نشر موقع "إي إس بي أن" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن الوضع الحساس الذي يمر به النجم البرتغالي،
كريستيانو رونالدو، بعد أن تراجعت مكانته العالمية بسبب أدائه الضعيف أمام المرمى، وعن الإستراتيجية التي يتبعها للبقاء في صدارة اللاعبين.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن كريستيانو رونالدو يمر بمرحلة حرجة بعد أن تمكن اللاعبان ليونيل ميسي ونيمار من تجاوزه في التصنيف العالمي للرواتب. بالإضافة إلى ذلك، تمكن العديد من اللاعبين في الأندية الأخرى من تحقيق كسب فاق النجم البرتغالي.
وذكر الموقع أن اللاعب البرتغالي قد أكد خلال تصريح له أنه غير سعيد مع نادي
ريال مدريد في الوقت الذي فقد فيه الدقة والحسم في تسجيل الأهداف. كما أقر رونالدو بأنه أراد أن يمارس شيئا من الضغط على ريال مدريد من أجل توقيع عقد جديد يؤكد فيه مكانته ويعيد له اعتباره أمام ليونيل ميسي وغيره من اللاعبين.
وأورد الموقع أن التصريح الأخير لكريستيانو رونالدو له مؤيداته الواقعية، وأبرزها فشل اللاعب بشكل كبير أمام المرمى هذا الموسم، وإن واجه حراس مرمى شرسين، على غرار نوربيرتو نيتو وأنتونيو آدان وسيرجيو أسينخو، الذين قدموا أداء رائعا على ملعب برنابيو.
وأشار الموقع إلى أن مطالبة كريستيانو رونالدو بالترفيع في راتبه، في الوقت الذي ينهار فيه مستواه بشكل سريع، لا تمت بصلة بوضعيته المالية أو بالجشع. فأول مرة ذكر فيها كريستيانو أن هدفه ليس أن يصبح أفضل لاعب في الدوري أو في أوروبا أو في العالم، ولكن الأفضل على الإطلاق، كان مع مانشستر يونايتد سنة 2004 تحت إشراف المدرب فالتر دي سالفو.
وقال الموقع إن كريستيانو قد مارس
كرة القدم المحترفة منذ ذلك الوقت وفي نيته أن يصبح أفضل لاعب في التاريخ، وكان يؤمن إيمانا كبيرا بهذا الهدف. وقد حقق أول هدف له في دوري أبطال أوروبا سنة 2007 في الموسم الرابع له في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأفاد الموقع بأن كريستيانو رونالدو قد تملك موهبتين هامتين، أولها قوته وقدرته على المراوغة وتسجيل الأهداف واقتناصه للكرات العالية وبراعته في تسجيل الكرات الثابتة، وثانيهما إصراره العجيب على تحقيق هدفه والانضباط الذاتي. فوراء كل هدف يسجله ميسي أو كلمات محبطة من قبيل "لا يمكنك فعل ذلك" أو "لن تبلغ هدفك"، كانت تولد عزيمة كبيرة بأن يصبح الأفضل وأن يكتسب اعتراف الآخرين بمهاراته.
وذكر الموقع أن كريستيانو رونالدو لم يكن يوما من الأيام أفضل لاعب على الإطلاق ولكنه حمّل نفسه مهمة مستحيلة، حتى وإن قدم أداء رائعا يثير الإعجاب. ولكن، يجب أن ينظر إلى محنة البرتغالي من وجهة نظره واعتقاده الذاتي المطلق بنفسه، أو كما كان يعتقد هو عن نفسه في بداياته الأولى مع مانشستر يونايتد، أي ذلك اللاعب القادر على أن يجعل العالم ينحني أمام موهبته إعجابا من دون أن يمتلك حينها دليلا على أن ذلك ممكن، ولربما رأى بأن وضعه المالي يندرج ضمن هذا الإطار.
وأشار الموقع إلى أن رونالدو الذي سيبلغ من العمر 33 عاما في الخامس من شباط/ فبراير القادم، قد فاز مرتين على التوالي ببطولة دوري أبطال أوروبا، وسجل ضربة جزاء حاسمة جدا في إحداها، وهدفين من خلال اللعب المفتوح في الأخرى. كما توج مرتين متتاليتين بكأس العالم للأندية، وكان المساهم الأبرز في فوز ريال مدريد بأول بطولة إنجليزية منذ خمس سنوات. وفاز مرة أخرى بالكرة الذهبية قبل أسابيع قليلة، وتوج بلقب بطل أوروبا مع منتخب بلاده البرتغال.
واعتبر الموقع أن هذه الإنجازات كانت كافية بالنسبة لكريستيانو رونالدو حتى يرى نفسه وبلا منازع الأحق بامتلاك أعلى أجر على هذا الكوكب. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى مفهوم العقود "المرتبطة بالمؤشرات". فقد كان نادي أبردين الأسكتلندي، الذي فاز بكأس الكؤوس الأوروبية على الرغم من إمكانيته المتواضعة، من بين الأندية التي وظفت هذا النوع من العقود في الثمانينات مع اللاعب الكابتن ويلي ميلر.
وأوضح الموقع أن عقد ميلر كان ينص على تقديم زيادة جديدة في راتبه كلما انضم لاعب جديد للنادي، ليبقى ميلر الأعلى أجرا بين زملائه. ولعل ذلك ما مارسه المدرب أليكس فيرغسون ويسعى رونالدو للقيام به تحت شعار "إن كنت تريد أن تكون الأفضل، لا تقدم أجرا جيدا ولكن قدم أجرا أعلى". وقد تعلم البرتغالي الدرس جيدا من معلمه الأول فيرغسون، إذ مثل هدفاه في شباك ديبورتيفو لاكورونيا يوم الأحد الماضي فرصة سانحة لتطبيق هذه القاعدة.
وفي الختام، ذكر الموقع أن ريال مدريد لن يستغني عن خدمات النجم البرتغالي، لذلك من المتوقع أن يواصل اللعب مع نادي لوس بلانكوس لسنوات قادمة. ولكن، من الصعب أن يتحقق ذلك وفق رغبة كريستيانو رونالدو الذي يمارس نفس السياسة التي جعلت منه ملك الغابة لمدة طويلة. فهذه المعركة صعبة النصر في ظل تدهور أداء النجم البرتغالي.