قال رئيس جمهورية شمال
قبرص التركية مصطفى أقينجي، إن قبرص الرومية "تعتقد أن حقول
الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط تخصها وحدها، وتتخذ خطوات أحادية الجانب".
جاء ذلك في تصريح صحفي عقب لقائه رؤساء الأحزاب البرلمانية، في القصر الرئاسي بالعاصمة نيقوسيا، اليوم الأربعاء.
وأوضح أن قبرص التركية وجهت دعوات عديدة لنظيرتها الرومية بغية إخراج مسألة الغاز الطبيعي من نطاق التوتر وتحويله إلى مجال تعاون، مشيرا إلى عدم تلقيها أي رد إيجابي بهذا الصدد.
ولفت إلى أن الغاز الطبيعي الموجود على أطراف الجزيرة يعتبر من المصادر الطبيعية المشتركة لكلا الشطرين.
وأضاف: "القبارصة الأتراك لهم حقوق بقدر ما يتمتع القبارصة الروم من حقوق في مصادر الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط".
وأعلنت قبرص الرومية، الأربعاء، أنها ستمضي قدما في التنقيب عن النفط والغاز، في مؤشر على تمسكها بموقفها في المواجهة مع تركيا بشأن ثروات الطاقة المحتملة بعد أن قدمت أنقرة موعد مناورات عسكرية في شرق المتوسط إلى أوائل مارس آذار.
وقال الرئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسياديس في بيان اليوم: "هدفنا هو استكشاف إمكانات النفط والغاز القبرصية بشكل كامل وعلى أفضل وجه ممكن، من اجل تعظيم الفوائد لكل أبناء الشعب القبرصي". وأضاف أن تخطيط قبرص في مجال الطاقة سيستمر.
واتهمت قبرص تركيا بعرقلة عمل سفينة تنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة الجزيرة المقسمة يوم التاسع من شباط/ فبراير، مما يسلط الضوء على التوتر في المنطقة بسبب المزاعم المتنافسة على الموارد الطبيعية البحرية.
وتم التعاقد مع السفينة سايبم 12000 التي تشغلها شركة إيني المملوكة للدولة الإيطالية والتي تدير مع شركة "توتال" الفرنسية الامتياز الثالث من المنطقة الاقتصادية لقبرص.
وكانت السفينة في طريقها إلى تلك المنطقة عندما أوقفتها السفن الحربية التركية. وأصدرت تركيا هذا الأسبوع مذكرة ملاحية تفيد بتقديم موعد المناورات العسكرية إلى العاشر من مارس/ آذار.
والعام الماضي، أعلنت إدارة قبرص الرومية، طرحها مناقصة جديدة لمنح تراخيص دولية للتنقيب عن الهيدروكربون، في منطقتها الاقتصادية الحصرية المزعومة.
وتؤكد تركيا وجمهورية
شمال قبرص التركية، على أحقية القبارصة الأتراك بموارد الجزيرة الطبيعية باعتبارهم جزءا منها، وذلك ردا على مساعي قبرص الرومية لعقد اتفاقات مع شركات وبلدان مختلفة لا تدرج فيها القبارصة الأتراك.
وتدعو تركيا قبرص الرومية إلى التخلي عن وصف نفسها بأنها المالك الوحيد للموارد الطبيعية للجزيرة، وتشدد على أن عدم وقف قبرص الرومية التنقيب عن الهيدروكربون من شأنه إفشال مساعي إيجاد حل شامل لأزمة الجزيرة المنقسمة إلى شطرين تركي في الشمال ورومي في الجنوب.
وتشهد جزيرة قبرص، انقساما بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ 1974، ولاحقا رفض القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة عام 2004.