في خطوة تنذر بمرحلة جديدة من التصعيد بعد الهدوء الذي عم الجنوب السوري منذ تموز/ يوليو الماضي تاريخ دخول المنطقة في اتفاق خفض التصعيد، شنت مقاتلات حربية تابعة للنظام غارات عدة على مناطق متفرقة في محافظة
درعا، أمس الاثنين.
وكما هو واضح بحسب مراقبين، فإن دلالات هذا
القصف تؤشر إلى قرب اندلاع المعارك في درعا، لا سيما وأنه جاء متزامنا مع تحركات عسكرية يقوم بها حزب الله ومليشيات إيرانية في جبهات درعا.
وكانت مصادر ميدانية في المعارضة رصدت تحركات عسكرية لقوات
النظام والمليشيات المساندة في أكثر من منطقة في درعا.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط الإعلامي محمود الحوراني من درعا استقدام النظام والمليشيات لتعزيزات عسكرية إلى درعا في الآونة الأخيرة، مضيفا لـ"
عربي21": "لكن للآن لا يعرف ما هي الخطوات اللاحقة لوصول هذه التعزيزات، ولا يعرف ما هو مكان انطلاق المعركة المقبلة".
من جانبه، عدّ الكاتب الصحفي مشعل العدوي من درعا، القصف الجوي الذي تعرضت له مناطق في درعا، تنفيذا لتهديدات قاعدة حميميم الروسية العسكرية في الساحل السوري.
وكانت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية على "تلغرام" اعتبرت قبل يومين أن وجود "تنظيمات متطرفة في مناطق سيطرة المجموعات المتمردة جنوبي البلاد يهدد اتفاقية خفض التصعيد بشكل خطير"، على حد تعبير القناة.
وفي هذا السياق، رأى العدوي في حديثه لـ"
عربي21" أن
روسيا حسمت أمرها بإعلان معركة قادمة في الجنوب ما بعد معركة الغوطة الشرقية.
وبحسب عدوي فإن حزب الله منذ أيام يواصل حشد قواته على تخوم حوران، معتبرا أن ذلك يؤشر على مواصلة روسيا الاعتماد على الحل العسكري رغم كل مزاعمها بدعم المسار السياسي.
وأضاف أن كل ما سبق يكشف نوايا روسيا وزيف ادعائها بأنها تحارب النصرة و"داعش"، لأنها في الحقيقة هي تحارب الجميع وتريد أن يستعيد النظام السيطرة على كامل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وعن ردة فعل المعارضة تجاه خرق النظام لاتفاق "خفض التصعيد" في الجنوب، قال العدوي: "في ضوء هذه التهديدات والقصف الذي حصل أمس سيكون هناك رد على اعتبار أن النظام هو من أعلن نهاية الهدنة أو ما كان يسمى بـخفض التصعيد".
وعلى الرغم من التكتم الشديد من قبل فصائل المعارضة، عُلم أن فصائل الجنوب بصدد التحضير لعمل عسكري ضد النظام يهدف بالدرجة الأولى إلى محاصرة مناطق سيطرة النظام داخل أحياء درعا.
وفي هذا الإطار، ألمح مصدر عسكري من المعارضة إلى قرب الإعلان عن معركة ضد النظام في درعا، معتبرا بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح بأن "المعركة دفاعية من قبل المعارضة وليست هجومية".
وموضحا ما يعنيه قال لـ"
عربي21": "في حال حسم النظام وروسيا ملف الغوطة، فإنهم يخططون لعمل عسكري واسع في الجنوب، وهذا الهجوم لن يكون كما الهجمات السابقة، حيث سيأتي النظام هذه المرة بقوته الكاملة إلى المنطقة، بعكس السابق حين كان يقاتل بجزء منها".
وأضاف: "من الواجب علينا المبادرة لأن الحرب قادمة قادمة".
يذكر أن الإعلان عن تطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب سوريا، جاء على خلفية مباحثات أردنية-روسية-أمريكية أجريت في العاصمة الأردنية عمان في تموز/ يوليو الماضي.