بعد أسابيع من احتجاج سكان مدينة جرادة على التهميش، أعلن رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، السبت، عن رزمة من القرارات الهامة والآنية لفائدة سكان المنطقة.
ومنذ 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعيش جرادة على وقع احتجاجات مستمرة على خلفية وفاة شابين داخل بئر للفحم الحجري بالمدينة.
اقرأ أيضا: موت شابين ببئر للفحم الحجري يخرج آلاف المغاربة للشارع (شاهد)
وكشف رئيس الحكومة المغربية، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها لجهة الشرق، السبت، عن أن الحكومة وضعت برنامجا مندمجا لفائدة إقليم جرادة، مشيرا إلى أن أول قرار صارم اتخذ يتجلى في السحب الفوري لجميع رخص استغلال المعادن التي تخالف المقتضيات القانونية، وهو القرار، الذي قال عنه رئيس الحكومة، إنه اتخذ على إثر نتائج التحقيق، وسيتم تنفيذه في القريب العاجل.
وفي إطار اهتمام الحكومة بجميع الجهات وأخذا بعين الاعتبار متطلبات ساكنتها، واستحضارا لمطالب إقليم جرادة التي ما زالت تتردد، أوضح رئيس الحكومة أنه انطلقت دراسة لقطاع المعادن، إذ تبين أن هناك معادن أخرى في الإقليم غير مستغلة، من قبيل الرصاص والزنك والنحاس.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة أنه على ضوء هذه الدراسة سيتم فسح المجال لاستغلال واستثمار معقلن وقانوني لمختلف أصناف هذه المعادن التي تزخر بها منطقة جرادة، وذلك بطريقة ستعود بالنفع على الساكنة بالتشغيل والتنمية.
اقرأ أيضا: إضراب ومسيرات ومحاكمات.. شرق المغرب على صفيح ساخن
كما زف رئيس الحكومة البشرى لعمال شركة مفاحم المغرب جرادة، وأعلن عن قرب إتمام عملية تفويت المساكن لمستغليها من عمال هذه الشركة، موضحا أنه أعطى أوامره للجهات المسؤولة لاتخاذ القرار وتنفيذه في أقرب الآجال.
وأعلن سعد الدين العثماني أنه تمت تعبئة حوالي 2.5 مليون درهم لفائدة الخلية القانونية المكلفة بالتنسيق مع صندوق التقاعد والتأمين من أجل تيسير ملفات الأمراض المهنية لمستخدمي شركة مفاحم المغرب.
أما فيما يتعلق بتنمية الإقليم، فقد شدد رئيس الحكومة على أن المنطقة الصناعية بجرادة انطلقت أشغال تشييدها والتي ستوفر الإمكانية للشباب المقاول من أجل إقامة مشاريع صغرى ومتوسطة، بتشجيعهم وتوفير العقار المناسب لهم.
وعلى المستوى البيئي والفلاحي، فقد اتخذت الحكومة المغربية مجموعة من القرارات أبرزها "تعبئة 3000 هكتار للاستغلال الفلاحي، ألف منها لذوي الحقوق، وألفا هكتار لفائدة الشباب"، يوضح رئيس الحكومة الذي نوه بالتدابير التي اتخذت لتشجير المنطقة المملوءة بالنفايات المعدنية وتحسين محيطها البيئي.
اقرأ أيضا: إضراب عام وتظاهرة في مدينة جرادة المغربية
وشدد رئيس الحكومة، على أن لحكومته الإرادة السياسية لتجسيد اهتمامها بجهة الشرق، ودعم كل المشاريع التي تساهم في مسار تطورها.
واعتبر العثماني، أن الحكومة مستعدة للإنصات باهتمام إلى المنتخبين والسلطات المهنية وإلى السكان وجمعيات المجتمع المدني من أجل "الاستجابة لمضمون المطالب الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، إذ لا بد أن نكون أوفياء لماضي الجهة، ولكونها منطقة حدودية ذات حمولة كبيرة، ولعبت أدوارا في تاريخ المغرب المعاصر، بالتالي، فإن العناية بها أمر أساسي".
وأكد رئيس الحكومة على أن الحكومة تعطي الأولوية للتنافسية الاقتصادية الكبرى للجهة، "من خلال دعم وفتح أوراش جديدة، أبرزها الميناء المتوسطي الغربي للناظور، الذي نتابع تنفيذ أشغاله والتي وصلت إلى الثلث".
اقرأ أيضا: قتيل جديد في جرادة بالمغرب.. الغضب يتصاعد والداخلية تتوعد
ويقول المحتجون بجرادة إن عمال الفحم يعملون في ظروف سيئة، ويطالبون بتنمية المدينة ورفع "التهميش" عنها وتوفير فرص عمل لشبابها.
وفي تصريح سابق، قال وزير الطاقة والمعادن المغربي عزيز رباح، في جلسة لمجلس المستشارين، إن حكومة بلاده عازمة على التجاوب مع مطالب "الحراك الشعبي" بمدينة جرادة.
الثلوج تحاصر أكثر من 500 ألف شخص وتعزل 1205 قرى بالمغرب
إضراب عام وتظاهرة في مدينة جرادة المغربية
رئيس حكومة المغرب: المملكة تدافع عن مصالح أفريقيا كلها