تخوض ما تعرف بـ "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" الواجهة الأبرز لجماعة "الأحباش" الانتخابات اللبنانية المقبلة بأربعة مرشحين آملة في أن تحدث حضورا تحت قبة البرلمان بعد التواجد الأول عام 1992 من خلال النائب عدنان الطرابلسي.
وتعرف الجمعية التي تمارس العمل السياسي والاجتماعي بتسمية "الأحباش" نسبة إلى ملهمها الشيخ عبد الله الهرري الحبشي الذي تسلم "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" حينما كانت تمر بفترة ركود طويلة، بعد أن قامت في الماضي ببعض الأعمال الخيرية.
وشهدت الجمعية التي تمارس العمل السياسي والديني محطات مفصلية أبرزها اغتيال رئيسها الشيخ نزار الحلبي الذي اغتيل في 31 آب/ أغسطس 1995 على أيدي مجموعات سلفية، وخلفه الشيخ حسام قراقيرة، الذي تلقى دروسه على يد الهرري. وبعد وفاة الأخير في 2 أيلول/ سبتمبر 2008، بايع "الأحباش" قراقيرة شيخا لهم.
ويمتلك الأحباش مؤسسات تربوية وإعلامية وصحيّة وشبابية عدة في لبنان والأردن، ومناطق انتشار الجاليات الإسلامية في العالم.
ووجهت الاتهامات ضد الأحباش من قبل قوى 14 آذار، بأنهم "صنيعة" المخابرات السورية، "وأداة" من أدواتها، لكن قيادة الأحباش تحاول حاليا نفي هذا التوصيف، والتأكيد على أنهم لم يستفيدوا من الوجود السوري.
ويخوض المرشحون عن الجماعة وعددهم أربعة الانتخابات في اللوائح المنافسة لتيار المستقبل.
ففي بيروت الثانية، سينضم مرشح الاحباش النائب السابق عدنان طرابلسي الى لائحة حزب الله وحركة أمل، فيما سيكون مرشح الجمعية عن أحد المقعدين السنيين في بعلبك يونس الرفاعي في لائحة الحزب والحركة، ويرجح أن يندرج مرشح الاحباش في دائرة الشوف – عاليه المهندس احمد نجم الدين على لائحة التيار الوطني الحر.
اقرا أيضا: الأحباش يقبلون على انتخابات برلمان لبنان.. مع من سيتحالفون؟
فيما تتجه بوصلة مرشح الجمعية وهو أحد ابرز مؤسسيها التاريخيين الشيخ طه ناجي ليكون في عِداد القائمة التي يعتزم الوزير السابق ورئيس تيار الكرامة فيصل كرامي خوض الانتخابات بها.
وحول طبيعة الانتخابات وفق القانون الجديد تحدث مسؤول الهيئة الانتخابية في حملة أنصار المشاريع أحمد الدباغ عن أن "قانون الانتخاب النسبي ساعد بالرغم من وجود كثير من الملاحظات عليه الأطراف والقوى السياسية على المشاركة"، مضيفا لـ "عربي21": "نحن كأنصار المشاريع المعروفين بماكينتنا الانتخابية المنظمة قررنا المشاركة في الدوائر الانتخابية الخمسة عشر ترشيحا أو دعما لمرشحين آخرين".
وتحدث الدباغ عن فرص النجاح في الانتخابات القادمة، قائلا: "كان ترشيجنا في الدوائر الأربع نتيجة دراستنا لوجود حظوظ لنجاح مرشحينا، ولم نعتمد سياسة نشر المرشحين في كل الدوائر بشكل غير مدروس".
أما بالنسبة لعدد النواب المتوقع حصده بناء على القانون الجديد فقال: "نحن نتمنى فوز المرشحين في الدوائر الأربع"، متابعا: "إن طبيعة القانون النسبي هو نظام لوائح مقفلة ولا يقبل وجود مرشحين منفردين، والقوى لا بد لها من الائتلاف بلوائح انتخابية".
وعبر أكثر من طرف بأن التحالفات السياسية لا تنعكس على التحالف الانتخابي. والشعب اللبناني اليوم بالرغم من الخلافات السياسية على مواضيع حساسة لا زالت تجمعه نقاط عديدة لمصلحة الوطن. وفي تحالفاتنا الانتخابية نلتقي مع كثير من الأفرقاء في العديد من النقاط التي تصب في المصلحة الوطنية.
أما بالنسبة لبرنامج مرشحي "الأحباش الانتخابي"، قال: "ينبع من وجودنا بين الناس الذين نشاركهم الشعور والأحاسيس نفسها ولسنا موجودين في قصور وأبراج عاجية بعيدة عن تفكير الناس وحاجاتهم، لذلك نعتبر أنفسنا قادرين على التعبير عن حاجات الناس والدفاع عنها".
اقرأ أيضا: ماذا يعني غياب أسماء معروفة عن ترشيحات "المستقبل"؟
وفند الدباغ أبرز عناوين البرنامج السياسي للجمعية في المرحلة المقبلة، ومنها مكافحة الفساد والهدر على صعيد الدولة والقطاع العام وتحرير الأجهزة الرقابية من الضغوط السياسية وحمايتها والمطالبة بالإصلاح الإداري للوصول إلى إدارة حديثة ذات كفاءة ونزاهة مع اعتماد نظام متواصل للتحديث والتأهيل.
مكافحة البطالة إضافة إلى تسريع إطلاق المرافق الأساسية في المدن وورش العمل التي تحتاجها لتأمين آلاف الوظائف واستقطاب اليد العاملة من ذوي الاختصاص والكفاءة ووضع خطط لبناء مجمعات سكنية تتناسب مع حاجات وإمكانات الناس وخاصة الشباب.
وتطرق إلى البنى التحتية، فقال: "نعمل على تحديث شبكة الطرقات والجسور والأنفاق التي تساهم في تخفيف الازدحام المروري والعمل على توفير شبكة مواصلات عامة فعالة وبكلفة مقبولة وحل أزمة النفايات بشكل جذري وعدم اعتماد الحلول المؤقتة التي تؤدي إلى عودة ظهور المشكلة بين الحين والآخر، والخروج من المطامر كخيار لمعالجة الأزمة، واعتماد خيارات أكثر فعالية وأخف كلفة اقتصادية وبيئية ومنها آلية الفرز وسياسات التدوير واستخراج الطاقة من النفايات المنزلية".
وأكد السعي إلى "التوصل لصيغة متطورة تساهم في رفع نسبة المستفيدين من الرعاية الصحية وزيادة عدد المستشفيات الحكومية وتنمية تجهيزاتها وقدراتها الاستيعابية"، لافتا إلى "السعي لإخراج ملف الكهرباء من التجاذب السياسي وحل هذه الأزمة المزمنة التي أرهقت خزينة الدولة نتيجة ضعف التخطيط والتدبير" .
وعن طبيعة التحالفات والتوجهات الخاصة بالجميعة، قال: "إننا دعاة للتعاون بين القوى الصادقة في خدمة لبنان، ونحن من دعاة الاعتدال ورفض التطرف، ونعتبر أن التطرف مرض خطير يهدد المجتمعات والأوطان. ونحن نرى ما يجري للأسف في عدد من البلاد العربية وفي بعض البلاد الغربية. فالحركات المتطرفة تقوم بأعمال لا يقبلها الإسلام وتشوه سمعة المسلمين في الغرب".، خاتما: "نحن ندعو إلى التمسك بهذا الخط السليم الذي هو خط الاعتدال والوسطية".
السعودية تعيد ترتيب علاقاتها مع لبنان و"الحريري"
"حزب الله" و"أمل" يعلنان عن قوائمهما الانتخابية في لبنان
محلل إسرائيلي: غزة ليست لبنان.. وحرب متعددة الجبهات أمر وارد