نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الأزمة التي ستنفجر قريبا في غزة بسبب تجميد جزء من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى منظمة الأونروا لصالح الفلسطينيين. وفي الوقت الحالي، يعيش سكان غزة في حالة من الخوف بسبب نقص الموارد، حيث يعتمد مئات الآلاف منهم على هذه المساعدات، علما وأن عمليات النهب في القطاع قد تواترت قبل أسابيع.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سكان القطاع سيقعون فريسة الجوع إذا لم تصلهم المساعدات الغذائية. يقصد الفلسطينيون مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة كل ثلاثة أشهر ليحصلوا على المؤن الغذائية من أحد مراكز التوزيع التابعة للأونروا. ويحظى الفرد خلال هذه الفترة على 15 كيلوغراما من الدقيق، و2 كيلوغرام من الأرز، ولتر من الزيت، ونصف كيلوغرام من السكر، ونصف كيلوغرام من العدس، وكيلوغرام من الحمص، وعلبة حليب.
وأكدت الصحيفة أن المخازن في قطاع غزة تحتوي في الوقت الراهن على المؤن الغذائية الضرورية، حيث تمكن الفلسطينيون من الحصول على حصتهم الأخيرة دون مشاكل. ولكن، منذ انتشار خبر تجميد المساعدات الأمريكية للأونروا، سبب قلقا متزايدا من السكان.
والجدير بالذكر أن هناك 12 مركز توزيع في قطاع غزة يقدمون خدماتهم لنحو مليون فلسطيني. وفي السياق ذاته، أفادت مديرة مركز توزيع المؤن الغذائية في جباليا، ميراندا بركات، أن "هناك قرابة مائة ألف شخص ينتفعون من مركز توزيع جباليا، ويأتي إلى المركز 500 شخص يوميا".
اقرأ ايضا: هذه شروط أمريكا لـ"الأونروا" مقابل استمرار تقديم الدعم
وأوردت الصحيفة أن مخيم جباليا يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية الثمانية في قطاع غزة ويقع على مساحة 1.4 كم مربع، ويعيش فيه قرابة 120 ألف شخص. وقد أنشئ مخيم جباليا في سنة 1948، وبعد فترة تحول إلى أحد الأحياء العشوائية المحيطة بمدينة غزة. وترجع أصول أغلب سكان المخيم إلى جنوب فلسطين، علما وأن الشرارة الأولى للانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987، قد انطلقت من جباليا.
وقالت الصحيفة إن "معدل البطالة في قطاع غزة قد بلغ 41 بالمائة"، وكان قرابة 21 ألف فلسطيني يزاولون عملهم قبل أن تحاصر إسرائيل قطاع غزة.
وأبرزت الصحيفة أن هناك نحو 24 مدرسة في مخيم جباليا من بين 275 مدرسة في المخيمات الثمانية تديرها الأونروا. ويتلقى ضمن هذه المدارس قرابة 271 ألف شاب تعليمهم، أي ما يقرب عن 70 بالمائة من شباب القطاع. ونظرا للنقص الحاد في المباني والمعلمين تتبع المدارس نظام الفترتين، وبعضها يعمل بنظام الثلاث فترات. في الوقت ذاته، يوجد مدرسة للفتيات تضم قرابة 1095 فتاة.
وأردفت الصحيفة أنه بينما يلتقي المدير المسؤول عن مدارس الأونروا، ماتياس شمالي، ببقية مدراء المدارس في شمال القطاع للحديث حول مستجدات الوضع، اجتمع قرابة 121 طفلا فلسطينيا ليشكلوا البرلمان المدرسي بهدف إيصال صوتهم للعالم والتأكيد على أن الأطفال في فلسطين يرغبون في أن يكملوا تعليمهم، وينتظرون الدعم. وحسب تصريح أحد هؤلاء الأطفال، سيتم نشر مناشدتهم للعالم عبر منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وفي الأثناء، تجتمع نحو عشر فتيات، تتراوح أعمارهن بين 12 و15 سنة، في غرفة الحاسوب مع معلمتهم. ومؤخرا، تمكنّت تلك الفتيات من استخدام الحاسوب بعد أن ظل التيار الكهربائي لفترة طويلة منقطعا عن القطاع، حيث لا تتجاوز فترة عمله أكثر من ثلاث ساعات يوميا، وذلك بعد أن قررت السلطة الفلسطينية معاقبة حماس مدعية أنها لا تقوم بتسديد فواتير الكهرباء.
وأوضحت الصحيفة أن مشكلة التيار الكهربائي كانت تمثل للطبيبة الفلسطينية، غادة الجدبة، التي تدير 22 مركزا طبيا في قطاع غزة، معضلة كبيرة في الأشهر الأخيرة. ففي الواقع، يستقبل كل طبيب في القطاع قرابة 82 حالة يوميا. وعلى سبيل المثال، يستقبل المركز الطبي في مخيم جباليا ما بين 2000 و2500 مريض يوميا.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن المراكز الطبية في القطاع تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية. وعند سؤالها عن خفض المساعدات المالية المقدمة للمراكز الطبية، أكدت الجدبة، قائلة: "اعتدنا على مواجهة التحديات، ولكن الأمر هذه المرة أسوأ بكثير، ومن الممكن أن تحدث كارثة قد تعود بنا العديد من السنوات للوراء".
شهيد، متأثرا بجراحه في مواجهات مع الاحتلال برام الله (صورة)
هذه شروط أمريكا لـ"الأونروا" مقابل استمرار تقديم الدعم
إصابات برصاص الاحتلال في مواجهات بالضفة الغربية (شاهد)
لليوم الثاني على التوالي.. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة
"الحوثي" تعلن ضرب قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية بصاروخ باليستي فرط صوتي
وثائق مسربة.. السيسي أمر بإنشاء تفريعة السويس رغم خطورتها على أمن مصر