وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الخميس، إلى بيروت قادما من عمان، في زيارة تستمر ساعات وتعد الأولى لمسؤول أمريكي في هذا المنصب منذ أربعة أعوام.
اضطر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للانتظار عدة دقائق في قصر الرئاسة اللبناني قبل أن يستقبله نظيره اللبناني قبل محادثاته مع الرئيس ميشال عون اليوم الخميس.
وأظهرت لقطات تلفزيونية تيلرسون وهو يجلس في غرفة وبجواره مقعد شاغر قبل أن يدخل نظيره اللبناني جبران باسيل ويصافحه في ما بدا خروجا على العرف الدبلوماسي.
ويزور تيلرسون لبنان، وهو من الدول الرئيسية التي تحصل على مساعدات عسكرية أمريكية، في إطار جولة إقليمية.
وقال شاهد من "رويترز" إن باسيل لم يستقبل تيلرسون عند مدخل القصر عندما وصل موكبه.
وعون، والد زوجة وزير الخارجية باسيل، حليف سياسي لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ومن المقرر أن يجتمع تيلرسون أيضا مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية في بيروت لوكالة الأنباء الفرنسية إن المسؤولين اللبنانيين لم يتبلغوا رسميا المواضيع التي سيطرحها تيلرسون خلال لقاءاته معهم، لكنهم "سيؤكدون رفضهم للتهديدات الإسرائيلية للبنان على حدوده الجنوبية وفي مياهه الإقليمية" إثر توتر على خلفية توقيع عقود تنقيب عن النفط قرب منطقة متنازع عليها.
ومن المقرر أن تشمل أعمال التنقيب من الجانب اللبناني الرقعة 9 التي يعتبرها لبنان ملكا له بالكامل فيما كرر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في تصريحات مؤخراً التأكيد على أنها "ملك" لإسرائيل.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، اتفق المسؤولون اللبنانيون "على إبلاغ تيلرسون بموقف موحد يرفض مسعى أمريكياً سابقاً يقترح تقسيم الثروة النفطية في الرقعة 9 إلى ثلثين للبنان وثلث لإسرائيل، وسيتمسكون بأن كامل المخزون ملك للبنان".
واستبق تيلرسون وصوله إلى بيروت بالقول خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في عمان: "نعلم أن حزب الله اللبناني متأثر بإيران، وهذا التأثير لا يساعد في مستقبل لبنان على الأمد الطويل".
وأضاف: "علينا أن نعترف بحقيقة أنه (أي حزب الله) جزء من العملية السياسية في لبنان".
وإثر هذا التصريح لتيلرسون الذي اعتبر معتدلا إزاء حزب الله، المصنف على القوائم الأمريكية للمنظمات "الإرهابية"، قال ستيف غولدشتاين مساعد وزير الخارجية الأمريكي في كلامه عن دور حزب الله في لبنان: "نعتقد أن اللبنانيين سيكونون في وضع أفضل من دون إرهاب حزب الله وتأثيره الضار".
ويشارك حزب الله اللبناني المدعوم من إيران منذ العام 2013 بشكل علني في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا، الأمر الذي يثير انقساما في لبنان الذي تبنى سياسة "النأي بالنفس" تجاه النزاع في سوريا.
الحريري يؤكد عدم تحالفه مع حزب الله في الانتخابات البرلمانية
هل بدأ حزب الله اللبناني فعلا بسحب مقاتليه من سوريا؟
بري: نطبق أعلى معايير محاربة غسيل الأموال في لبنان