أكد سياسيون أن المستفيد من حادث التفجير الذي طال جزءا من موكب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، ظهر الثلاثاء بغزة، هو الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد الخبير السياسي، عبد الستار قاسم، أن ما حدث هو "تفجير مفتعل بهدف التخريب"، مضيفا: "من أوحى بهذا التفجير لاحظ أن الساحة الفلسطينية هادئة نوعا ما، فأراد أن يحدث فتنة جديدة، حيث يبدأ الأطراف بتبادل الاتهامات مما يتسبب بإضعاف وتفتيت جديد للفلسطينيين".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "من قام بهذا العمل لا يقصد خيرا، ويعمل على التخريب في الساحة الفلسطينية"، مؤكدا أن "المستفيد الأول من التفجير هو الكيان الصهيوني وأمريكا".
وأضاف قاسم؛ "وفي الدرجة الثانية بعض الأنظمة العربية، التي تعنى بالفوضى في الساحة الفلسطينية من أجل أن يصفو لها الجو للتآمر مع الإسرائيليين والأمريكان لتصفية القضية الفلسطينية".
عمل مسرحي
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن ما حدث هو "عمل مسرحي لا أكثر ولا أقل، يهدف إلى تبرير تواصل القطيعة مع قطاع غزة، ومواصلة اتهام المقاومة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "من يستطيع تفجر دبابة المركافا لن تعجزه سيارة رئيس الوزراء، بالتالي هذا عمل سياسي قبل أن يكون عملا عسكريا، ونتائجه سياسية".
وذكر أبو شمالة، أن "التفجير يهدف إلى تلميع الحمد الله وتخفيف الضغط عن رام الله، خاصة بعد رفضها المشاركة في مؤتمر واشنطن لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة".
اقرا أيضا : انفجار يستهدف موكب الحمدالله بغزة.. والرئاسة وحماس تعلقان
وحول توقعه للجهة التي تقف خلف التفجير، رجح الكاتب أن ما جرى هو "ترتيب إسرائيلي مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتعاون مع العملاء؛ في ظل استمرار التنسيق الأمني ووجود علاقات بين قادة الأجهزة الأمنية في السلطة بالمخابرات الإسرائيلية"، مؤكدا أن "التفجير ألعوبة تم ترتيبها لأهداف تشويه وجه المقاومة ووأد المصالحة".
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن "هذا التفجير لا يستهدف فقط رئيس الحكومة أول رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، وإنما هو استهداف بالدرجة الأولى في هذا التوقيت للمشروع الوطني الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وعليه يجب أن يكون هناك عمل فلسطيني وطني جماعي، وأن تكون هناك لجنة تحقيق وطنية، لأن ما جرى سلوك لا يمكن أن يقبل من أي طرف"، مؤكدا أن "المستفيد الأكبر من هذه الجريمة هو الاحتلال والولايات المتحدة التي تعقد مؤتمرها في واشنطن تحت ذريعة إغاثة غزة، لتبرير صفقة القرن".
تأجيج الساحة
ورأى أن هذا الانفجار، "يحمل رسالة سياسية كبيرة ينبغي العمل عليها من قبل كافة الأطراف من أجل الوصول للمتهم الحقيقي كي تتم محاكمته"، مشددا على أهمية "الإسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأن لا يوظف هذا الحادث في الجدل السياسي المحتدم بين حركتي فتح وحماس، كي لا يحقق أهداف من يقف خلف الانفجار".
وقال: "يجب تفريغ محتوى الرسالة السياسية التي حملها الانفجار من مضمونها عبر تمرير هذا الحدث والذهاب نحو المصالحة ودفع استحقاقاتها"، لافتا أن "الاستفزازات التي تمس بأرزاق المواطنين والعقوبات المفروضة على غزة (من قبل السلطة الفلسطينية)، ينبغي مراجعتها وإعادة النظر فيها".
ونبه الكاتب، أن على "حماس أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية والأمنية كونها هي من يدير القطاع، وعليها العمل بكل قوة ومع كافة الأطراف، من أجل الكشف حقيقة الانفجار"، مضيفا: "وعلى حركة فتح أن لا تستغل هذا الانفجار لتأجيج الساحة الفلسطينية".
وحول دور الوفد الأمني المصري، لفت الدجني إلى أن "الوفد المصري هو بيضة القبان، ومن الممكن أن يلعب دورا بارزا اليوم في احتواء تداعيات هذا الحدث، ويشارك في مجريات التحقيق التي تجري في غزة لمعرفة حقيقة من يقف خلف هذا الانفجار؛ الذي هو لغة بلطجة لا يقبلها الشارع الفلسطيني".
اقرا أيضا : من المستفيد من محاولة اغتيال "أبو نعيم" في غزة؟ (صور)
بدورها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أن "هذا العمل المستهجن والخارج عن النهج الوطني والأخلاقي يستهدف المصالحة والمصلحة الوطنية الفلسطينية والقضية الفلسطينية بكاملها".
وأوضحت في تصريح لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "هذه الجريمة البغيضة والشائنة يجب أن تزيدنا عزيمة وإصرارا على إنهاء الانقسام ومواصلة الجهود لإتمام المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الموحد".
وطالبت عشراوي، بـ"ملاحقة ومعاقبة المجرمين في إطار سيادة القانون، ووضع حد للفلتان الأمني والإجرامي في الوطن، وضمان حماية الوطن والمواطن من خلال منظومة أمنية موحدة".