دعا القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمود عزت، إلى تصاعد ما وصفها بالانتفاضة والحراك الجماهيري، الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، وذلك على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، وبهدف وقف كل "عمليات الإحلال وتغيير معالم الأماكن المقدسة في كل أنحاء فلسطين".
وقال في بيان له، مساء الأربعاء، وصل "عربي21": "يواجه المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس الصلفَ الصهيوني والاستكبار الأمريكي بجولة جديدة من انتفاضتهم التي بدأت عام 1987م. هؤلاء المرابطون الذين استجابوا لنداء نبيهم صلى الله عليه وسلم (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)، وعند مسلم: (لغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)".
وأضاف:" هم الذين يرابطون اليوم لتحرير القدس من أيدي الصهاينة، ومنع جيوش الاحتلال وجحافل المغتصبين - المدعومة بالاستكبار الأمريكي والتغافل أو التواطؤ الغربي والشرقي - من تنفيذ مؤامرة (صفقة القرن) التي كانت بدايتها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، في وقت أثخنت فيه جراح الانقسام الفلسطيني والنزاع الطائفي والعرقي جسد الأمة العربية والإسلامية، وتداعت عليها المشروعات الاستعمارية الشرقية والغربية بزعم محاربة الإرهاب".
وأكد أن "وحدة الشعب الفلسطيني التي تجلّت في انتفاضة غزة والضفة والقدس وفلسطين 48 هي التي نبّهت العالم، فانعقد مجلس الأمن وواجه أعضاؤه الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة، حتى قال أحدهم (إن لم يرفض مجلس الأمن القرار الأمريكي، فإن مجلس الأمن سيصبح أرضا محتلة)، ولكن الحقيقة أنه أصبح عاجزا أو غير راغب في إعادة الحق لأهله، وليس لأصحاب الحق إلا أن ينتزعوا حقهم بأنفسهم، وحينئذٍ يعترف بهم مجلس الأمن والأمم المتحدة".
واستطرد "عزت" قائلا:" لولا المظاهرات التي جابت العالم العربي تأييدا للمرابطين في القدس لما كان هذا الإعلان العربي برفض القرار الأمريكي، ولابد لهذا الحراك من تصاعد حتى تكون انتفاضة تنهض بها الأمة؛ حكاما وشعوبا وجيوشا لتحرير عاصمة فلسطين (القدس)"، مشدّدا على أن "الأمة الواعية لا تبحث عن وسيط نزيه لن تجده، ولكن تستجلب نصر الله بمقاومتها ووحدة كلمتها وصفها".
وتابع: "لولا المظاهرات التي عمّت الكثير من دول العالم الإسلامي، والتي قامت بها الأقليات العربية والإسلامية في أنحاء العالم مساندة للمرابطين لما كانت الاستجابة لعقد المؤتمر المقرر لمنظمة التعاون الإسلامي أمس الأربعاء، ولابد من تصاعد هذه الانتفاضة وتلك المظاهرات بعد هذا المؤتمر حتى تتابع الأمة حكامها في استرداد أرضنا المحتلة، وتستكمل الأمة وعيَها ووحدتها لتنهض برسالتها، وتكون بحق خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، حينئذٍ يمكنها أن تبدأ في استرداد الأرض وتحرير القدس".
وأكمل القائم بأعمال مرشد الإخوان: "أول المعروف الذي تؤمر به (الأمة) هو وحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي لتحرير القدس وإنقاذ الأقصى، وأول المنكر الذي تنتهي عنه هو كل مودة في العلن أو السر لمن أخرج الفلسطينيين من ديارهم أو من ظاهر على إخراجهم من الشرق أو الغرب".
وأردف: "من المعروف الذي تؤمر به الأمة إعداد العدة لمواجهة كل عدوان على أرضنا أو مقدساتنا، ومن المنكر الذي تُنهى عنه كل ظلم أو فساد أو استسلام أو إسراف أو تفريط في مقدرات الأمة وثرواتها"، مضيفا أنه "في هذه الجولة لابد من تصاعد الحراك الجماهيري على المستويات الثلاثة، الفلسطيني والعربي والإسلامي، ليس فقط لمنع قرار الولايات المتحدة، ولكن لوقف كل عمليات الإحلال وتغيير معالم الأماكن المقدسة في كل أنحاء فلسطين".
كيف تجرأ ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
العدل والإحسان: قرار ترامب لن يغير الحقائق التاريخية للقدس
البرلمان التونسي يصادق على لائحة تُندّد بقرار ترامب (شاهد)