يبدو الموقف السعودي الداعم للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو الدافع
الأكبر وراء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها بدلا
من تل أبيب، خاصة وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت بشكل صريح أن ترامب اتخذ قراره
بعد التشاور مع كل من السعودية ومصر.
وفي الوقت الذي يشتعل فيه العالم العربي غضبا؛ بسبب الموقف الأمريكي من
القدس المحتلة، كشفت جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ولي العهد السعودي،
الأمير محمد بن سلمان، اشترى أغلى لوحة في تاريخ البشرية، وهي لوحة ليوناردو ديفنشي،
مقابل 450 مليون دولار، وهو الأمر الذي أكدته لاحقا أيضا جريدة "وول ستريت جورنال"،
التي كشفت أن ابن سلمان اشترى اللوحة عبر وكيله وشريكه والرجل المقرب منه، الأمير بدر
بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود.
حادثة شراء اللوحة مقابل هذا المبلغ الفلكي، إضافة إلى جملة من الأحداث
الأخرى، يمكن أن تشكل مؤشرا مهما على شخصية الأمير محمد بن سلمان، بحسب ما يتحدث الكثير
من المحللين والمراقبين المختصين بالشأن السعودي، كما تكشف شخصية ابن سلمان التحول
الذي تشهده المملكة، وما الذي تغير، خاصة إذا ما قورن مع الملوك السابقين من آل سعود.
ويقول محلل سياسي سعودي لــ"عربي21" إن شراء الأمير محمد لوحة
بـ450 مليون دولار، وقبلها شراء يخت فاره بـ550 مليون دولار، والكشف أيضا عن سلسلة
قصور يجري تشييدها على سواحل البحر الأحمر غربي السعودية، في الوقت الذي يشن الرجل
حملة تستهدف أبناء عمومته، وتهدف إلى تجريدهم من أموالهم وسلطاتهم، كل هذه مؤشرات على
أن "الرجل مهتم بالثروة والقوة فقط، ولو على حساب البلاد والأمة بأكملها".
وبحسب المحلل، الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه، فإن
"ابن سلمان منشغل بتبديد الأموال والثروات، في الوقت الذي ينشغل حليفه ترامب بنقل
السفارة إلى القدس، واعتبار المدينة المقدسة عاصمة للدولة الإسرائيلية".
وكانت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة قالت إن ترامب حصل على
مباركة كل من السعودية ومصر، وأجرى مشاورات معهما، قبل أن يتخذ قراره باعتبار مدينة
القدس المحتلة عاصمة للدولة الإسرائيلية، ويقرر نقل سفارة واشنطن إليها.
ويظهر التحول في الموقف السعودي إزاء القضية الفلسطينية وقضية القدس،
بالمقارنة بين ابن سلمان والملك فيصل بن عبد العزيز، حيث يؤكد المحلل السعودي لـ"عربي21"
أن الولايات المتحدة لم تكن تجرؤ أن تتخذ قرارها بشأن القدس لو لم توافق السعودية،
مشيرا إلى أن "السعودية إضافة إلى كونها أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر اقتصاد
عربي، إلا أنها أيضا الدولة التي تمثل قيادة الإسلام السُني في المنطقة".
وكان الملك فيصل معروفا بموقفه الثابت من القدس المحتلة والقضية الفلسطينية،
حيث قال في أشهر خطاب له، وهو الخطاب الذي يتداوله السعوديون حتى اليوم، إن "القدس
الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته، ومما ابتلي به، فماذا يخيفنا؟ هل نخشى
الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهدا في سبيل الله؟.. نريدها
نهضة إسلامية، دعوة إلى الجهاد في سبيل الله، وسبيل ديننا وعقيدتنا، ودفاعا عن مقدساتنا
ومحرماتنا.. وأرجو الله أن يكتب لي الموت شهيدا في سبيل الله".
وبحسب المحلل السعودي فانه "بينما الملك فيصل كان يرجو الموت شهيداً في سبيل الله دفاعاً عن القدس، فان ابن أخيه محمد بن سلمان يشتري اللوحات واليخوت في الوقت الذي يتم فيه تهويد المدينة المقدسة".
الى ذلك، انهالت الكثير من الانتقادات على الأمير السعودي بسبب إغداق الملايين على شراء لوحة تتضمن رموزاً مسيحية، حيث كتبت الصحافية اللبنانية نور سماحة تعلق على الخبر في تغريدة على "تويتر": "أمير سعودي دفع 450 مليون دولار مقابل لوحة فنية الشهر الماضي.. هذا المبلغ هو تقريباً ضعف المساعدات التي تدفعها الحكومة السعودية للفلسطينيين سنوياً (240 مليون دولار)".
وكتبت الصحافية دينا التكروري في تعليق قصير على "تويتر": "البعض يشتري لوحات فنية، وآخرون يبيعون فلسطين".
أما دانييل سيدمان فكتب معلقاً على "تويتر": "العبقري محمد بن سلمان اشترى لوحة ديفنشي بسعر عالي قياسي، وباع القدس والفلسطينيين بسعر التراب".
ماذا سيترتب على إدراج حزب الله على قوائم الإرهاب العربية؟
هل تلتحق دول الخليج بقطار التطبيع في حال بدأته السعودية؟
الحريري على أعتاب بيروت.. تسوية.. أم صدام؟