نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في واشنطن ديفيد سميث، يتحدث فيه عن تداعيات عزل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصبه، من خلال تغريدة أرسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء.
ويقول سميث إن هذا القرار يترك الدبلوماسية الأمريكية في حالة من الاضطراب، مشيرا إلى أن الرئيس رفّع شخصين شجبهما الناشطون في مجال حقوق الإنسان؛ لمصادقتهما على التعذيب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تيلرسون، الذي تحدث في وزارة الخارجية، وبدت عليه الصدمة، ورفض الإجابة على أسئلة الصحافيين، لم يذكر الرئيس في قائمة من شكرهم، وأشار إلى أهمية نقل المسؤوليات بطريقة سلسة، حيث انتهت مهامه الرسمية منتصف ليلة 13 آذار/ مارس، وسلم مهامه إلى نائبه جون أوسليفان، وقال إنه سينهي عمله بشكل رسمي في نهاية الشهر الحالي.
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب صعق المراقبين في واشنطن عندما عيّن متشددا مكان تيلرسون، ورفّع نائبة مدير "سي آي إيه" لمنصب المدير، وهي المتورطة في عمليات تعذيب ناشطي تنظيم القاعدة والإشراف على سجن سري في تايلاند، حيث عملت جينا هاسبل أثناء فترة جورج دبليو بوش في تايلاند، وقامت بتدمير التحقيقات والتسجيلات التي وثقت عمليات التحقيق مع أبي زبيدة وعبد الرحمن الناشري.
ويفيد الكاتب بأنه في الوقت الذي اهتزت فيه واشنطن من أنباء عزل تيلرسون والتعيينات الجديدة، فإن هناك شائعات سرت حول قرب تغيير وزير شؤون المحاربين القدماء ديفيد شولكين، بعد أن كشفت لجنة أخلاقيات المهنة عن قيامه بزيارة لأوروبا مع زوجته، وتقرير عن مرافقة حارسه الأمني له في جولة تسوق في متجر، وبعد ذلك أخذ المشتريات إلى البيت، لافتا إلى أن هناك تقارير تتحدث عن استبدال شولكين بوزير الطاقة ريك بيري، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ويذكر التقرير أنه تمت مساءلة وزير الداخلية حول ريان زينك، وذلك لاستخدامه طائرات خاصة عندما يقوم بمهامه الحكومية، حيث جاء هذا الأمر بعد فضيحة لوزير الإسكان بن غارسون، الذي بالغ في النفقات على إعادة ترتيب مكتبه، والانتقاد المستمر لمدير وكالة حماية البيئة سكوت برويت، الذي يسافر على مقاعد الدرجة الأولى، وعلى حساب دافعي الضرائب.
وتجد الصحيفة أنه "في الوضع الفوضوي لحكومة ترامب، فإنه كان على تيلرسون أن يؤدي مهمة لم يشكر عليها لإصلاح ما يقوم به ترامب، وتوقع الكثيرون رحيل تيلرسون منذ مدة، خاصة أنه واجه الرئيس في عدد من الملفات وخالفه فيها، لا سيما أن ترامب يهدد بشن حرب تجارية عالمية، ويحضر للقاء الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ- أون، إلا أن الطريقة التي عزل فيها كانت مفاجئة حتى في معايير البيت الأبيض الحالية".
ويكشف سميث عن أن مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي أيقظ تيلرسون في الساعة الثانية صباحا، عندما كان يقوم بجولة في أفريقيا، حيث يزعم البيت الأبيض أن كيلي كان واضحا بأنه أخبره عن رغبة الرئيس بتنحيه عن عمله بصفته وزيرا للخارجية، وأن عليه العودة إلى واشنطن في أسرع وقت.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤولي البيت الأبيض، قولهم إن كيلي أخبر تيلرسون بأن هناك "تغريدة" تهمه، لكنه لم يكشف عن فحواها، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس"، مشيرا إلى أن الصحافيين الذين رافقوه قالوا إن تيلرسون كان متفائلا، ولم يبد أي إشارة بأن وظيفته في خطر، ثم جاءت التغريدة.
وتنقل الصحيفة عن مساعده البارز لشؤون الدبلوماسية العامة ستيف غولدستين، قوله إن تيلرسون لم يتحدث مع الرئيس في الصباح، لكنه ممتن للفرصة التي منحت له للعمل مع ترامب، و"لا يزال يؤمن أن الخدمة العامة هي أمر نبيل وليس نادما عليها"، وأضاف غولدستين أن تيلرسون كانت لديه الرغبة للبقاء في عمله.
وينوه الكاتب إلى مظاهر الخلاف مع تيلرسون بشأن إيران، فخلافا لترامب فإن تيلرسون دعا للحفاظ على الاتفاقية النووية، وفي الصيف الماضي نقل عن تيلرسون وصفه ترامب بـ"المعتوه ابن الحرام"، ولم ينف تيلرسون تلك التقارير.
وبحسب التقرير، فإن موقف تيلرسون من عامل غاز الأعصاب الذي استهدف عميلا روسيا وابنته في بلدة سالزبري البريطانية كان بمثابة نقطة خلاف أخرى، حيث تحدث تيلرسون بلغة شديدة، مشيرا إلى أن روسيا ربما كانت وراءه، وهو ما حاولت المتحدثة باسم الأبيض سارة ساندرز تجنبه.
وتورد الصحيفة نقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز"، قولها إن البيت الأبيض عبر عن غضبه من تصريحات تيلرسون، التي أظهرت المسؤولين متسامحين مع موسكو، مستدركة بأن مسؤولي الإدارة البارزين قالوا إن عزله مرتبط بالمحادثات القادمة في أيار/ مايو بين ترامب وكيم.
ويرى سميث أن "طريقة إدارة تيلرسون بصفته مديرا تنفيذيا لم تناسب وزارة الخارجية، وأدت إلى تراجع تأثيرها وتهميشها خلال العام الماضي، حيث يأتي عزل تيلرسون بعد سلسلة من رحيل مسؤولين في الإدارة كان آخرها مسؤول موظفي البيت الأبيض السابق روب بورتر، ومديرة الاتصالات هوب هيكس، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية غاري كوهين".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى تعليق زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، قائلة: "أيا ذهب خليفة تيلرسون للقاء القادة الأجانب فإن مصداقيته ستتلاشى، كونه قد يكون اليوم هنا ويذهب غدا".
ماذا يعكس التوجه لإلغاء منصب المبعوث الخاص لدول التحالف؟
إنترسبت: تفاصيل انقلاب كوشنر على قطر وبناية مانهاتن
ديلي بيست: هل تعد محاكمة ترامب لمقاتلي "الدولة" قانونية؟