أعلن رجب طيب أردوغان في 24 نيسان/ أبريل 2007، في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، أن مرشح الحزب هو عبد الله غول. وكان غول يتولى آنذاك حقيبة الخارجية في الحكومة التركية التي يرأسها أردوغان. وحاولت المعارضة والقوى العلمانية عرقلة انتخاب غول رئيسا للجمهورية، إلا أن حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان وقف وراءه بقوة، وأعلن ترشيح غول لرئاسة الجمهورية مرة أخرى بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في 22 يوليو / تموز 2007. وهكذا تولى غول أعلى المناصب في تركيا.
كان بإمكان أردوغان آنذاك أن يترشح هو نفسه لرئاسة الجمهورية، أو يرشح نائبا آخر من نواب حزب العدالة والتنمية، بدلا من ترشيح غول، ولكنه آثر رفيق دربه على نفسه، ووقف وراء "أخيه عبد الله غول" بكل ثقله حتى يوصله إلى قصر الرئاسة. ولم يكن مثل هذا الإيثار أمرا مألوفا في عالم السياسة. ولذلك تحدث عنه الجميع بإعجاب.
أردوغان وغول انشقا مع بعض أصدقائهما؛ عن حزب الرفاه وتيار "مللي غوروش" الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، وقاما بتأسيس حزب العدالة والتنمية، وناضلا جنبا إلى جنب من أجل تعزيز الديمقراطية في البلاد. إلا أن هذه الصداقة المتينة بدأت تتآكل منذ زمن وتظهر الخلافات للعلن.
لب المشكلة هو أن غول لم يكن يريد "التقاعد" و"الابتعاد عن الساحة السياسية" بعد انتهاء فترته في رئاسة الجمهورية، ولكنه لم يجد منصبا مناسبا يتولاه بعد منصب رئيس الجمهورية، إلا ذاك المنصب نفسه أو منصب رئيس الوزراء
لب المشكلة هو أن غول لم يكن يريد "التقاعد" و"الابتعاد عن الساحة السياسية" بعد انتهاء فترته في رئاسة الجمهورية، ولكنه لم يجد منصبا مناسبا يتولاه بعد منصب رئيس الجمهورية، لأنه لا يناسبه بعد أن تولى رئاسة الجمهورية إلا ذاك المنصب نفسه أو منصب رئيس الوزراء.
هناك خلافات في وجهات النظر بين أردوغان وغول، وهذا أمر طبيعي، ولكن الذي أدَّى إلى تآكل صداقتهما عدم وقوف غول إلى جانب أردوغان حين تعرض لهجمات شرسة، وبقائه متفرجا على تلك الهجمات التي استهدفت أردوغان وعائلته، والتزام الصمت ليراقب ما ستؤول إليه تلك الهجمات، وكأن الذي يتعرض لها ليس رفيق دربه الذي أوصله إلى قصر الرئاسة. بل في بعض المحطات والملفات، مثل أحداث غزي باركي ومكافحة تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، أطلق تصريحات تعارض موقف أردوغان وحزب العدالة والتنمية وتحرجهما. وعارض الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، على الرغم من أنه كان يؤيد مثل هذه الخطوة في الأيام التي رشحه فيها أردوغان لرئاسة الجمهورية، وقال آنذاك إن النظام الرئاسي "حُلمه منذ الطفولة".
الذي أدَّى إلى تآكل صداقتهما عدم وقوف غول إلى جانب أردوغان حين تعرض لهجمات شرسة، وبقائه متفرجا على تلك الهجمات التي استهدفت أردوغان وعائلته
غول انتقد مرسوما يوفر الحصانة لمواطنين مدنيين شاركوا بإفشال محاولة الانقلاب، ووصفه بــ"الملتبس"، وتحولت تغريدته خلال ساعات إلى حملة ضد رئيس الجمهورية التركي الذي كان يقوم بزيارة هامة للخرطوم، الأمر الذي دفع أردوغان إلى انتقاد غول، دون أن يذكر اسمه
غول انتقد في حسابه بموقع تويتر هذا المرسوم، ووصفه بــ"الملتبس"، وتحولت تغريدته خلال ساعات إلى حملة ضد رئيس الجمهورية التركي الذي كان يقوم بزيارة هامة للخرطوم، الأمر الذي دفع أردوغان إلى انتقاد غول، دون أن يذكر اسمه، واتهامه بمنح المعارضة مادة دسمة لتستغلها ضد الحكومة.
يدور الحديث حاليا في تركيا حول احتمال ترشح غول في الانتخابات الرئاسية. ويرى بعض المحللين أن قوى داخلية وخارجية تدفع رئيس الجمهورية السابق باتجاه منافسة أردوغان في 2019، كمرشح جبهة عريضة تجمع تحت سقفها كافة القوى السياسية التي ترغب في التخلص من رئيس الجمهورية التركي الحالي.
يدور الحديث حاليا في تركيا حول احتمال ترشح غول في الانتخابات الرئاسية. ويرى بعض المحللين أن قوى داخلية وخارجية تدفع رئيس الجمهورية السابق باتجاه منافسة أردوغان في 2019
جولة أردوغان الأخيرة وتعزيز الدور التركي الإقليمي