تؤكد مصادر سياسية ودبلوماسية في بيروت أن تداعيات الأحداث الإيرانية الاخيرة مستمرة ولم تنته، وأن نجاح السلطات الإيرانية بوقف التظاهرات المنددة بها، سواء للأسباب المعيشية والاجتماعية أو للاسباب السياسية، لا يعني أن المعركة ضد إيران وحلفائها في المنطقة قد انتهت، وأن ما جرى هو جولة من جولات الصراع بين المحور الإيراني وحلفائه؛ والمحور الأمريكي – الإسرائيلي وحلفائه من بعض الدول العربية.
استهداف إيران هو استكمال لسلسلة التطورات التي تشهدها المنطقة، منذ عام 2006 وحتى اليوم، بهدف ضرب المحور الإيراني - السوري مع حلفائه
تركيا وقطر
وتتابع المصادر: لم يتم الاكتفاء باستهداف حزب الله وسوريا والعراق، بل امتدت المعركة إلى تركيا وقطر، واللتين، رغم الاختلاف بينهما وبين إيران في الملف السوري، فإنهما كانت لهما علاقات تجارية واقتصادية مع إيران، وحرصتا على التمايز عن بقية القوى الدولية والاقليمية على صعيد الموقف منها. وقد فشل استهداف هاتين الدولتين، بل زادت وقويت العلاقات الإيرانية - التركية - القطرية - الروسية، كما نجحت إيران وحزب الله بإعادة ترميم محور المقاومة والعلاقة مع حركة حماس.
امتدت المعركة إلى تركيا وقطر، واللتين، رغم الاختلاف بينهما وبين إيران في الملف السوري، فإنهما كانت لهما علاقات تجارية واقتصادية مع إيران
استهداف من الداخل
وعلى ضوء النجاحات التي حققتها إيران وحلفاؤها في الفترة الأخيرة، تشير المصادر إلى أنه اتخذ القرار من قبل أمريكا واسرائيل والسعودية باستهداف الداخل الإيراني، من خلال الاستفادة من الخلافات الداخلية، والأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصعبة، إضافة لتحريك بعض المجموعات المعارضة للنظام الإيراني. وإن التظاهرات التي شهدتها مدينة مشهد بداية، لأسباب معيشية ومالية، شكلت نقطة الانطلاق لتحريك كل المجموعات المعارضة للنظام في كل المدن والمحافظات، وكان الهدف تحويل تلك الاحتجاجات إلى ما يشبه الثورة الشعبية، ودفع السلطات الإيرانية لاستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، مما يعطي أمريكا الفرصة لتحويل القضية إلى مجلس الأمن، وإصدار قرارات ضد إيران، كما حصل مع دول أخرى.
الأمور لم تجر وفق المخطط المرسوم، حسبما تقول المصادر السياسية والديبلوماسية في بيروت، ونجحت السلطات الإيرانية في استيعاب التظاهرات الشعبية
هل انتهت المعركة؟
لكن هل انتهت المعركة ضد إيران وحلفائها؟ تجيب المصادر السياسية والديبلوماسية: كلا، المعركة لم تنته، وقد نشهد في الأيام المقبلة المزيد من التصعيد والمواجهة، سواء من خلال الحرب العسكرية أو الأمنية أو الحرب الناعمة، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة. وهذا ما يفسر المواقف التي أطلقها أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، خلال مقابلته الأخيرة مع قناة الميادين، والتي تحدث فيها عن استعداد الحزب وحلفائه لمواجهة أي عدوان اسرائيلي جديد، وعن وجود عشرات الآلاف من المقاتلين، من لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، للمشاركة في أية حرب جديدة.
الصراع مستمر، والمواجهات ستظل قائمة في كل دول المنطقة بانتظار وضوح الرؤية
دلالة الاحتجاجات في إيران ومسألة الإرهاب
أحلام اليقظة في الشأن الإيراني
حراك إيراني وتحرك تركي: العرب وإيران وتركيا.. أي مستقبل؟