف سهل في تصريح لـ"
عربي21" إن التفجير يحمل بصمات حركة الشباب الصومالية، إذا يتشابه مع أحداث سابقة تورطت فيها الحركة مثل هجوم 2009، مستبعدا في الوقت ذاته تورط أي دول في التفجير.
وتوقع سهل أن تشهد الفترة المقبلة تحركا واسعا ضد الحركة من خلال الحكومة الصومالية والقوات الإفريقية نحو معاقلها ومواجهتها، مؤكدًا أنه إذا لم يكن هناك تصعيد فربما تستغل الحركة هذا التفجير وتكثف من اعمالها وتحدث تدميرات أكثر من ذلك.
ولفت إلى الحادث لاقى تنديدا شعبيا واسع النطاق، كما سارعت بعض الدول ومنها تركيا السعودية والإمارات بتنديد هذا الحادث الإجرامي، وأيضا تنديد مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات الممكنة الهجوم الإرهابي، وتقديم المساعدات من دول أخرى مثل تركيا للجرحى والمصابين.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية
القطرية في بيان لها أن القائم بالأعمال القطري لدى الصومال، أصيب بجروح خلال التفجير، قائلة: "إن التفجير الذي وقع أمام أحد الفنادق، وقتل فيه 20 شخصا على الأقل، أصاب بأضرار جسيمة مبنى السفارة القطرية الواقع بمنطقة هودان، الحي التجاري الحيوي في العاصمة الصومالية الذي يضم الكثير من المتاجر والفنادق والمكاتب".
وأكدت الوزارة أن العاملين في السفارة لم يتعرضوا لإصابات باستثناء القائم بالأعمال الذي تعرض "لإصابة طفيفة"، ونوهت بأن السلطات الصومالية وعدت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين سلامة أعضاء السفارة.
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قال قبل يومين من الهجوم وفي حوار مع مجلة جون أفريك وترجمته "عربي21" بأن الدول التي لم تصوت لقطر بانتخابات اليونسكو تعرضت للابتزاز ومنها دول إفريقيا خاصة جزر القمر والصومال.
وأضاف آل ثاني أن الصومال "تعرضت لأعمال انتقامية بسبب عدم طاعتها لدول الحصار، فقد ألغيت المساعدات الإنسانية للدولة، وتعرض بعض السياسيين الصوماليين إلى ابتزاز، ومع ذلك، ظلت الحكومة ثابتة وصامدة".
وجددت مقديشو من خلال مجلس الوزراء الفيدرالي الصومالي موقفها المحايد من الأزمة الخليجية، كما جددت دعوتها لأطراف الأزمة العمل على حلها عبر الحوار.
وعبر المجلس عن تمسك الصومال بالموقف الذي أعلنه في حزيران /يونيو الماضي من الأزمة الخليجية، وهو الحياد، ودعوة أطراف الأزمة إلى العمل على حلها عبر الحوار والعمل الدبلوماسي.