أكد
خبير
إسرائيلي في الشؤون العربية، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لن تسمح للمليشيات
الشيعية التي تقترب من حدود فلسطين المحتلة الشمالية، بمس "سيادة إسرائيل"،
التي مس أمنها بعد هزيمة
الأكراد.
نفوذ
إيراني متعاظم
وأوضح
خبير الشؤون العربية، المحاضر في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، إيدي كوهين،
أن "النفوذ الإيراني المتعاظم في منطقة الشرق الأوسط هو مسألة مركزية في إسرائيل"،
منوها بأن "إيران تنجح في تثبت وجودها ومواقع لها في العراق وسوريا ولبنان".
ولفت، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أنه "منذ سقوط المدينة
الكردية كركوك في أيدي الجيش العراقي، بدأت إيران بإرسال
مليشيات شيعية للمنطقة الغنية
بالنفط، كما أن المسافة القريبة من الحدود السورية تجلب قوات الثورة الإيرانية".
وظهر
قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق" العراقية، في شريط مصور بتاريخ 9 كانون
الأول/ ديسمبر الماضي عند الحدود اللبنانية الجنوبية، وهو يؤكد أن "قواته جاهزة
على الفور لمساعدة حزب الله في حل المشكلة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي"،
وفق ما أورده كوهين.
وسبقها
ببضعة أيام تصريحات مشابهة لزعماء مليشيات شيعية، نقلا عن مقتدى الصدر قوله:
"الآن حين تحتل الطريق من طهران إلى سوريا القوات الشيعية، لن تكون مشكلة بالنسبة
لنا للوصول إلى حدود إسرائيل والصدام معها حتى تحرير القدس".
كما
أعلن، يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الأمين العام لمليشيا النجباء الشيعية، أكرم
الكعبي، أن حركته "تقاتل داعش، وستصل فلسطين قريبا".
سقوط
كركوك
ورأى
الخبير الإسرائيلي أن سقوط كركوك سمح بدخول آلاف المقاتلين الشيعة إلى المناطق التي
كانت في أيدي الأكراد، وهم الذين عملوا من قبل على إغلاق الطريق إلى سوريا، موضحا أن
"ضباط إيرانيون أخذوا زمام القيادة، وقاد قاسم سليمان، قائد قوة القدس في الحرس
الثوري ومهندس الحروب ضد الأكراد، الجيش العراقي وفق استراتيجية هدفها خلق تواصل شيعي
بين إيران، والعراق، وسوريا ولبنان".
ونوه بأن "حكومة العراق، التي هي دمية في يد إيران سيطرت مؤخرا على منطقة جبال سنجار
في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، وهذه منطقة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل"،
مؤكدا أن "هزيمة الأكراد مست بالأمن القومي الإسرائيلي، ومع كل مس آخر بالأكراد
أو بمناطقهم، ستقترب إيران والجماعات الشيعية أكثر وأكثر من حدود سوريا، لبنان وإسرائيل
(فلسطين المحتلة)".
وأكد
كوهين أن "العراق، الذي تسيطر عليه إيران، أصبح دولة معادية تفعل كل شيء للمس
بإسرائيل، فقبل نحو ثلاثة أشهر، صادق البرلمان العراقي على قرار يمنع رفع علم إسرائيل"،
منوها بأن "خلفية هذا القرار المناهض لإسرائيل كانت رفع علم إسرائيل في مظاهرات
الأكراد بإقليم كردستان وفي أوروبا، وهو الأمر الذي أغضب الإيرانيين جدا".
وزعم
الخبير الإسرائيلي أن "لبنان سترتكب خطأ مأساويا في حال سمح للمليشيات العراقية
بالعمل ضد إسرائيل (من على أراضيها)".
وأما
بالنسبة لسوريا والعراق، قال: "كلتاهما دولة فاشلة وممزقة، وعليهما أن تعرفا
بأن جهاز الأمن الإسرائيلي لن يسمح بالمس بسيادة إسرائيل أو مواطنيها، وكل مس من جانب
الجماعات الشيعية سيجر رد فعل مناسب من جانب إسرائيل"، وفق قوله.