أثارت الطريقة الجريئة التي أعلن بها الفريق أحمد شفيق اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر ومنافسة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي التساؤلات حول الجهة التي حصل شفيق على دعمها ومنحته القوة ليتحدى نظام السيسي ويغضب نظام الإمارات الذي استضافه طوال السنوات الخمس الماضية.
وكان شفيق قد أعلن يوم الأربعاء الماضي من "أبو ظبي" نيته الترشح للسباق الرئاسي المتوقع انطلاقه نيسان/ أبريل المقبل، مؤكدا أنه سيعود لمصر خلال الأيام المقبلة.
وبعدها بساعات هاجم الإمارات معلنا أن السلطات تحتجزه ولا تسمح له بمغادرة البلاد، مؤكدا رفضه لأي تدخل في الشأن المصري من خلال منعه من المشاركة في العملية الدستورية والمهمة الوطنية المقدسة، حسب قوله، على الرغم من أن الإمارات ظلت الداعم الأساسي له منذ مغادرته مصر عقب خسارته انتخابات الرئاسة أمام الرئيس محمد مرسي عام 2012.
وفي أول رد عملي إماراتي على تصريحات شفيق، أعلنت محامية شفيق، داليا عدلي حسين، منذ قليل، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن السلطات الإماراتية اعتقلت شفيق من منزله، وتم ترحيله إلى مصر على متن طائرة خاصة.
اقرأ أيضا: الإمارات تعتقل شفيق وترحله إلى مصر على متن طائرة خاصة
ويقول مراقبون محليون وغربيون إن شفيق يتمتع بدعم قطاعات مؤثرة داخل القوات المسلحة والداخلية وأجهزة أخرى في الدولة رافضة لاستمرار السيسي في الحكم، وتوقعوا أن يحدث ترشحه للرئاسة انشقاقا داخل النظام الحاكم بسبب وجود فرصة حقيقية أمامه للفوز بالانتخابات.
وبعد أن كان يعتقد على نطاق واسع أن فوز السيسي في الانتخابات المقبلة سيكون سهلا، جاء إعلان شفيق الترشح ليكون بمثابة أول إشارة علنية منذ تولي السيسي السلطة على وجود انقسامات داخل النظام الحاكم الذي يضم الجيش والأجهزة الأمنية ورجال الأعمال.
تطور مثير للغاية
وفي هذا السياق قال الباحث بمركز "أتلانتك كاونسل" الأمريكي "هشام هيلر" إن رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق لم يكن ليعلن ترشحه لنتخابات الرئاسة إلا إذا كان يظن أنه يحظى بدعم قوي داخل القوات المسلحة، مضيفا، عبر "تويتر"، أن هذا التطور في المشهد السياسي سيجعل عام 2018 مثيرا للاهتمام في مصر.
ليس من المعروف من هم القادة العسكريون الذين وعدوا شفيق بالدعم في الانتخابات
اقرأ أيضا: بعد إغضابه الإمارات.. من سيدعم شفيق في حال ترشحه؟
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها يوم الجمعة، أن السيسي أصبح يواجه انتقادات كثيرة بسبب فشله في الحفاظ على أمن مواطنيه والسماح للجماعات المسلحة بالانتشار في البلاد وخاصة في سيناء.
حصل على دعم الجيش
الباحث السياسي جمال مرعي قال إن هذه التحليلات صحيحة إلى حد كبير، مشيرا إلى أنه ليس من المعروف من هم القادة العسكريون الذين وعدوا شفيق بالدعم في الانتخابات.
شفيق كان مدعوما فقط من الإمارات التي كان يحتمي بها، لكن ما فعله خلال اليومين الماضيين جعله يفقد هذا الدعم وانتهت العلاقة بينه وبين نظام الإمارات بمأساة كبيرة.
بعد إغضابه الإمارات.. من سيدعم شفيق في حال ترشحه؟
هل اختلت حسابات السيسي بعد ترشح شفيق للانتخابات؟
لماذا يحرص السيسي على البكاء أمام الكاميرات؟