كشفت صحيفة إسرائيلية عما قالت إنها عمليات تنسيق مشتركة بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية لمنع ما وصفته بـ"تسلل" إيران إلى الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "على الرغم من الخلاف السياسي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، إلا أنه يتم تنسيق التعاون الأمني بشكل وثيق مع إسرائيل بهدف صد محاولات إيران التسلل إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال العناصر الفلسطينية المناصرة لها"، وفق ما أكده مسؤولون كبار في أجهزة الأمن الفلسطينية للصحيفة الإسرائيلية.
وبحسب تقرير الصحيفة ومصادرها التي لم تكشف هويتهم فإن المسؤولين الفلسطينيين الذين وصفتهم بـ"الكبار"، قالو إن التنسيق الأمني مع إسرائيل "يعمل بشكل وثيق، ولكن على مستوى منخفض، وبشكل شبه سري، وذلك من أجل عدم المس بالمصالح الأمنية للجانبين".
كما نقلت عن مسؤول وصفته بـ "الرفيع" في ديوان رئيس السلطة محمود عباس، قوله إن "القيادة الفلسطينية تشعر بغضب كبير بشكل خاص إزاء الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والمسؤول عن السياسة الأمنية الإيرانية خارج حدود إيران".
كشف المصدر الأمني الفلسطيني، أن "أجهزة الأمن الفلسطينية نفذت، مؤخرا، موجة اعتقالات في صفوف الجهات الموالية لإيران، خاصة في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية
وقالت الصحيفة: "تدعي رام الله أن تدخل سليماني ووعده للفصائل الفلسطينية بأن تمولها إيران وتزودها بالسلاح، يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي الفلسطيني، واستقرار القيادة الفلسطينية، ومن أجل ذلك يجب صد هذا التدخل بكل ثمن حتى بواسطة زيادة التعاون الأمني مع إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني فلسطيني رفيع، قوله أيضا: "التدخل الإيراني ازداد في غزة والضفة الغربية، بعد توطيد إيران والقوات الموالية لها في الجولان السوري، وعلى مقربة من الحدود الأردنية، وزيادة قواتهم في هذه المناطق".
المعتقل الرئيسي
وكشف المصدر الأمني الفلسطيني، أن "أجهزة الأمن الفلسطينية نفذت، مؤخرا، موجة اعتقالات في صفوف الجهات الموالية لإيران، خاصة في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، وستنفذ اعتقالات ضد رجال حماس في الخليل ورام الله"، وفق ما نقلته الصحيفة.
وفي سياق متصل، أعلن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، أنه "اعتقل ثلاثة فلسطينيين من الخليل، تم تجنيدهم من قبل جهاز الاستخبارات الإيراني لتنفيذ نشاط معاد في الضفة الغربية"، موضحا أن "المعتقل الرئيسي في الملف هو محمد محارمه (29 عاما)، وهو طالب هندسة حاسوب"، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
اقرأ أيضا : صحيفة: التنسيق الأمني بين السلطة و إسرائيل "يُستأنف تدريجيا"
وزعم "الشباك"، أنه "تم تجنيد محارمه للاستخبارات الإيرانية من قبل أحد أقاربه، وهو بكر محارمه، الذي يعيش في جنوب أفريقيا"، لافتا أن "المخابرات الإيرانية استخدمت جنوب أفريقيا كساحة هامة لتجنيد وتشغيل عملاء ضد إسرائيل ومنطقة الضفة".
وبحسب ادعاء جهاز الأمن الإسرائيلي، فقد "زار محمد محارمه جنوب أفريقيا عام 2015، وعندها تم تجنيده من قبل أحد الأقارب، كما التقى عدة مرات مع مسؤولين إيرانيين"، منوها أن التحقيقات مع محمد، كشفت أنه كلف بأنشطة ضد أهداف إسرائيلية".
وفي تعليقه على ما أعلنه "الشاباك"، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو: "هذه ليست المرة الأولى فإيران تحاول بطرق مختلفة وفي أماكن أخرى، إيذاء إسرائيل. ويسرني أن قواتنا الأمنية تنجح في إحباطهم"، مؤكدا أن "إيران تعمل بطريقة تخريبية ضد إسرائيل عبر تنظيم أنشطة إرهابية داخل إسرائيل".