كشفت صحيفة إسرائيلية، عن مخططات جديدة لمسار القطار الخفيف التهويدي في مدينة
القدس المحتلة، والتي تقدمت لتشييده ثمانية من كبرى الشركات في العالم، وهو ما رأى فيه خبير فلسطيني، أنه إحكام للسيطرة الإسرائيلية على القدس بشطريها.
مسارات جديدة للقطار
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أنه "في غضون ست سنوات، من المتوقع أن تعمل خمسة خطوط للسكك الحديدية الخفيفة في القدس، والتي من المنتظر أن يسافر خلالها 400 ألف راكب يوميا، وأن تقلص فترة الانتظار لمدة خمس دقائق، كما أن نصف سكان القدس سيكونون على بعد 5 دقائق سيرا على الأقدام من أحد المحطات".
ولفتت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "
عربي21"، إلى أن هناك خمسة خطوط و52 مسارا جديدا لمسافة 27 كم، إضافة لخطوط السكة الحديد الخاصة بالقطار الخفيف في القدس".
كما أكد وزارتي النقل والمالية الإسرائيليتين، أن "شبكة خطوط السكك الحديدية الخفيفة في القدس، ستغير نظام النقل العام في المدينة، وستغطي القدس بحلول عام 2024"، موضحين أنه سيتم في هذه الأيام الشروع في بناء شبكة السكك الحديدية الخفيفة والتي تعرف باسم مشروع "جنيت"، الخاصة للنقل الجماعي، وهو ما يتطلب إنشاء مواقف للسيارات بالقرب من بعض المحطات المركزية، وإعادة ترتيب أنماط حركة المرور.
وذكرت الصحيفة، أنه في عام 2019، سوف تبدأ أعمال البنية التحتية في العديد من المناطق ومنها؛ التلة الفرنسية، جبل المشارف، جفعات موردخاي، وتقاطع الحرم الجامعي بعين كارم.
ربط الشرق بالغرب
وهناك خمسة خطوط تخدم الركاب بين حي جيلو (مستوطنة كبيرة تقع على أراضي بيت جالا بالقدس) إلى الجامعة العبرية (في الشطر الشرقي للقدس)، وحتى جبل المكبر، وغيرها من المناطق، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن وزارتي النقل والمالية قررتا تشغيل الخطوط تدريجيا دون انتظار نهاية كانون الثاني/ يناير 2024.
وأفادت الصحيفة، أن العمل في المرحلة الثانية لخط السكك الحديدية من المحطة المركزية سيبدأ في أبريل 2018، وفي وقت لاحق سيتم تمديد هذا الخط، وسيخدم الركاب من جبل المكبر في وسط القدس حتى مجمع المالحة الرياضي (في الشطر الغربي).
كما ستشمل المرحلة الثالثة، "خط قطار من جبل المشارف حتى جيلو، وسيبدأ العمل على هذا الخط التشغيلي في الشهر المقبل، ومن المتوقع أن يتم تشغيله عام 2024".
وزعمت الصحيفة، أن "أحد الأهداف الرئيسية للشبكة، هو زيادة كفاءتها عبر تقصير المسافات إلى المحطات عن طريق إضافة البنى التحتية للمشاة والسلالم المتحركة"، ويجري العمل لاختيار شركة جديدة من ثماني شركات رائدة في العالم، تقدمت لعطاء مناقصة تشغيل شبكة السكك الحديدية الخفيفة، على أن يتم إعلان الفائز في العطاء في نيسان/ أبريل 2019.
سيطرة محكمة
وتعليقا على المشاريع الإسرائيلية التهويدية في مدينة القدس، أوضح خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن هناك "مجموعة من المشاريع الإسرائيلية الخاصة بالبنية التحية، والتي تهدف إلى ربط الشطر الشرقي للقدس بالشطر الغربي، وربط المستعمرات الإسرائيلية مع بعضها البعض عبر
القطارات".
ولفت في حديثه لـ"
عربي21"، أن "جزءا من مسارات القطارات يربط المستعمرات الإسرائيلية الواقعة في الجزء الجنوبي في مدينة القدس بتلك التي تقع في الجزء الشمالي"، موضحا أن "مشروع القطارات الإسرائيلية في القدس، نفذ جزءا منها ويجري العمل في أجزاء أخرى، والباقي تحت التنفيذ".
وحذر التفكجي، من الخطورة التي تمثلها، "إقامة البنية التحية الإسرائيلية في القدس، والتي لا يمكن فكفكتها في أي حل مستقبلي"، مؤكدا أن هذا "هو الهدف الاستراتيجي من مختلف مسارات القطار ومشاريع البنية التحتية في القدس المحتلة، كي تصبح القدس بشرقها وغربها تحت السيطرة الإسرائيلية".
وكشف خبير الاستيطان والخرائط، أن "إسرائيل ستقيم على جانبي مسار القطار في بعض المناطق، العديد من المؤسسات الإسرائيلية السيادية ومنها؛ مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلي، والعديد من المراكز التجارية، وهذا يعني تثبيتا لهذه المشاريع، التي تعزز أن القدس عاصمة لإسرائيل".