سياسة عربية

الإمارات تطلق عملية بناء قاعدة بحرية في جمهورية أرض الصومال

المدير العام لمجموعة الخدمات البحرية والتعاقد قد أعلن عن إنشاء قاعدة بحرية خاصة بالسفن الحربية فقط- ا ف ب
كشفت صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية عن شروع الإمارات العربية المتحدة في عملية بناء قاعدة بحرية في جمهورية أرض الصومال أو "صوماليلاند".
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المجموعة الهندسية لشركة الخدمات البحرية والتعاقد قد أعلنت عن إطلاق قاعدة بحرية في منطقة الحكم الذاتي في شمال الصومال. وقد تزامنت أشغال البناء مع انتخاب الرئيس الجديد، موسى بيحي عبده، الذي تتمثل أولويات حزبه في تطوير الشراكة مع دول الخليج.
 
وأوردت الصحيفة أنه بعد إنشاء قاعدة عسكرية بحرية في إريتريا، توجهت الإمارات العربية المتحدة نحو شمال الصومال وتحديدا في دولة أرض الصومال التي أعلنت استقلالها، في عمق منطقة القرن الأفريقي والتي تقع قبالة المضيق الإستراتيجي لباب المندب عند مدخل البحر الأحمر.
 
وأفادت الصحيفة بأن المدير العام لمجموعة الخدمات البحرية والتعاقد قد أعلن عن إنشاء قاعدة بحرية خاصة بالسفن الحربية فقط. وقد بدأت أعمال تشييد قاعدة بحرية للإمارات بالقرب من ميناء بربرة الإقليمي في خليج عدن، عقب توقيع عقد بقيمة 90 مليون دولار في شهر نيسان/ أبريل من سنة 2017.
 
وأوضحت الصحيفة أن القاعدة تقع على بعد 260 كيلومترا جنوب الساحل اليمني، حيث تتمركز القوات الإماراتية في إطار التحالف السعودي ضد المتمردين الحوثيين. ومن المقرر أن ينتهي هذا المشروع في شهر حزيران/ يونيو من سنة 2018، وفقا لعبد الله درويش الذي صرح بأنها ليست "ميناء تجاريا"، مضيفا أن القاعدة مخصصة "للسفن الحربية فقط".
 
وأضافت الصحيفة أن القاعدة البحرية الإماراتية في "صوماليلاند" ستشمل رصيفا داخليا على إمتداد 300 متر، على شكل حرف "L" وبعمق قدره سبعة أمتار. وسوف تستخدم هذه القاعدة لإيواء السفن التي تقوم بدوريات في خليج عدن، ولدعم نشاط المطار العسكري في المنطقة. وحيال هذا الشأن، صرح وزير خارجية صوماليلاند في شهر أيار/ مايو من سنة 2017، أن الإمارات استأجرت مطار بربرة لمدة 25 عاما كجزء من اتفاق القاعدة العسكرية المستقبلية.
 
وأشارت الصحيفة أن الإعلان عن إطلاق هذا المشروع جاء بعد فوز موسى بيحي عبده في الانتخابات الرئاسية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017، في الإقليم الانفصالي.

ويذكر موسى بيحي عبده، الضابط المتقاعد من القوات الجوية ووزير الداخلية السابق، البالغ من العمر 69 عاما، هو ثالث رئيس منتخب منذ إعلان الاستقلال عن دولة الصومال سنة 1991. ويسعى بالأساس إلى تعزيز الشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وإثر مقابلة أجراها مع صحيفة " ذا ناشيونال"، أفاد زعيم حزب التضامن، الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد، بأن موسى بيحي عبده "معجب" بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، ويود تطوير الروابط القائمة بين البلدين. 

كما أورد أحمد إسماعيل سمتر أن "الشراكة الجديدة، التي بصدد التطور بين صوماليلاند والإمارات العربية المتحدة، تمثل أولوية عليا بالنسبة للحكومة". 

وأضاف المصدر نفسه، أن "الإمارات دولة عالمية، تعمل حكومتها بشكل صحيح وتعالج شؤونها على أكمل وجه"، مشيرا إلى أن شعب صوماليلاند ورئيسه الجديد "يريدون تبني نفس الممارسات لتطوير وطنهم ".
 
وأوردت الصحيفة، على لسان رئيس حزب التضامن، أن خطط التنمية الاقتصادية تهدف إلى جعل بربرة ميناء دخول لشرق أفريقيا، كما "ستحقق القاعدة العسكرية منافع عديدة على غرار إرساء المزيد من الأمن لشعب أرض الصومال".
 
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن عدد سكان صوماليلاند، البالغ حوالي أربعة ملايين نسمة، ما زالوا ينتظرون الاعتراف الدولي بدولتهم.