نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن العملية العسكرية التي شنتها القوات
العراقية في مدينة
كركوك النفطية؛ الواقعة تحت سيطرة
الأكراد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هروب القوات الكردية من المدينة دون قتال؛ قد أماط اللثام عن الخلافات الداخلية التي تقسم أكراد العراق، وخصوصا بين حزب الاتحاد الوطني
الكردستاني، الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل، جلال طالباني، و الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني.
وأكدت الصحيفة أن القوات العراقية قد اقتحمت المدينة واستعادت السيطرة على عدة حقول نفطية مهمة، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية كان الأكراد يديرونها. وواصلت القوات العراقية زحفها نحو داخل كركوك دون أية مقاومة تذكر من جهة الأكراد.
وتسيطر قوات البيشمركة الكردية على هذه المناطق منذ سنة 2014، بعد أن فر الجنود العراقيين من مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أنه منذ ثلاث سنوات تقريبا، كان الجيش العراقي يعيش أسوأ لحظاته. كما اضطرت قوات البيشمركة إلى التراجع، في ظل النقص في السلاح والتدريب، أمام مقاتلي تنظيم الدولة، لبعض الوقت. أما في الوقت الراهن، فلم تدافع البيشمركة عن مدينة كركوك، على الرغم من أنها تعد بالنسبة للبعض من القوميين الأكراد بمثابة "القدس الكردية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المواجهات المسلحة التي وقعت بالمدينة أوقعت عشرات القتلى من الجانب الكردي، في اشتباكات ليلية. وفي الإطار ذاته، تم تداول مقاطع فيديو تظهر أن رتلا لقوات البيشمركة قد تخلى عن مواقعه تحت وطأة ضربات الحجارة التي ألقاها عليهم السكان العرب والتركمان الذين يقطنون في الأحياء غير الكردية.
وكشفت الصحيفة أن هذا التراخي من جانب البيشمركة يكشف الخلاف الداخلي بين الأكراد. وقد كانت مدينة كركوك الغنية بالنفط؛ تحت سيطرة قوات موالية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني. ومن المعروف عن هذا الحزب الكردي أنه يفضل الحوار مع بغداد، كما لا يرى مانعا من زيادة سلطة بغداد. وكان الاتحاد قد رفض الاستفتاء الذي نظمه برزاني بشأن استقلال الإقليم الكردي عن العراق.
ولفتت الصحيفة إلى أن المجتمع الدولي أعرب عن مخاوفه من وقوع صدامات مسلحة داخل المناطق الأخرى المتنازع عليها بين العراق وإقليم كردستان، وحثت قوات التحالف الدولي الطرفين على "تجنب التصعيد بينهما".