نشرت صحيفة "التايمز" مقالا للمعلق روجر بويز، تحت عنوان "تهديد ترامب لإيران يعرض الشرق الأوسط للخطر"، يقول فيه إن مستشاري الرئيس المتشددين يلعبون في النار، في إطار السعي للتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية.
ويبدأ الكاتب مقاله بالقول إن إسرائيل كشفت عن سر قديم، وهو تدميرها المفاعل النووي السوري عام 2007، مشيرا إلى أن سبب هذا الإعلان هو تهديد إيران بأن خيار الضربة العسكرية لا يزال مطروحا على الطاولة، في حال لم تقدم طهران بعض التنازلات لترامب.
ويشير بويز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران، لا يزال ساري المفعول، إلا أنه يتنفس بصعوبة، فالاتفاق النووي، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا مع إيران، ليس ميتا بعد، بل إنه ينتفس بصعوبة، حيث ينتظر أن يوقع على تجديده ترامب في 12 أيار/ مايو، أو الانسحاب منه، وفرض عقوبات جديدة، حيث أن ترامب حشد دعم ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي لتقديم مقترحات لتعديله، وإلا انسحب منه".
ويستدرك الكاتب بأن "الكثير من الدبلوماسيين خائفون، فعلى إسرائيل البحث عن طرق لردع إيران في حال أصبح في يد الحرس الثوري الإيراني قنبلة نووية، وعلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشكل قاطع مؤكدا أن بلاده ستعمل على بناء قنبلة نووية في حال حققت إيران مشروعها النووي، وتحاول دول الاتحاد الأوروبي الثلاث البحث عن اتفاق جانبي يمكن أن يتصدى للمشكلة المتعلقة بالمفتشين ودخولهم إلى المنشآت العسكرية الإيرانية، أو حتى البحث عن إطار جديد، تكون فيه جاهزة بعد انتهاء مفعول الاتفاقية في العشرينيات من القرن الحالي".
ويلفت بويز إلى أن "بريطانيا تتساءل ما إن كان عليها أن تختار بين الوقوف إلى جانب الأوروبيين الداعمين للاتفاق النووي، أو الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة".
ويجد الكاتب أن "تعيين مدير المخابرات الأمريكية مايك بومبيو في منصب وزير الخارجية، واختيار جون بولتون مستشارا للأمن القومي يشيران إلى أن ترامب يحضر لمواجهة مع إيران، بصفتها الهدف القادم في السياسة الخارجية، حيث وصف بومبيو الاتفاقية مع إيران بالكارثة، فيما قال الدبلوماسي السابق في إدارة جورج دبليو بوش بولتون بأنه (لم يدعم حربا لم يكن يحبها)، وكلاهما سياسيان متشددان، ما يعني أن المشكلات بدأت تتخمر للملالي في إيران".
ويتساءل بويز إن كان ترامب يبالغ في الحديث عن الحرب حتى يكون لديه النفوذ أم أنه يسير في الحقيقة نحو المواجهة، ويعلق قائلا إن "هذا هو اللغز في قلب سياسته الخارجية، وفيما إن كان هناك احتمال لحرب تجارية مع الصين، أم أنه يحاول استفزاز كيم جونغ- أون من خلال الحديث بلغة (الصخب والعنف)".
ويقول الكاتب: "ربما كان ترامب شخصا يصنع العقود، ويفضل أن يخيف الناس، ويدفعهم إلى الانسحاب، إلا أنه عاجلا أم آجلا سيوقع نفسه في مصيدة استخدام القوة ضد عدو، فهو يعتقد أن أي شيء يمكن تحصيله من إيران دبلوماسيا ليس ناجحا، طالما لم يتم تفكيك المنشآت المشتبه بها كلها".
ويرى بويز أن "ترامب لن يستطيع الحصول على هذا من خلال المفاوضات الصعبة، وحتى لو حصل على هذا فإنه يريد إنهاء النشاطات الإيرانية الخبيثة كلها، مثل برامج إنتاج الصواريخ الباليستية، ومصانع الأسلحة في لبنان، ونقل الصواريخ للمتمردين الحوثينن في اليمن، التي تستهدف القوارب الأمريكية في الخليج".
وينوه الكاتب إلى أن "إدارة باراك أوباما تسامحت مع طموحات إيران لتصبح القوة الإقليمية في المنطقة؛ لأنها كانت حريصة على ترك إرث دبلوماسي، ولهذا اقتصرت مراقبة السلوك الإيراني على شيء واحد، وهو مصادقة مفتشي وكالة الطاقة الذرية على أن طهران لا تزال ملتزمة ببنود الاتفاقية والقيود المفروضة على برنامجها النووي".
ويعتقد بويز أن "هذا ليس كافيا، وترامب محق في مطالبه بقيود جديدة، إلا أنه مقيد باتفاق وقعت عليه أطراف عدة، ويحمل وعود لبرلة النظام الإيراني، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن هنا فإن خبراء السياسة الخارجية يخشون من وصول بولتون لمجلس الأمن القومي، بشكل يدفع ترامب في الاتجاه الخاطئ، وهذا يعني أن الولايات المتحدة لن تقف أمام أي محاولة لتدمير البرنامج الإيراني في حال رفض طهران فتح منشآتها العسكرية ووقف نشاطاتها التخريبية في المنطقة، خاصة أن عملية (خارج الصندوق) تمت بالتعاون مع الولايات المتحدة".
ويذهب الكاتب إلى أنه "بعيدا عن ملامح التشابه في العملية الإسرائيلية في سوريا ومحاولة تقليدها، فإن إيران بعيدة عن إسرائيل".
ويتساءل بويز عن الرسالة التي ترسلها الإدارة الأمريكية إلى كوريا الشمالية، التي تفكر في تخفيف برنامجها النووي، ويجيب قائلا إن "تفكير البيت الأبيض يقوم على أن توجيه ضربة عسكرية محدودة ضد إيران قد يدفع كيم جونغ- أون لتعديل موقفه، أي أن عملية عسكرية في منطقة قد تتحول إلى نفوذ في مكان آخر، حيث كتب بولتون داعما العمل العسكري في كلا البلدين".
ورغم دعم الكاتب لاستراتيجية مترابطة، إلا أنه يرى الوضع الحالي خطيرا، ويجمع حالتين مختلفتين، وفيه دعوة للفوضى.
ويختم بويز مقاله بالقول إن "هناك دائما مساحة للتعامل مع الديكتاتوريات من خلال الإرضاء والتهديد بالحرب، إلا أن المجال يتقلص عندما تصبح لدى الطاغية قدرات ذات تهديد وجودي، وبالنسبة لترامب فيجب العمل مع الصين لنزع فتيل الأزمة مع كيم، لا افتعال حرب مع إيران".
بوليتكو: لماذا يتحالف ترامب مع أحد عتاة المحافظين الجدد؟
نيويوركر: ما تأثير وجود الصقور في البيت الأبيض على إيران؟
ميدل إيست آي: هذه خطة بومبيو لتدمير الاتفاق الإيراني