يعتقد البعض أن الهواء الملوث يؤثر فقط على الرئتين، ولم يدر بخلدهم أنه قد يؤدي للعقم، فبحسب الدراسة التي قامت بها جامعة "شيفيلد" البريطانية، فإن هناك ارتباطا بين ارتفاع نسب التلوث و التسبب بضعف الحيوانات المنوية.
ووفقا للدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف" في خبرها أمس، وترجمته "عربي21" فإن تلوث الهواء قد يتسبب بالعقم للكثير من الأزواج، حيث فحص الباحثون 6500 رجل يعيشون في تايوان، ووجدوا أن ارتفاع التلوث يرتبط بنوعية الحيوانات المنوية الأكثر ضعفا.
وتم العثور على هذا التأثير في الحالات التي يرتفع فيها عدد الجسيمات في الهواء إلى أكثر من (25 ميكروغرام/م3).
وعلى الرغم من عدم معرفة الباحثين كيف يقوم التلوث بالتأثير على الحيوانات المنوية، إلا أنهم يقولون أن مكونات الجسيمات الدقيقة، مثل المعادن الثقيلة والـ"هيدروكربونات" العطرية متعددة الحلقات، قد تم ربطها بأضرار الحيوانات المنوية في الدراسات التجريبية.
وأضاف الباحثون أن "الأضرار الجذرية الناجمة عن التعرض لملوثات الهواء، قد تضر أيضًا الحمض النووي وتؤدي لتغييرات في العمليات الخلوية بالجسم".
وقال الدكتور "شيانغ تشيان لاو" من الجامعة الصينية في هونج كونج: "بالرغم من أن تقديرات التأثير صغيرة وقد تكون الأهمية ضئيلة في الأوضاع السريرية، إلا أن هذا يمثل تحديًا هامًا للصحة العامة، ونظرا لوجود تلوث الهواء في كل مكان، فإن حجم التأثير الصغير على الحيوانات المنوية قد يؤدي إلى معاناة عدد كبير من الأزواج من العقم".
وانخفضت أعداد الحيوانات المنوية في الغرب بنسبة 60 بالمئة في السنوات الأربعين الماضية، حيث كان هذا الانخفاض بسبب المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تعطل الهرمونات، والنظام الغذائي، والإجهاد، والتدخين، والسمنة، ما يؤدي إلى العقم كما أشارت الدراسة الجديدة.
ويرتبط انخفاض عدد الحيوانات المنوية أيضا بارتفاع معدلات الوفيات، فضلا عن زيادة فرصة المعاناة من أمراض أخرى، وفقا للصحيفة.
وانقسمت آراء الخبراء البريطانيين حول ما إذا كان التلوث يمكن أن يؤدي إلى العقم، مع اقتراح البعض منهم بأن هناك عوامل أخرى قد تكون مسؤولة عن ذلك.
و قال البروفسور "كيفن ماكونواي" أستاذ الإحصاء التطبيقية في الجامعة المفتوحة: "الناس الذين يعيشون في مناطق تلوث الهواء العالي يميلون إلى أن يكونوا مختلفين عن أولئك الموجودين في مناطق التلوث المنخفض بطرق عديدة".
وتابع: "على سبيل المثال، قد يميلون إلى العمل في وظائف مختلفة، حيث إن هناك العديد من العوامل المهنية التي تم ربطها بمشاكل الخصوبة في الدراسات السابقة، فضلا عن أن لندن وغيرها من المدن البريطانية الكبرى لديها بعض المناطق الأكثر تلوثا، ولكن بشكل عام يميل مستوى التلوث إلى أن يكون أقل بكثير مما كان عليه في المدن التايوانية."
بدوره قال البروفيسور "ألان باسي" أستاذ علم الذكورة، في جامعة شيفيلد: "ما زلت أعتقد أن تلوث الهواء ربما يكون له القدرة على التأثير سلبا على الصحة الإنجابية للذكور، ولكن لجنة التحكيم لا تزال تبحث في كيفية ومدى هذا التأثير على خصوبة الذكور، بدلًا من قياس التغيرات الصغيرة والمثيرة للاهتمام في نوعية السائل المنوي".
دراسة تكشف عن علاقة زمرة الدم بنسبة التأثر بتلوث الهواء
دراسة تربط بين اضطرابات النوم وصحة مريضات السكري