"معاريف": الفترة القادمة ستشهد تآكل الردع الإسرائيلي مع غزة

رغم تراجع حجم العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين خلال العام الماضي وفق معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن صحيفة إسرائيلية، أكدت أن القوات الإسرائيلية ستجد صعوبة في الحفاظ على الهدوء، مع تآكل الردع خلال الفترة القادمة.
 
احتمال التصعيد عالي
وأشارت معطيات أمنية نشرها جيش الاحتلال، أنه تم تسجيل انخفاض في العمليات الفلسطينية، حيث سجل عام 2017، "انخفاضا كبيرا بواقع 99 عملية، مقابل 269 عام 2016"، وفق ما نقلته صحيفة "معاريف" العبرية.
 
ورأت "معاريف" في تقرير لها أعده الكاتب الإسرائيلي "تل ليف رام"، أن المعطيات التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن عدد العمليات التي وقعت خلال 2017، تعبر عن "سنة أمنية هادئة على نحو خاص، رغم احتمال التصعيد العالي الذي كان فيها في كل الجبهات".
 
لكنها أكدت، أن "المعطيات العددية لا تعبر عن الميول الحقيقية؛ لأن السنة القريبة القادمة ستكون مختلفة تماما، ولاسيما تجاه قطاع غزة"، موضحة أن "استخدام تعبير "التوتر الأمني" كطريقة لوصف وعكس الواقع الأمني إشكالي على نحو خاص، لأن هذه الكلمة تكاد تقال دوما في نهاية السنة".
 
وأضافت: "مع ذلك، فان ضباط الجيش الإسرائيلي الكبار، سيقولون إن السنة الماضية كانت متوترة على نحو خاص، والأمور التي لم تنعكس في معطيات العمليات في نهاية السنة هي الأعمال الميدانية، الردع، عمل السلطة الفلسطينية، المعجزات وكل هذه معا".
 
ونوهت الصحيفة، أن "القطيعة ما زالت تتواصل في الساحة الفلسطينية في الضفة، بين رام الله وتل أبيب، إضافة لغضب السلطة على الإدارة الأمريكية واليأس من المسيرة السياسية، إلى جانب العمليات والأحداث الكبرى التي وقعت منها؛ إضراب السجناء، وأزمة البوابات الإلكترونية وإعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس".
 
وأوضحت أن كافة المعطيات السابقة، "وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية في حالة جهوزية وإحساس بأن الانفجار الكبير يدق الباب منذ الآن".
 
الانفجار يدق الباب
وبشكل عملي، ذكرت "معاريف"، أن "المعطيات في الميدان والتي تشير لانخفاض دراماتيكي من 269 عملية إلى 99 فليست أقل من مذهلة"، موضحة أن "بناء الجدار على حدود غزة، والوضع الاقتصادي السيئ في القطاع، كل هذا هدد التهدئة الأطول التي كانت في الجنوب في السنوات الأخيرة".
 
وأشارت إلى أن "التقديرات الإسرائيلية في الصيف الماضي، اتسعت للتصعيد، ولاسيما حول بناء الجدار تحت الأرضي"، مضيفة: "مرت عشرة أشهر بهدوء، وفي الشهرين الأخيرين، بعد أن دمر الجيش نفقا للجهاد الإسلامي، أخذ التنظيم زمام الأمور وهو يقود القطاع نحو المواجهة، بينما حماس وإسرائيل بقيتا بلا سياسة واضحة".
 
وزعمت الصحيفة، أن "السياسة المنضبطة والعاقلة في استخدام القوة العسكرية من جانب القيادة السياسية في إسرائيل، مع قلة الأخطاء في الميدان ساعدت في منع ميول التصعيد"، معتبرة أن"استخدام أو لجم القوة العسكرية، إلى جانب الجهود المدنية، ليست تعبيرا عن سياسة واسعة".
 
وقالت: "بدون سياسة واضحة في الضفة وقطاع غزة، سيجد جهاز الأمن صعوبة في الحفاظ على الهدوء وسيتآكل الردع في الجنوب في السنة القادمة أيضا".
 
وتشهد حدود قطاع غزة توترا مستمرا ومتصاعدا، خاصة بعد إعلان ترامب أن القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، وهو الحدث الذي تسبب بحالة غليان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.