أظهرت سلسلة من المواقف والتصريحات في الآونة
الأخيرة محاولة سعودية علنية لم تكتسب الصفة الرسمية حتى اللحظة للتطبيع مع
إسرائيل.
الحديث عن تطبيع أو خطوات للتطبيع بين الرياض
وتل أبيب لم يأت على لسان سياسيين إسرائيليين كما كان يرشح خلال السنوات الماضية
لكن هذه المرة من خلال خطوات سعودية كان أبرزها مشاركة رئيس الاستخبارات
السعودي السابق الأمير تركي الفيصل في ندوة عقدت بمعبد يهودي بنيويورك.
وشارك في تلك الندوة التي حضرها الفيصل بتنظيم
من منتدى سياسة إسرائيل ومركز الأمن الأمريكي الجديد ومركز قادة من أجل أمن
إسرائيل مدير جهاز الموساد السابق إفرايم هليفي وقيادات إسرائيلية بينهم جنرال
متقاعد من الجيش.
وتبع ذلك مقابلة صحيفة "إيلاف"
المعروفة بتوجهاتها التابعة للمملكة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت والذي
أعلن استعداده بلاده "لتبادل المعلومات مع السعودية لمواجهة إيران"
لافتا إلى أن "هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم".
إقرأ أيضا: الجبير ينفي وجود علاقات بين السعودية وإسرائيل (فيديو)
وللمرة الأولى قام وفد سعودي مكون من سفير الرياض لدى باريس ورئيس رابطة العالم الإسلامي بزيارة الكنيس اليهودي الكبير في العاصمة
الفرنسية .
وكان في استقبال الوفد الحاخام الأكبر بفرنسا حاييم كورسيا وحاخام المعبد موشيه
سيباغ وقاموا باستعراض نسخة من التوراه أمام السعوديين وعبر سيباغ لاحقا عن
"دهشته من الزيارة" وقال إنه "أمر مثير".
وخلال الأيام القليلة الماضية تفاعلت شخصيات
سعودية معروفة بتأييدها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتفاعل مع هاشتاغ
"الرياض أهم من القدس" دعا بشدة السعوديين للالتفات لـ"هموم بلادهم
بدلا من الاهتمام بالقضية الفلسطينية والقدس".
وقالت مغردة سعودية: " اين الاساءة في ان
نقدم وطننا دون اي ارض اخرى ؟ نعم الرياض أهم من القدس واهم من العرب جميعهم
وأراضيهم".
اين الاساءة في ان نقدم وطننا دون اي ارض اخرى ؟ نعم #الرياض_أهم_من_القدس و اهم من العرب جميعهم و اراضيهم
وقال مغرد آخر : "الرياض أهم من القدس.. ما فيه شك أصلا ولا مجال
للنقاش السعودية أهم من كل بقاع العالم".
وحرض مغرد باسم "سعود": على قطع الدعم المالي عن الفلسطينيين
وقال إن ذلك الدعم لم يأخذ من الدولة فقط بل حتى "من طلاب المدارس في
الثمانينات".
#الرياض_اهم_من_القدس
الدعم والبذخ المالي ع الفلسطنيين لم يكن من الدولة فقط كان يسحب المال حتى من الاطفال ففي الثمانينات كان يأخذ ريال من كل الطلاب يوميا باسم ريال فلسطين فما زادهم ذلك الا حقد ومكر #فلسطين_ليست_قضيتنا
إرهاصات التطبيع
ووصف الناشط النقابي في مجال مجابهة التطبيع ميسرة ملص ما يجري بأنه
"تمهيد سعودي مرتبط بجهات رسمية لتهيئة الشعوب العربية والشعب السعودي على
وجه أخص بالتوجه للتطبيع مع الاحتلال".
وأوضح ملص لـ"عربي21" أن سلسلة المواقف الأخيرة التي
صدرت عن السعودية تعد إرهاصات للتطبيع
ابتداء بزيارة عشقي للأراضي المحتلة مرورا بلقاءات تركي الفيصل بشخصيات استخبارية
إسرائيلية والأنباء التي تحدثت عن زيارة محمد بن سلمان بنفسه لإسرائيل ونقلتها
واحدة من أكبر وكالات الأنباء العالمية وهي الفرنسية.
وشدد على أن المحاولات الغير مباشرة التي تقوم بها شخصيات سعودية
بـ"دعوى أنهم مستقلون مشابهة لذات المقدمات التي قامت بها دولة عربية سابقا
للتطبيع مع إسرائيل".
وقال ملص إن الشعوب العربية عموما والشعب السعودي "لا يتقبل فكرة
التطبيع ويرفض أي علاقة مع المحتل" لافتا إلى تصريحات نتنياهو قبل أيام والتي
قال فيها إن المشكلة "لدى الشعوب العربية التي لا تقبل التطبيع معنا وتحمل
لنا العداء".
وأضاف ملص: "الدول
العربية التي تلهث وراء التطبيع تظن أنه سيجلب لها منافع" وتابع "لم يجن
المطبعون سابقا سوى الذل والمهانة ومنذ اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة وتلك الدول
تواجه نقضا للاتفاقيات دون القدرة على الضغط على إسرائيل".
وبشأن الحديث عن خطوات
لإنهاء ملف الصراع مع الاحتلال قال ملص: "لا يملك أحد تصفية القضية
الفلسطينية طالما هناك شبان يواجهون الاحتلال ويناضلون من أجل أرضهم فكل محاولات
التطبيع بلا قيمة" على حد قوله.
مواجهة إيران
من جانبه قال المحلل السياسي ساري عرابي إن أحد
أسباب التقارب بين إسرائيل والسعودية يعود لرغبة الأخيرة بمواجهة إيران.
وأشار عرابي لـ"عربي21" إلى أن
السعودية "ليس بإمكانها مواجهة إيران بشكل منفرد وتريد من نتنياهو الوقوف
بصفها نظرا للمصلحة المشتركة بينهما".
ورأى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
كذلك كان بحاجة إلى "مفاتيح مراكز النفوذ" في الولايات المتحدة والتي
بطبيعة الحال أغلبها بيد أطراف مرتبطة بإسرائيل.
وشدد عرابي على أن المحور الذي تقف فيه
السعودية "يعتقد أنه هزم الثورات العربية ولا وجود لأصوات معارضة لفعل ما يشاء
علاوة على وجود ترامب في البيت الأبيض والذي يمثل فرصة سانحة لاستغلالها من أجل
التطبيع.
إقرأ أيضا: هل تصبح العلاقات بين السعودية وإسرائيل رسمية؟
وبشأن الدعاية التطبيعية التي تقوم بها
شخصيات سعودية قال عرابي "إن الحجج التي يسوقها هؤلاء الأشخاص تشبه تلك التي
روجتها مصر قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد".
وأضاف: "كان يروج سابقا أن الحروب التي
خاضتها مصر مع إسرائيل لأجل القضية الفلسطينية كانت سببا في تضرر الاقتصاد
المصري".
وتساءل: "ما الذي حصل للاقتصاد المصري
منذ كامب ديفيد حتى الآن؟ وأين هي التنمية التي حدثت لمصر بعد اتفاقية السلام".
وشدد على أن السعودية "تراهن على وهم
وسراب" مضيفا أن "نتنياهو وترامب شخصيات يمكن أن تتغير في أي لحظة وأي
انتخابات قادمة والأنظمة في الغرب وإسرائيل ليست كالدول العربية يتحكم فيها شخص
واحد".
وزير إسرائيلي: دول عريبة تقيم علاقات معنا بما فيها السعودية
سفير أمريكي سابق: الرياض تدفع تل أبيب لحرب مع لبنان