لم تعد حوادث الاعتداء على المصريين المقيمين بالخارج أمر مستغربا بين أبناء وطنهم الذين اعتادوا على تكرارها، حتى باتت بمثابة ظاهرة في السنوات الأخيرة.
وشهد شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري ثلاثة من وقائع السحل والضرب، انتهت إحداها بمقتل أحد المصريين في الأردن، بينما أصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في الكويت والسعودية.
سحل وضرب وطعن
وكان أحد المصريين العاملين في الأردن قد لقي مصرعه الأربعاء الماضي، بعد تعرضه للضرب والسحل على أيدي بعض الأردنيين بسبب خلاف مالي، وبعد ثلاثة أيام من نقله إلى المستشفى للعلاج فارق الحياة، وبعدها أعلنت السلطات الأردنية إلقاء القبض على المشتركين في الاعتداء وتقديمهم للمحاكمة قريبا.
وفي مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري تعرض مواطن مصري في الكويت لإصابات بالغة بعد الاعتداء عليه بطريقة بشعة داخل مقر عمله من أحد المواطنين الكويتيين، بسبب الخلاف على إصلاح دراجة بخارية.
اقرأ أيضا: وفاة مصري بالأردن بعد الاعتداء عليه بوحشية لخلاف مالي (فيديو)
وأكدت القنصلية المصرية في الكويت، أن السلطات الأمنية في الكويت ألقت القبض على الشخص الذي اعتدى على المواطن المصري، وسيتم إحالته للمحاكمة بعد استكمال التحقيقات معه.
وقبل مرور أسبوعين على الاعتداء على المواطن المصري في الكويت، تعرض مصري آخر للضرب والطعن بسكين في السعودية على أيدي مجموعة من الشباب السعودي، بعد خلاف نشب بينهم إثر حادث سير في مدينة الرياض.
وفي آب / أغسطس الماضي قُتل مهاجر مصري في ولاية أوهايو الأمريكية بعد إطلاق النار عليه من قبل رجل أمريكي كان يتفاوض معه لشراء سيارته، ولم تتمكن الشرطة من القبض على المتهم حتى الآن.
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي لقي مواطن مصري مصرعه بمحافظة خميس مشيط السعودية على يد مواطن يمني إثر طعنه بسكين في أحد الطرق العامة إثر خلاف بينهم.
غضب
ومع تداول مقاطع الفيديو التي تظهر الاعتداءات على المصريين بالخارج، عبر كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم، خاصة وأن غالبية هذه الاعتداءات تقترن بتعمد المعتدين إذلال وإهانة المصريين، كما حدث في الكويت حينما وضع المعتدي قدمه على وجه الشاب المصري بعد ضربه.
كما عبر مصريون عاملون بالخارج عن غضبهم إزاء ما وصفوه بتقاعس النظام عن حمايتهم، وأكدوا أن مسلسل الاعتداء عليهم مستمر بسبب اكتفاء النظام ببيانات المواساة ومتابعة نقل الجثامين ودفنها دون تحرك رادع لوقف هذه الانتهاكات.
ويقول مراقبون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن المصريين بالخارج يتعرضون لانتهاكات متزايدة منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013 بسبب المساعدات المالية الكبيرة التي تمنحها الدول الخليجية لمصر والتي ساهمت بشكل كبير في وجود نظرة دونية من جانب مواطني هذه الدول للمصريين والاستهانة بكرامتهم.
كذلك فإن الاعتداءات والإهانات التي يلاقيها كثير من المصريين على أيدي الأجهزة الأمنية داخل بلادهم شجع على تزايد الاعتداء على المصريين في الخارج.
الأمر زاد عن الحد
وبعد تزايد ظاهرة الاعتداء على المصريين في الخارج، وجه الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى، رسالة غاضبة إلى قادة الدول العربية التي يتواجد بها المصريون، مؤكدا أن الموضوع زاد عن الحد.
وهدد موسى، عبر برنامجه على قناة "صدى البلد" يوم الخميس الماضي، المسؤولين العرب قائلا: "احترموا المصريين المتواجدين بينكم وحافظوا عليهم، لأنه إذا تكررت تلك الاعتداءات مرة أخرى فلن نسكت أبدا", مضيفا أنه يجب على الحكومة أن تحافظ على كرامة المواطن المصري في كل مكان.
كما أكد وكيل لجنة القوى العاملة في مجلس النواب محمد وهب الله، أن اللجنة ستستدعي وزيرة الهجرة نبيلة مكرم عبيد الأسبوع الجاري لمناقشتها في أسباب تكرار حوادث الاعتداء على المصريين في الخارج وكيفية القضاء عليها.
اقرأ أيضا: اعتداء على عامل مصري بالكويت.. وتعليق رسمي (فيديو)
وأضاف وهب الله، في تصريحات صحفية، أن المصريين في الخارج أصبحوا في خطر شديد بعد أن بات الاعتداء عليهم متكررا، مؤكدا أن الأمر تعدى كونه حوادث فردية وأصبح ظاهرة واضحة للجميع.
بيد أن وكيلة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان غادة عجمي، وصفت حوادث الاعتداءات على المصريين بالخارج بأنها فردية، مشيرة إلى أن مرتكبيها يتم القبض عليهم ومحاكمتهم ولا يفلتون من العقاب.
حوادث فردية
من جانبها، قالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم عبيد، أنها استعرضت في اجتماع الحكومة يوم الخميس الماضي تقريرا حول أوضاع ثلاثة مواطنين تعرضوا للاعتداء بالخارج، مؤكدة أن هذه الاعتداءات مجرد "حوادث فردية" ولا تعكس العلاقات القوية والاحترام المتبادل بين الشعب المصري والشعوب العربية، واتهمت مواقع التواصل الاجتماعي بالمساهمة في نشرها.
وشددت عبيد، في مؤتمر صحفي، على أن الدولة تعمل على الحفاظ على حقوق المصريين ومنع الاعتداء عليهم، موضحة أنه لا يوجد اتجاهات لدولة معينة ضد العمالة المصرية.
وأعلنت أنها تواصلت مع المسؤولين في الأردن والكويت والسعودية لبحث قضايا الاعتداء على المصريين في تلك الدول، مشيرة إلى أنه تم إلقاء القبض على جميع المتهمين، وتم التحقيق معهم تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة جنائية لينالوا جزاءهم.
لماذا فشلت منظومة السيسي الأمنية في حماية الأقباط
لماذا فتح السيسي قواعد مصر العسكرية ومجالها الجوي لروسيا؟
بعد تراجع شفيق.. ما شكل الانتخابات التي يريدها السيسي؟