نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسل الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، يقول فيه إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا
ماي قامت بزيارة سرية إلى
العراق، واجتمعت مع رئيس الوزراء العراقي حيدر
العبادي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ماي هي أول مسؤولة بريطانية تزور العراق منذ عام 2008، حيث زارت قاعدة عسكرية قرب بغداد، وعقدت اجتماعا مع نظيرها العراقي، في الوقت الذي وعدت فيه بزيادة الجهود ضد
تنظيم الدولة.
ويذكر وينتور أن ماي وصلت على متن المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي "هيركليز" إلى قاعدة التاج، شمال بغداد في صباح اليوم الأربعاء، قادمة من الأردن، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أعلن فيه أن ماي في الشرق الأوسط، إلا أن الأخبار حول وصولها إلى العراق ظلت سرية حتى مغادرتها الاجواء العراقية؛ لأسباب أمنية.
وتكشف الصحيفة عن أن ماي التقت مع 100 من الضباط البريطانيين في قاعدة التاج، الذين يساعدون في تدريب القوات المحلية، بما فيها تلك التي شاركت في معركة الموصل ضد تنظيم الدولة، لافتة إلى أن هذه أول زيارة تقوم بها مسؤولة بريطانية منذ زيارة غوردون براون الذي تحدث للجنود البريطانيين الذين كانوا هناك.
ويلفت التقرير إلى أن ماي عقدت بعد زيارة قاعدة التاج محادثات مع رئيس الوزراء العراقي العبادي في بغداد، مشيرا إلى أنه تزامنا مع الزيارة أعلن مقر الحكومة في داونينغ ستريت عن جهود أمنية مشتركة، بما في ذلك 10 ملايين جنيه إسترليني لدعم جهود مكافحة الإرهاب، وتحسين حراسة أمن الحدود، ومكافحة المواد الداعية للتطرف على الإنترنت.
وينوه الكاتب إلى أن هناك 600 من الجنود البريطانيين في العراق، كلهم يشاركون في تدريب القوات العراقية، مشيرا إلى أن ماي قالت في قاعدة التاج إنه من الضروري التأكيد أن "القوات قادرة على إدارة العمليات التي تريدها ضد تنظيم الدولة"، فيما نقلت محطة "سكاي نيوز" عن ماي قولها: "نحن بحاجة للعمل مع القوات العراقية من أجل تقديم الاستقرار والأمن للبلد في المستقبل".
وتبين الصحيفة أن من الأمور التي بحثتها ماي ضرورة متابعة مقاتلي تنظيم الدولة بعد تفرقهم عقب انهياره، فقالت: "نحن بحاجة إلى التأكد من مواجهة إمكانية ذهاب أفراد من تنظيم الدولة إلى مكان آخر، وهذا يعني التأكد من عدم وجود منطقة غير مستقرة يذهبون إليها"، وأضافت أن "الأمر يتعلق أيضا بالتعامل مع التهديد الإرهابي أيا كان، وهذا يشمل التأكد من عدم انتشار موادهم المثيرة للكراهية على الإنترنت، وإلهام الآخرين للقيام بهجمات إرهابية".
ويفيد التقرير بأن ماي تحدثت مع الصحافيين الذين رافقوها إلى العراق، قائلة إن واحدة من المخاطر الباقية من تنظيم الدولة هي الهجمات الإلكترونية، والحضور الواسع للتنظيم على الإنترنت، وقالت: "التعامل مع تنظيم الدولة ليس فقط من الناحية العسكرية، بل إنه يشمل مواجهة التهديد الإرهابي من خلال محاور كثيرة نحن بحاجة للتعامل معها، مثل حضورهم على الإنترنت".
ويقول وينتور إن ماي شاهدت الضباط من وحدة المهندسين الملكية في قاعدة التاج وهم يقدمون النصح للجنود العراقيين حول كيفية التخلص من القنابل البدائية، وتحدثت مع الضباط من الخدمات الطبية العسكرية وهم يقدمون النصح للعراقيين، ومنهم من شارك في عملية الموصل، حيث سجلت حالات واسعة من القتل والجرح في أثناء مواجهات الشوارع، منوها إلى أن لقاءها مع العبادي لم يستغرق سوى 45 دقيقة.
وبحسب الصحيفة، فإن ماي ستتوجه من العراق إلى السعودية، حيث ستلتقي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لافتة إلى أن المحادثات ستتركز حول اليمن، حيث اتهمت الرياض بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان بعد 3 سنوات من الحرب الأهلية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن ماي قالت في العراق إنها ستفتح موضوع الحصار، وضرورة فتح ميناء الحديدة أمام المساعدات الإنسانية.