حذرت قيادية فلسطينية بارزة مطلعة على تفاصيل السياسية الأمريكية، بشأن تعاملها مع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، من خطورة الخطوة الأمريكية "غير المدروسة"، التي من شأنها أن تؤدي لـ"قطع نهائي" للعلاقة بين الإدارة الأمريكية والفلسطينيين.
قائمة الإرهاب
ورفضت واشنطن تجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير لديها، وأوضح وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، أن الفلسطينيين يخالفون قانونا أمريكيا ينص على ضرورة غلق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية، إذا ما قام الفلسطينيون بدفع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة "إسرائيل" على جرائمها بحق الفلسطينيين.
وأكدت القيادية الفلسطينية البارزة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن الإجراء الأمريكي بشأن مكتب المنظمة "خطوة غير مدروسة، تنم عن سياسية استعلاء أمريكية في التعامل مع الفلسطينيين".
وأوضحت في حوار خاص مع "عربي21"، أن "وضع مكتب المنظمة التمثيلي في واشنطن منذ أن سمح لها الكونغرس الأمريكي بفتح المكتب عام 1994، لم يسو بعد كمؤسسة شريكة، كما لم يتم إزالتها من قائمة الإرهاب الأمريكية".
ونوهت عشراوي إلى أنه "يتوجب على وزير الخارجية الفلسطيني كل 6 أشهر تقديم تقرير يفيد بأن المنظمة ما زالت تنفذ التزاماتها وفق قرار الكونغرس، الذي يسمح لها بتجديد الترخيص لمكتب المنظمة كل 6 أشهر عند تقديم هذا التقرير".
وأشارت إلى أن الكونغرس الأمريكي أدرج، عام 2015، قضية ذهاب السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية؛ من أجل ملاحقة إسرائيل، أو تقديم شكاو بحقها، أو حتى دعم أي قرار قضائي ضدها، ضمن قانونه الخاص في تعامله مع المنظمة، حيث يترتب على ذلك قطع علاقتهم بمكتب المنظمة، وهذا يعني عقوبات أمريكية".
تصريحات الرئيس
ولفتت عضو اللجنة التنفيذية إلى أن الأمور منذ عام 1994 وهي تسير بشكل تلقائي حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حيث وصلتنا رسالة في يوم 16 من الشهر ذاته أن وزير الخارجية الفلسطيني (رياض المالكي) لم يستطع أن يقدم تقريرا بالتزام المنظمة، أو أنها نفذت التزاماتها وفق قانون الكونغرس؛ وذلك نتيجة تصريحات الرئيس (محمود عباس) وقيادات فلسطينية أخرى، حول محكمة الجنايات".
وبينت أن التوجه الأمريكي بشأن مكتب المنظمة "لم يأت حتى نتيجة خطوات عملية أو تقديم الفلسطينيين لملفات قضائية ضد إسرائيل، وإنما فقط نتيجة تصريحات"، مؤكدة أن "مكتب المنظمة -وفق هذا الواقع- لن يستطيع العمل".
وأفادت بأن "هناك 90 يوما لمتابعة هذا الأمر من قبل الإدارة الأمريكية، وهذا من شأنه أن يفضي إلى إغلاق مكتب المنظمة بشكل تام، أو تجديد الترخيص واستئناف العمل"، معتبرة أن هذا بمثابة "وضع القيادة الفلسطينية تحت الاختبار؛ لإثبات الجدارة، وهذا أمر مرفوض كليا؛ لأنه سياسة استعلائية تصب في صالح إسرائيل".
وعبرت عشراوي عن استهجانها للسلوك الأمريكي، الذي "يفترض به أن يدعم مساءلة إسرائيل، أو على الأقل حثها بالكف عن مواصلة انتهاكها للقانون الدولي"، موضحة أن الإدارة الأمريكية تسعى لـ"جعل إسرائيل دولة فوق القانون ولديها حصانة، في الوقت ذاته تريد أن تعاقب ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية".
وتابعت: "فلسطين لم تفعل شيئا بعد، وكل ما صدر عنها أنها تحدثت عن ضرورة ملاحقة إسرائيل من قبل محكمة الجنايات، التي يجب عليها العمل وفق ما لديها من صلاحيات بشكل جدي من أجل مساءلة إسرائيل"، مضيفة: "إذا لم تقم محكمة الجنايات بذلك، فهذا يعني أنها لم تقم بما عليها من التزامات".
قطع العلاقات
وحول ربط "رفع الحظر" عن مكتب المنظمة ومنحه التراخيص اللازمة للعمل بإجراء مفاوضات جادة مع الاحتلال الإسرائيلي، قالت: "هذه خطوة مفضوحة وغريبة، خاصة في توقيتها؛ لأنها تأتي للضغط على القيادة الفلسطينية؛ من أجل تهيئة الظروف لتحقيق الرؤية الأمريكية الداعمة لإسرائيل في المنطقة، وهذا بالنسبة لنا مرفوض".
وشددت القيادية الفلسطينية على أن "الموقف الصحيح هو أن كافة الشعوب والدول يجب أن تعامل بالمثل أمام القانون الدولي"، مؤكدة أن "فلسطين وقيادتها لم ترتكب أي خطأ، بل هناك التزام فلسطيني كبير بالقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، وإسرائيل هي التي أخلت بكل ذلك".
واعتبرت في حوارها مع "عربي21"، أن ما حدث "يمنح الفلسطينيين فرصة مناسبة لإعادة ترتيب أوراق مكتب المنظمة في واشنطن، وتصويب وضع المنظمة ودولة فلسطين في القانون الأمريكي؛ كي لا يستخدم لابتزاز الفلسطينيين".
وتساءلت: "كيف يمكن للإدارة الأمريكية أن تلعب دورا سياسيا رئيسيا في عملية السلام في المنطقة، في حال أقدمت على إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟"، مؤكدة أن "إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن يعني قطعا نهائيا للعلاقات بين أمريكا والفلسطينيين".
وحول إمكانية تصفية الولايات المتحدة الأمريكية لمكتب المنظمة في واشنطن، استبعدت عشراوي إقدام الإدارة الأمريكية على مثل هذه الخطوة، التي من شأنها أن "تكشف لهم أن هذا الإجراء لن يمر، وسيؤثر علي دورهم في عملية السلام بشكل سلبي؛ لأنهم لن يجدوا أي فلسطيني يتحدث معهم".
وأكدت مجددا أن الخطوة الأمريكية "غير مدروسة".
ماذا وراء استفزاز تركيا بحلف الناتو وإهانة أردوغان وأتاتورك؟
هل ستفقد الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها في الشرق الأوسط؟
كيف يتعامل العراق مع مليشيات تشارك بمعارك البوكمال؟