أثارت
تغريدات الرئيس الأمريكي الأخيرة والتي نقلها عن منظمة بريطانية معروفة بمواقفها
المناهضة للمسلمين وعنصريتها ردود فعل غاضبة لدى المسؤولين البريطانيين في حين اختفى الصوت العربي عن إدانتها.
وأعلنت
رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي، رفضها للتغريدات، وقالت إن ترامب ارتكب
"خطأ"، حين أعاد بث مقاطع الفيديو التي نشرتها المنظمة العنصرية.
ولم
تقتصر ردود المسؤولين البريطانيين على رد ماي، وانتقد المتحدث باسم الحكومة
البريطانية التغريدات وقال إن "حركة بريطانيا أولا تحاول من خلال كتاباتها
المملوءة بالكراهية، تقسيم المجتمعات ونشر الأكاذيب وتأجيج التوترات، كما أنهم
يخلقون الخوف لدى الناس الذين يحترمون القانون".
وأضاف المتحدث أن "البريطانيين يرفضون، لغة الخطابة
المتحيزة من قبل اليمينيين المتطرفين، الذين يتناقضون مع قيم هذا البلد، من
استقامة وتسامح واحترام".
ورفض
العديد من السياسيين البريطانيين، تغريدات ترامب، ووصفوا إعادة تغريد منشورات
منظمة عنصرية بالأمر "الخطير".
وقال
زعيم حزب العمال البريطانية جيرمي كوربن، إن إعادة ترامب تغريد منشورات
"بريطانيا أولا"، أمر "مثير للاشتمئزاز وخطير، ويهدد
مجتمعنا".
ويرى
مراقبون أن الجهة الوحيدة التي ردت على تغريدات ترامب، كانت بريطانيا حتى الآن،
متسائلين عن سبب اختفاء الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، عن الرد
على التغريدات، التي حملت اتهامات للاسلام، والمسلمين بالإرهاب.
وقال
الكاتب والصحفي المصري سليم عزوز إن مطالبة العرب بالرد على ترامب، بات أمرا مضحكا
فأوضاعهم لا تسمح لهم بالتجرؤ، على هذا الأمر.
حالة تماه
وقال
عزوز لـ"عربي21" إن العرب، "ماتوا من زمان وقياداتهم تسعى الآن بكل
قوتها للتخلص من دينها وعروبتها وأوطانها، ومن نراهم الآن في الدول العربية الكبرى،
لا يقدرون على إغضاب ترامب، لمجرد استشعارهم بإهانته للإسلام والمسلمين".
ولفت
إلى أن الحكام العرب الآن في حالة "تدافع"، للحصول على "الرضا
الأمريكي، والتقرب إلى إسرائيل بالنوافل، والحديث عن التطبيع كما لو أن الدماء
التي سالت، في الصراع معها تحولت إلى ماء".
وتساءل: "بعد كل هذا كيف نطالب العرب، باتخاذ موقف دفاعا عن الإسلام
والعروبة".
وأشار
عزوز إلى أن رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، أكبر الأمثلة على ارتكاب
إساءات أكثر من ترامب، وقال: "السيسي صرح في أحد اللقاءات أن المسلمين،
يمثلون خطرا على البشرية اليوم"، وتساءل: "أيهما أكبر فداحة تغريدات ترامب،
أم تصريحات السيسي".
ولفت
إلى أن السيسي خرج للمطالبة بتجديد الخطاب الديني، وتصحيحه، في وقت انطلق فيه
الحكام العرب، "محلقين ومقصرين، تجاه فرنسا، لاستنكار الجريمة المرفوضة، التي
وقعت في صحيفة شارلي إيبدو، التي أساءت للنبي".
وقال
إن العرب في "حالة تماه مع الخطاب الغربي المعادي للإسلام، سواء انطلق من
مؤسسات أوروبية، أو من الرئيس الأمريكي".
وشدد
عزوز، على أن حكام الولايات المتحدة يسيرون، على نفس النهج، لكن هناك من يتقن
إخفاء ما بداخله، وهناك من هم صريحون لدرجة إطلاق الاتهامات، دون الاكتراث مثل
ترامب.
وأشار
إلى تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، حين قال: "حرب صليبية"
وتابع: "حينها انبرت الدول العربية، وكتابها ومثقفوها للدفاع عن بوش، والحديث
عن خطأ في الترجمة، في وقت لم يخرج الرئيس الأمريكي، نفسه لنفي الأمر".
ولفت
إلى أن المنطقة في حالة خضوع، والحكام يخشون مواجهته، وهم مندفعون للحصول على
الرضا الأمريكي، والإسرائيلي عبر ترامب.
من
جانبه قال عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور يحيى بن صدقة فاضل، إن السؤال عن سبب
عدم استنكار العرب لتغريدات ترامب المسيئة للمسلمين "سؤال يصعب وضعه أمام
المفكرين والمراقبين للإجابة عليه".
سؤال صعب
وأشار
فاضل لـ"عربي21" إلى أن الحليف الأكبر للنظام السياسي العربي، "هو العدو
الأكبر للأمة بكل المقاييس ويصعب الإشارة إلى أنه متناقض، وعدو، ولا يكترث
بالمصالح العربية والإسلامية".
وأوضح
أنه "يصعب على العرب، انتقاد تلك الاتهامات، في ظل الوضع السياسي، بمعظم
الدول العربية".
وتساءل:
"من هم العرب الذين سيردون، وأين هم العرب؟ ومن الذي يريد أن يقول ذلك
علنا؟".
وأضاف:
"مع الأسف الكثير من تحركات الإدارة الأمريكية، مناهضة للأمة، ومغالطة
للوقائع، وهذه الإدارة هي الحليف الرئيسي، لكثير من العرب، ولا يريد أحد
إغضابه".
واشنطن تضع شرطا لسحب التحالف الدولي من سوريا
ترامب طلب من فريق المطبخ الرئاسي وجبة "ماكدونالد"