تحدثت صحيفة "الموندو" الإسبانية في تقرير لها الاثنين، عن شباب ميدان التحرير المصري، الذي تحول إلى جيل ضائع بعد سبع سنوات من الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن العديد من النشطاء والمساجين المصريين الذين أطلق سراحهم
مؤخرا، يروون قصص "المقاومة من أجل الإطاحة بنظام مبارك قبل سبع سنوات"،
معبرين عن استيائهم من الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر في عهد السيسي.
وأشار الناشط السياسي أحمد ماهر، إلى أنه "كان
يقضي الليل في زنزانته مع محتجزين آخرين، وكان يحاول الدراسة ليلا، إلا أنه لا توجد إضاءة في الزنزانة"، لافتا إلى أن سجنه كان يفتقر إلى أنظمة التدفئة
والتكييف، إلى جانب بقائه طيلة مدة احتجازه اليومية ملقى على الأرض دون أغطية.
ويعد ماهر أحد رموز الثورة المصرية التي لم يبق من
تفاصيلها سوى الذكرى، في ظل الحكم العسكري الذي يتعامل به نظام السيسي مع
المعارضة، وأمضى ثلاث سنوات في السجن قبل أن يطلق سراحه في كانون الثاني/ يناير
الماضي.
اقرأ أيضا: تسايت: 7 سنوات من ربيع العرب ولا زال المجرمون في السلطة
وأوضح أن السبب وراء سجنه "كان نتيجة مخالفته
قانونا صارما صدر بعد الانقلاب في 2013، والذي يمنع أي أشكال التظاهر"، مضيفا
أنه "لم يتوقف العقاب المسلط عليه عند هذا الحد، فقد صدر حكم في حقه بقضاء
ثلاث سنوات أخرى في ظل الحرية المراقبة، التي يعاني منها في هذا الوقت".
وأكد ماهر أن "ثورة التحرير كانت حلما جميلا"،
مستدعيا من ذاكرته "تعاون الشعب والشعور الجماعي بالأمل في حياة أفضل، وإرساء
نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن المصريين يعيشون الآن
كابوسا كبيرا.
وصرح الناشط السياسي قائلا: "سأعيش سنتين في
الظروف ذاتها، أشعر بالخوف، لأن رجال الأمن قادرون على إيجاد أي سبب لإعادة أي
معارض إلى السجن".
وأعرب الناشط عن الإحباط الذي يشعر به والمتفشي في
صفوف جميع رموز الثورة المصرية العابرة، الذين أطاحت بهم حملة قمع وحشية، كان
ضحيتها حوالي 80 ألف سياسي وناشط، رمي بهم وراء القضبان.
أما المعارضون الأكثر حظا، فقد اختاروا المنفى، في
الوقت الذي يتعرض فيه رفاقهم إلى أشد العقوبات.
وذكرت الصحيفة الإيطالية أن قائمة المحظورين من
السفر تضخمت، إلى جانب تزايد المضايقات التي تمارسها أجهزة الأمن المصرية، ناهيك
عن حالات الاختفاء القسري.
اقرأ أيضا: بعد سبع سنوات.. هكذا انتهى الحال برموز ثورة يناير
وأوردت الصحيفة عن الناشطة والمحامية، ماهينور
المصري، التي غالبا ما تزور سجون النساء في مصر، قولها بسخرية إن "النظام
المصري عسكري وفاشي، إلا أنه يسدي لي خدمة من خلال إرسالي إلى السجن، لأنه يمنحني
وقتا للاستراحة والتفكير في المرحلة المقبلة من حياتي".
وتطرقت الناشطة إلى "الإرهاق والإعياء الذي خيم
وسيطر على الجيل الذي سرقت الأنظمة الإسلامية والعسكرية حلمه في التغيير"،
مؤكدة أنهم سيواصلون النضال في خضم هذه المعركة حتى النهاية؛ بل حتى الموت"،
بحسب تعبيرها.
وأردفت الناشطة: "أشعر بالتفاؤل بعد كل مرة
أخرج فيها من السجن، وفي واقع الأمر، هناك الكثير من الأشخاص الذين بدأوا يدركون
أن السيسي مجرد قاتل، وليس إلا مشيرا للميادين الدموية".
وأفادت الصحيفة، وفقا لماهينور المصري، أن الشعب في
مصر، لا ينتظر من السيسي سوى أربع سنوات أخرى من الفشل.
وأضافت المصري أنه "عندما يطبق النظام الحالي
كامل مطالب المجتمع الدولي في المجال الاقتصادي، وينتهي به الأمر بتخريب النسيج
الاجتماعي المصري، من الممكن جدا أن يطيح النظام الحالي بالسيسي، أو يشرف على قتله،
وربما يحاول النظام القائم حاليا البقاء على قيد الحياة، لكن بوجه مختلف".
وختمت الصحيفة قولها إن "أحمد ماهر لا يرى أملا
في المستقبل القريب، إلا أنه يؤمن بإمكانية تغير الوضع بعد سنوات عديدة".
نيويورك تايمز: لماذا أصبح الثلاثاء يوم الإعدامات في مصر؟
نيويورك تايمز: هذه حقيقة محامي الدعاوى الجنائية بمصر
هيرست: لهذه الأسباب يعدّ السيسي خيار إسرائيل الأنسب