أثارت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس
ماتيس عدم اعتزام الولايات المتحدة التحرك عسكريا ضد إيران وحصر الرد في الإطار
الدبلوماسي تساؤلات حول وقع هذه الرسالة على الدول العربية التي راهنت على تحرك
أمريكي جدي ضد إيران.
وكان ماتيس قال في مؤتمر صحفي إن الولايات
المتحدة "ليست لديها أي نية للرد بهذه الطريقة على إيران" ويقصد عسكريا
بعد توجيه أسئلة له حول شكل الرد.
وقال الجنرال المتقاعد من سلاح البحرية
الأمريكية إن "السيدة هايلي كانت هناك وليس أحدا من جنرالاتنا" في إشارة
إلى المؤتمر الصحفي الذي استعرضت فيه أجزاء من الصاروخ الذي سقط على الرياض.
ووقفت هايلي مندوبة لبلادها في الأمم المتحدة
في مؤتمر صحفي عقد داخل قاعدة عسكرية قرب واشنطن وخلف أجزاء من أسلحة إيرانية
والصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على الرياض الشهر الماضي واتهمت إيران صراحة بإيصال
الصاروخ للحوثيين.
وأشارت إلى أن الصاروخ والأسلحة الأخرى نتاج
مصانع إيرانية وأن "إيران لا يمكنها إنكار هذه الحقيقة".
وفي سياق هجوم الوزير الأمريكي على إيران
هاجم حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيا وقال إن ما تقوم به الأخيرة "حاليا
غير شرعي ويساهم في قتل أناس أبرياء وفضحها أمر مفيد للمجتمع الدولي لتوعيته بشأن
ما يجري".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقر
استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران قبل نحو شهرين شددت على اتخاذ كافة الإجراءات
للحصول على سلاح نووي.
وركزت استراتيجية ترامب ضد إيران على تحجيم
تأثير الحكومة الإيرانية فيما يتعلق بزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب والمسلحين
والتركيز على تحالفات الولايات المتحدة ضد الهيمنة الإيرانية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن تصريحات ماتيس وجهت رسالة
للدول الخليجية التي كانت تعول على واشنطن لاتخاذ إجراء قاس ضد طهران أن التحرك لن
يتعدى الأساليب "الناعمة" في الضغط لتعديل السلوك الإيراني.
المحلل السياسي والباحث الدكتور وسام الكبيسي
قال إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران على الرغم من التجاذبات التي سادتها
طيلة العقود الثلاثة الماضية إلا أن التنسيق بينهما كان حاضرا في العديد من
الملفات.
خطوط حمراء
وأوضح الكبيسي لـ"عربي21" أن
التصادم بين الطرفين كان غالبا عبر وسائل الإعلام لكن على أرض الواقع حصل تنسيق
بشأن احتلال أفغانستان واحتلال العراق وهو ما أشارت له شخصيات إيران من أنهم كانوا
عوامل مساعدة في تسهيل غزو الأمريكان
للبلدين.
وشدد على أن هناك العديد من المصالح
المتقاطعة بين الطرفين في المنطقة ولذلك
من المستبعد في الوقت الحالي لجوء الولايات المتحدة للقوة مع إيران رغم تهديد
الأخيرة للعديد من حلفائها في الدول العربية السنية.
وأضاف الكبيسي: "التمدد والتصاعد في
القوة الإيرانية في المنطقة له محددات أمريكية والأخيرة تستفيد من وجود الطرف
الإيراني القوي في المنطقة لكن لا تسمح بأن يكون الوحيد".
ولفت إلى أن المعادلة الأمريكية بشأن إيران
تقول إن "بإمكانها لعب دور في المنطقة بما يخدم مصالح واشنطن خاصة أن مشروع
ولاية الفقيه يقوم على مبدأين نشر الفوضى الفكرية والفوضى المسلحة وهو بالمحصلة
يخدم فكرة الفوضى الخلاقة التي ابتكرتها إدارة بوش الابن".
لكن في الوقت ذاته، قال الكبيسي إنه "من غير
المسموح تخطي الخطوط الحمراء للأمريكان والتحول من دور اللاعب الرئيسي إلى اللاعب
الوحيد في الشرق الأوسط"، وتابع: "لذلك واشنطن تلجأ لاتخاذ إجراءات بحق
طهران تعيد لدورها المصرح لها به".
قص أظافر
ورأى أن أمريكا ستعمد إلى قص أظافر
وأجنحة إيران الفاعلة في المنطقة لتحجميها
وإعادتها لحجمها الطبيعي خاصة أنها شكلت خلايا ونقاط قوة في العديد من الدول
العربية للتحرك عند الطلب.
وعلى صعيد آمال بعض العرب بتوجيه ضربة
أمريكية لإيران قال الكبيسي إن "أطرافا عربية سنية بنت أحلاما غير واقعية
لتحجيم إيران وتقليص نفوذها المتزايد في المنطقة".
وأوضح أن الولايات المتحدة لازالت بحاجة
لإيران في المنطقة للعديد من المصالح في ظل تقلص نفوذ واشنطن والفاصلة التاريخية
التي يمر بها النظام الدولي منذ تأسيسه حتى الآن.
أما بشأن صفقات السلاح التي أبرمتها دول
عربية بمئات المليارات مع الولايات المتحدة فرأى الكبيسي تعويل العرب عليها من
ناحية ضمان حصول ضغط نسبي على إيران.
لكن في المقابل قال إن الولايات المتحدة لا
تضحي بعقد صفقات سلاح فاشلة يمكن أن تؤثر حتى على صناعة السلاح داخليا لكن هذه
الأسلحة لا تستخدم ضد إيران إلا في حال تجاوزت ما يسمح به.
وشدد على أن أي عمل عسكري ضد إيران له تكلفة
كبيرة وثمن ستدفعه المنطقة والولايات المتحدة والعرب ليس بمقدورهم دفع هذا الثمن
الآن.
لكن في الوقت ذاته أشار إلى أن أي عمل ضد
إيران ربما يرتبط بثمن يتعلق بملفات أخرى مثل ملف القضية الفلسطينية لأن واشنطن
تطرح حلولها في الملفات بطريقة مترابطة ولا تفصلها عن بعضها البعض.
كيف رد ظريف على اتهامات أمريكا بشأن صاروخ الرياض؟
تيلرسون يلتقي وزير خاجية قطر ويهاتف ولي العهد السعودي
إيران لوزراء الخارجية العرب: بيانكم لا قيمة له ويستند لأكاذيب