قرر اللواء الليبي المتقاعد، خليفة
حفتر، تشكيل كتيبـة تحت مسمى "التدخل السريع"، على أن تكون تبعيتها لهيئة السيطرة التابعة له مباشرة.
وبحسب قرار حفتر الذي حمل رقم "393"، فقد تم تعيين المقدم عماد الزوي آمرا لهذه الكتيبة، التي لم يعلن بعد عن مهامها.
من جهته أكد آمر الكتيبة الجديدة، مقـدم عماد الزوي، أنه "يخضع لتعليمـات وأوامر القيـادة العامـة، وأنهم حماة لجميع مقدرات الشعـب الليبي من مؤسسات مدنيـة وعسكـرية"، بحسب صحيفة "المتوسط" المحلية، وسط تساؤلات عن أهداف هذه الكتيبة، ودورها في الانتخابات المزمع عقدها.
حماية شخصية
من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، عقيد عادل عبد الكافي، أن "حفتر يفتقر في قواته إلى تسلسل القيادة، فكل مجموعة ولاؤها لآمرها أو قبيلتها أو منطقتها ولهذا يحاول حفتر إنشاء قوة مسلحة موالية له مباشرة يضع عليها قيادة مصيرها مرتبط ببقاء حفتر حتى يضمن الولاء الكامل".
وأشار في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أنه "لضمان ولاء هذه الكتيبة الجديدة له، سيقوم حفتر بدعمها من عناصر تابعة لكتائب أبنائه، خاصة بعدما انشقت عنه قيادات سياسية وعسكرية وقبلية مثل: فرج اقعيم وفرج البرعصي والمتحدث باسمه محمد حجازي وغيرهم"، حسب قوله.
انقلاب على البرلمان
وأكد عبد الكافي أنه "بعد ضغط المجتمع الدولي على حفتر اضطر إلى قبول الانتخابات، حتى إنه دفع ببعض الأسماء في الانتخابات البرلمانية القادمة لتخوفه هو من مجلس نواب حر لا يعترف به، لكن هذا لا يمنعه من الاستمرار بكل السبل للوصول إلى السلطة حتى وإن كان في المنطقة المسيطر عليها فقط".
وتابع العقيد الليبي: "الآن المنافسة شديدة ما بين رئيس البرلمان عقيلة صالح وبين حفتر ومن سيكون له أنصار وولاءات بين قيادات الكرامة العسكرية، ولهذا قام صالح ببعض الترقيات لقيادات من مختلف المناطق والأسلحة والمحاور لكسب ولائهم خصوصا أنه كان متوقع انقلاب حفتر على البرلمان"، كما قال.
ما المهام؟
وقال الناشط الحقوقي، أحمد التواتي، إن "الصراع بين القائد العام "حفتر" والقائد الأعلى "عقيلة" لا تخفى على أحد وترقية رئيس الأركان الناطوري إلى لواء تؤكد ذلك، وبخصوص الكتيبة الجديدة لا يعرف حتى الآن مهامها، لكن لا يستبعد أن تستخدم في تأمين مراكز الاقتراع".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21": "أما كون الكتيبة محاولة لإثبات سيطرة "حفتر" على كامل الجيش، فهذا ليس بالإمكان كونه اعتمد على مجموعات سلفية دينية ومدنية مناطقية لا تخضع لأي تراتبيه عسكرية ومثال محمود الورفلي وتهديده للعميد عون الفرجاني خير برهان على ذلك"، حسب كلامه.
بسط الأمن
وقال الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، إنه "مع زيادة عدد الاختراقات الأمنية من حوادث خطف وقتل تضر بالأمن الوطني، وضعف إمكانيات أفراد الشرطة وعدم كفايتهم لبسط الأمن يتطلب تكوين مثل هذه القوة وإعدادها للتدخل السريع في مختلف حالات خرق الأمن بعيدا عن تدخل الجيش".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21"، أنه "بالتأكيد ستكون هذه الكتيبة قوة فاعلة خلال فترة الانتخابات القادمة، واستبعد أن يستخدمها "المشير" حفتر لفرض سيطرته في ظل صراع مختلف القوى السياسية المدعومة من بعض الدول العربية والأجنبية"، حسب رأيه.
استشعار الخطر
مدير منظمة "تبادل" الليبية المستقلة، إبراهيم الأصيفر، رأى من جانبه؛ أن "هذه الكتيبة ستكون بمثابة الحارس الشخصي أو طوق الحماية لـ"المشير" من خطر قد اقترب وخاصة من حلفاء الأمس والمقربين منه أكثر من خصومه، وهذا ما جعله ينتهج سياسة القذافي الأمنية في تكوين كتائب أمنية موالية له من حيث القبيلة".
وأشار إلى أنه "قد يجد حفتر نفسه في موقف صعب بعد الانتخابات إذا كانت النتائج في صالح خصومه، ما قد يجبره على استخدام القوة لقهر الصندوق، وربما سيستخدم مثل هذه الكتائب لضمان سلامته الشخصية والتمرد على أي مشروع سياسي ليس في صالحه"، كما قال لـ"
عربي21".