فاجأ
تنظيم الدولة الجميع بمهاجمة قوات النظام في بادية الميادين، وقتله
أكثر من 25 عنصرا لقوات النظام، وأسفر الهجوم عن سيطرة التنظيم على محطة t2 النفطيّة في بادية
دير الزور الجنوبيّة.
وأفاد الإعلامي وسام العربي لـ"عربي21"، أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوّات سورية الديمقراطيّة وتنظيم الدولة على
أطراف بلدة هجين، وتأتي المعارك والمناوشات الأخيرة بعد فترة هدوء نسبي شهدته
المنطقة.
ويدلل ما سبق أنّ إعلان الرّوس نهاية تنظيم الدولة والقضاء عليه غير دقيق،
وهذا ما يؤكده رئيس مجلس محافظة دير الزور (الثوري) الدكتور أنس الفتيح لـ"
عربي21"
بقوله: "داعش لم تختفِ، فهي بعد المعارك العنيفة ضدها وانهيارها في دير الزور
والبوكمال بقيت لها جيوب في البوكمال وبادية دير الزور".
وتثار شكوك كبيرة حول بقاء التنظيم في بعض الجيوب، وقدرتها على شنّ عمليّات
عسكريّة، رغم كلّ ما تعرّضت له.
وقال الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، إن تنظيم الدولة "شركة مساهمة،
لكل القوى المساهمة فيها".
وأوضح رحال لـ"
عربي21" أن تزامن التحركات الأمريكيّة بأطراف دير
الزور والميادين مع هجوم التنظيم يطرح سؤالا عن العلاقة بين الطرفين، متسائلا: "هل
هناك أوامر استخباراتيّة؟".
وفي السّياق ذاته، يؤكد الفتيح أنّ ما يجري الآن يكشف لماذا أُجّلت المعارك
ضد تنظيم الدولة، رغم أنّه كان بالإمكان إنهاؤها خلال أيّام.
وقال إن من الأسباب الرئيسة لبقاء "داعش الحاجة لها لرسم خارطة السّيطرة
العسكريّة، وهذا ما يرجح بقاءها بالفترة القادمة؛ لأنّ من مصلحة الجميع استثمارها واستخدامها
فزاعة للتدخل في سوريا".
ويرى العميد رحال أنَّ الصّدام قادم لسببين؛ الأوّل يتعلّق بالسّلّة
الاقتصاديّة في الشّرق السوري، والمتمثّلة بالنّفط والغاز والثّروة الزّراعيّة، والثّاني بإيران، فأمريكا لن تسمح باستمرار الطّريق مفتوحا بين بغداد ودمشق.
ويستبعد كثيرون حدوث مواجهة مباشرة بين النّظام وقسد، ومن هؤلاء الدكتور
الفتيح الذي يرى صعوبة الاقتتال بينهما في الوقت الحالي، لكن لا يستبعده مستقبلا.
وسبق أن أرسلت الولايات المتحدة رسائل للروس كي لا يتجاوزوا حدودهم، ومنها
إسقاط طائرة للنظام عند طرد التنظيم من الرقة، وتدمير رتل كامل عندما اقترب من
مناطق تواجد قوات سوريا الديمقراطية شرقي نهر الفرات، ومؤخرا قتل المئات بينهم
أكثر من 100 مرتزق روسي وفق العديد من التقارير الغربية.
ويرى مراقبون أن تحشيدات النظام وقسد تمثل جسّا للنبض، وتقتصر الحرب
حاليا على محاولات كسب الشارع، لا سيما أنّ العشيرة الواحدة منقسمة على نفسها في
مجتمع دير الزّور العشائري لأسباب كثيرة.