اتهم أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف القذافي، عددا من الجماعات ومنهم إخوان ليبيا، بمحاولة اغتيال "سيف" عدة مرات؛ للتخلص منه، ولمنعه من الظهور مجددا في المشهد السياسي.
وقال بوراس إن "عددا من الجماعات ومنهم جماعة الإخوان وتنظيم "داعش" و"مليشيات" مسلحة، إضافة إلى دولة قطر وبعض الدول المعاونة، حاولوا اغتيال سيف القذافي"، وفق زعمه.
وأشار إلى أن "تلك الجماعات هاجمت سيف منذ أن كان مسجونا، ولم يرحبوا بقرار الإفراج عنه، وأن "محاولات الاغتيال دُبرت بواسطة "مليشيات" يرأسها أسامة جوالي وعماد الطرابلسي، المسيطرين على بعض الجماعات في منطقة زليتن (غرب ليبيا)، بحسب حواره مع راديو "فرنسا الدولي".
دلالة الهجوم
وطرح الهجوم في هذا التوقيت عدة تكهنات حول دلالته، وهل له علاقة بالتنافس في الانتخابات المنتظرة، أم هو استكمال لحملة الهجوم على إخوان ليبيا، والتي قامت بها عدة أطراف من قبل؟ وهل بدأت معركة تكسير العظام بين المتنافسين في المشهد السياسي الليبي؟
من جهته، قال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، إن "هذه الاتهامات تسير ضمن الترتيبات التي يقدم فيها سيف القذافي نفسه مرشحا للانتخابات المزمع إجراؤها، وهذا ما دأب عليه خصوم الإخوان عند خوض أي انتخابات تشهدها البلاد".
وأضاف لـ"عربي21"، أنه "بدلا من طرح برنامجا انتخابيا لرفع معاناة الوطن، يلجأ هؤلاء إلى اتهام "الإسلاميين" بتدهور الحالة السياسية، وكون الإسلاميين يرفضون مشاركة "سيف" في أي تسوية سياسية، فهم يتكئون على موانع قانونية تحول بينه وبين مشاركته"، كما قال.
"تموضع" جديد
وأكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أن "الأمر كله متعلق بمعركة الانتخابات القادمة، لكن بخصوص إخوان ليبيا فهم قد فشلوا في عمل أي تحالفات خلال السنوات الست الماضية، وهم في خصومة مع كثير من التيارات وليس "سيف" فقط".
وحول هدف التصريحات الآن، قال عمر لـ"عربي21": "الهدف هو إعادة "تموضع" من قبل "سيف" واصطفاف مع فريق ضد الإخوان وقطر، كون الحل الممكن أمام نجل القذافي حال ترشحه أن يكون في الإطار الإقليمي الممثل في الإمارات ومصر ومحاولة استرضاء الجزائر".
وتابع: "سيف لا يصنع عداوات حاليا بقدر ما يحاول عرض نفسه والبحث عن "تموضع" جديد له في الإطار والمسار الدولي والإقليمي"، وفق تقديراته.
دعاية سياسية
وأشار الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، إلى أن "هذه التصريحات لا قيمة لها، ولا يمكن اعتبارها إلا ضمن "الهرطقة" السياسية، ولا أعتقد أنها تحتاج لرد من قبل المتهمين بها، أما بالنسبة للمعركة الانتخابية القاسية فقد بدأت بواجهة الحراك على الدستور".
واستبعد خلال تصريحه لـ"عربي21"، أن "يكون الربط بين قطر والإخوان هدفه التقرب إلى تيار معين حاليا، فالأمر لا يعدو عن كونه انجرارا خلف الدعاية السياسية المناوئة لهذا المحور"، حسب قوله.
لكن الناشط السياسي الليبي، خالد السكران، وصف الأمر بأنه "معركة تكسير العظام بين المرشحين وأيضا بين الدول"، مضيفا لـ"عربي21": ولا أعتقد أن ترشح سيف هو سبب أي محاولة اغتيال، وإنما بسبب ما يملكه الأخير من أسرار"، حسب كلامه.
رد "باهت"
المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، رأى من جانبه أن "رد الإخوان على تصريحات سيف حال حدوثها ستكون "باهتة"، بل ربما تخدم "جماعة سيف" والتي تتحدث وكأن ماضيها مشرق، لكن الرأي الشعبي في إخوان ليبيا محسوم؛ كونهم غير مرغوب فيهم الآن"، وفق قوله.
وتابع: "أعتقد أن الاتهامات هي خطاب لأجل استفزاز الإخوان، لكن من يلقي بالتهم جزافا دون أدلة قاطعة، قد تدخله السجن أو تعرضه للعقاب، حسب القانون الليبي، هو أجهل من يكون على مستوى التحدث نيابة عن "سيف"، حسب وصفه.
مزيد من التهم
وقال الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، إن "مثل هذه التصريحات وغيرها تدخل في إطار حملات تشويه بين كافة الأطراف التي تسعى إلى حكم ليبيا، ولا شك أن هناك حملة ضد من هم مرتبطون بجماعة الإخوان".
وتوقع خلال تصريح لـ"عربي21"، أن "تشهد المرحلة الحالية معارك سياسية؛ من أجل إحكام القبضة من قبل هذه الأطراف المتصارعة على مسارات الحلول المقترحة لتطويعها لمصلحتها، وسنشهد المزيد من التهم والمزايدات"، حسب رأيه.
ساركوزي يتعهد بسحق "عصابة القذافي" بعد اتهامات "التمويل"
قذاف الدم: قدمنا دعما ماليا لساركوزي والأمر لا يمكن نكرانه
دفاع ساركوزي يطلب وقف المراقبة القضائية المفروضة عليه