قال نداف شرغاي، الخبير الإسرائيلي بشؤون القدس، إن الحديث الأمريكي عن بلدة أبو ديس لتكون العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية يعيد للأذهان أن أبا مازن وافق قبل عشرين عاما على أن تكون عاصمة بديلة للقدس كحل مؤقت، لكنه اليوم كسر قواعد اللعبة، حين وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملف القدس على الطاولة.
وأضاف شرغاي، في مقاله على صحيفة إسرائيل اليوم، أن عباس أبدى استعدادا سابقا لابتلاع الضفدع، من خلال قبوله بنقل مؤسسات الدولة الفلسطينية في المستقبل لبلدة أبو ديس، لكنه اليوم حين تحاول الإدارة الأمريكية تثبيت هذا الحل ضمن ما وصفها بصفعة القرن، بعد أن استمع من السعودية بأن ترامب يريد أن تكون أبو ديس عاصمة الفلسطينيين بدلا من القدس، واعتبرها عرضا مخيبا للآمال.
وأكد شرغاي، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن اثنين من رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقين؛ إيهود باراك بقمة كامب ديفيد 2000، وإيهود أولمرت في 2008، وضعا فكرة أبو ديس لإنقاذ عملية السلام من الغرق، واليوم تقوم واشنطن بإحياء فكرة أبو ديس مجددا.
الجدير بالذكر أن عباس وافق سابقا على هذا المقترح، حين كان مساعدا لياسر عرفات، وأجرى تفاهمات مطولة مع يوسي بيلين في وثيقتهما المشهورة آنذاك، صحيح أنها لم تكن اتفاقية سلام، لكنها حددت المعايير العامة للحل النهائي الذي اتفق عليه الجانبان في حينه، فاتفقا على توسيع حدود القدس، وإقامة بلديتين منفصلتين: بلدية القدس الفلسطينية، وبلدية أورشليم اليهودية، واحتلت أبو ديس حيزا كبيرا في تفاهماتهما.
وأضاف: الإسرائيليون أطلقوا عليها القدس الثانية، والفلسطينيون رأوا فيها مرحلة متقدمة من الحل السياسي، وباتوا ينظرون لبلدة أبو ديس مركزا سلطويا وبديلا مؤقتا، فأقاموا فيها سلسلة من المؤسسات الرسمية: مقر أجهزة الأمن، ومكاتب وزارة الحكم المحلي، ومحافظ القدس، والأهم إقامة مقر البرلمان الفلسطيني المكون من خمسة طوابق ومكاتب لـ132 عضوا في المجلس التشريعي، فضلا عن مقار دائمة غير مأهولة لرئيس السلطة الفلسطينية ورئيس البرلمان.
اللافت أن الجدار الأمني قسّم أبو ديس لمنطقتين غير متساويتين، 90% من مساحتها ذهبت للسيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية، مصنفة على أنها مناطق ب، و10% فقط بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
شرغاي أعاد للأذهان أن قبل تفاهمات عباس-بيلين أواسط التسعينات، تحدثت أوساط دولية وحكومات إسرائيلية سابقة عن تحديد أبو ديس لتكون جزءا من الحل النهائي مع الفلسطينيين، بحيث يتم إيجاد معبر آمن بسيطرة فلسطينية عبر جسر أو نفق يربطها بالحرم القدسي، لتكون أبو ديس البوابة الشرقية للمدخل الفلسطيني الخاص بالمسجد الأقصى، وتحدثت بعض مسودات الحل أن تكون السيادة على الممر إما أردنية أو سعودية.
مواجهات واعتقالات بالضفة وتعرض الاحتلال لإطلاق نار بجنين
الهباش: زيارة القدس أشد وجوبا من زيارة مكة والمدينة المنورة
"أنقذوا غزة".. حملة خيرية تعلن القطاع "منطقة منكوبة"