احتفت الصحف السعودية بزيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة، التي بدأت أمس الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام، وسلطت الضوء على ما أسمتها الحفاوة التي استقبل بها، و "الشراكة الاستراتيجية" بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتي توجت بإنشاء مجلس شراكة ثنائي.
وأبرزت تلك الصحف أيضا الاهتمام الذي أولته الصحافة البريطانية للزيارة وتصدرها العناوين الرئيسية في تلك الصحف، متجاهلة في ذات الوقت الانتقادات الحادة التي قوبلت بها زيارة ابن سلمان، والاحتجاجات التي شهدتها شوارع لندن، خاصة عن دوره المباشر في حرب اليمن.
وتحت عنوان "شراكة الرياض- لندن.. تغير في قواعد اللعبة"، قالت صحيفة عكاظ إن هذه الشراكة الأمنية والسياسية والاقتصادية ستعزز الأمن والاستقرار ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع.
وأشارت إلى أن الحوار بن المملكتين "سيعطي فرصة أكبر للحديث بشفافية أكبر عن قضايا المنطقة".
الصفحة الأولى من صحيفة الجزيرة - عدد الخمــيسhttps://t.co/YcZA7GUgGI pic.twitter.com/VS5r6Y7Fyf
وأضافت أن هذا الرجل يقف خلف الحصار المضروب على الموانئ التي يسيطر عليها ثوار اليمن، مانعا إمدادات المواد الغذائية والدواء والوقود للمدنيين اليمنيين –وبالأدلة المتوفرة كلها– منتهكا القانون الدولي باستخدام التجويع سلاحا في الحرب".
فيما نشرت الصحيفة أيضا رسما كاريكاتيريا تناولت فيه ابن سلمان وتريزا ماي وعلقت عليه بالقول "حينما تسقط حقوق الانسان" في اشارة الى ما يجري في اليمن.
صحيفة "ديلي ميل" علقت على الاتفاقية التجارية بين الجانبين وقالت في عنوانها الرئيس معلقة على لقاء بس يلمان وماي "المصافحة التي تبلغ قيمتها 65 مليار جنيه استرليني: ماي وولي العهد السعودي يتحديان احتجاجات اليمن، ويتفقان على صفقة تجارية واستثمارية ضخمة".
اقرأ أيضا: الملكة إليزابيث تستقبل ابن سلمان وسط احتجاجات على الزيارة
أما صحيفة في صحيفة الفاينانشال تايمز نشرت مقالا كتبته رولا خلف بعنوان "الرجل القوي في السعودية يريد تغيير الكثير في وقت قياسي".
وتقول كاتبة المقال "في الماضي كان حكام المملكة يسيرون خطوتين إلى الأمام، ثم يعودون خطوة إلى الوراء"، في إشارة إلى بطء التغيير الذي كان يجري في المملكة، قبل أن يظهر محمد بن سلمان في الحلبة السياسية.
وترى الكاتبة أن السرعة الحالية لا تقل خطورة عن البطء في الماضي، وأن على حلفاء المملكة أن يدعوها للحذر من السرعة المفرطة في التغيير.
اقرأ أيضا: الغارديان: ماذا تعكس حفاوة استقبال ابن سلمان في بريطانيا؟
وتشير الكاتبة إلى أن المنطقة التي تتحول فيها أوضاع التوتر بسهولة إلى حروب لا تحتمل زعيما يتعلم أثناء ممارسته لمهام عمله.
وتستعرض الكاتبة أيضا إنجازات بن سلمان، من السماح للنساء بقيادة السيارات، وهو حق كن محرومات منه حتى اتخاذه القرار برفع الحظر، إلى كبح جماح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك فإن توجهه لتخفيف اعتماد اقتصاد المملكة على النفط هو خطوة تستحق التشجيع، كما ترى الكاتبة.