استضافت تركيا الاثنين الماضي الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي الذي ظهر قبل نحو شهر معتقلا على يد أكثر من 20 جنديا إسرائيليا بمدينة الخليل المحتلة، بدعوة من رئيس بلدية إيسنلر في إسطنبول، قبل أن يلتقيه مساء الأربعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته.
وسبق استقبال الفتى الجنيدي، استقبال الرئيس التركي أيضا الشاب الفلسطيني المصاب بمتلازمة دارون محمد الطويل الذي ظهرت صورته معتقلا من قوات الاحتلال في الخليل أيضا.
وإلى جانب الجنيدي والطويل، كانت الطفلة عهد التميمي المعتقلة في سجون الاحتلال حاليا، ضيفة في بلدية باشاكشهير قبل أعوام، فيما تستضيف تركيا حاليا جرحى فلسطينيين أصيبوا في الحروب المتلاحقة على غزة.
وبينما يحتفي ناشطون وسياسيون فلسطينيون وعرب بالصور التي تظهر استقبال المسؤولين الأتراك للفتية الفلسطينيين، ويضعونها في إطار الدور الذي تؤديه تركيا بالعموم تجاه القضية الفلسطينية، لا يروق الأمر لآخرين ينتقدون السياسية التركية في المنطقة، ويعتبرونها استعراضا فارغ المضمون.
لفتات إنسانية
وبين الرأيين هناك من يرى أن هذه المبادرات من المسؤولين الأتراك إنما هي لفتات إنسانية بحتة، حيث تقول الباحثة الفلسطينية المقيمة في تركيا أماني السنوار إن "من يتابع الاستضافات يرى أنها تزخر بالحفاوة والتقدير وتخلو مما يسيء للضيوف".
وتضيف السنوار في حديثها لـ"عربي21": "على عكس ما يقال عن استغلال تركيا لهذه الدعوات الإنسانية، من اللافت أن نرى صانع القرار التركي بالرغم من كل التحديات والإشكالات التي يواجهها لا سيما في الجوار، ما زال قادرا على تخصيص وقت لمثل هذه الدبلوماسية، وهذا مؤشر أن التزامه بدعم الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، وما زال على جدول أعماله".
وتلفت الباحثة السنوار إلى أنه "في ظل موجة التطبيع مع إسرائيل التي تجتاح المنطقة، تزداد قيمة هذه اللفتات التركية" وترى أنه "رغم بساطتها إلا أنها تزعج الاحتلال، وتصنع ثقافة شعبية مانعة للتطبيع الشعبي تجاه إسرائيل"، بحسب رأيها.
وعن انعكاس مثل هذه المواقف على القضية الفلسطينية، تقول السنوار إن "هذه الاستضافات تلقى صدى في الإعلام المحلي وتترك أثرها لدى الجمهور التركي".
رسائل تضامن
وتوضح: "كما هو معلوم، المواطن التركي متأثر جدا بما يقوله الرئيس أردوغان تحديدا، تماما كما هي الأجندة الإعلامية متأثرة بما يطرحه، فبالتالي المزيد من هذه اللفتات يعني مزيدا من الخبر الفلسطيني على الأجندة الإخبارية اليومية التي نادرا ما تغطي أحداثا دولية".
أما الرسالة التي تريدها تركيا من هذه المبادرات، فهي بحسب السنوار: "إرسال رسالة تضامن مع الفلسطينيين، وكذلك هي تغازل مشاعر العرب وكل متعاطف مع القضية الفلسطينية، وصانع القرار التركي يدرك جيدا كيف يتم استقبال هذه الأخبار في العالم العربي".
تفاعل على التواصل الاجتماعي
وتفاعل الناشطون والمغردون بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي مع الصور التي تظهر استقبال المسؤولين الأتراك للأطفال والفتية الفلسطينيين، كما شهد الشهر الأخير جدلا كبيرا بين فريق يبالغ في الاحتفاء بهذه اللفتات، يقابله فريق آخر يبالغ في الهجوم وتوجيه الانتقادات.
فيما يحاول فريق ثالث وضع هذه المبادرات في سياقها الطبيعي باعتبارها ممارسة تلتقي فيها الرغبة بالتضامن مع القضية الفلسطينية مع المصلحة في استثمار ذلك، موجها دعوات للأنظمة العربية للقيام بذات المبادرات إذا كانت حريصة على دعم صمود الشعب الفلسطيني.
محللون : لهذا اتخذت تركيا موقفها الحالي من تظاهرات إيران
قصف إسرائيلي لموقع عسكري يتبع حماس في غزة
هل تستعيد تركيا البوابة الأفريقية عبر السودان بدل مصر؟