استعرضت كاتبة
إسرائيلية بارزة، بعضا من
المجازر الإسرائيلية التي تعرض لها سكان قطاع
غزة في "سجنهم الكبير" على
يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن "إسرائيل تجاوزت شرها المعياري".
توثيق المجازر
وأكدت الكاتبة المختصة بالشؤون العربية في
تقرير لها اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية، عميرة هاس، أن "إسرائيل
تكشف عن شرها في قطاع غزة".
ونوهت إلى أن هذا "لا يعني الانتقاص
من شرها المتعمد والعرضي الذي يميز سياستها تجاه بقية الفلسطينيين في إسرائيل
والضفة الغربية والقدس، أو حتى التقليل من فظائع عمليات الانتقام، التي ارتكبتها
في الضفة الغربية، والهجمات على المدنيين في لبنان".
وقالت بيري: "في غزة على وجه الخصوص،
الجنود، الضباط، المسؤولون والإسرائيليون يستخرجون من دواخلهم صفات وسلوكيات، تعرف
في أي سياق آخر بأنها سادية وجنائية".
ورأت أن المكان هنا يكفي للتذكير بأربع
"رسائل" فقط، وأشارت هاس، إلى "مجزرتين ارتكبهما جنود إسرائيليون
ضد سكان غزة أثناء حملة سيناء (العدوان الثلاثي)، على الرغم من توثيقهما".
وفي تقرير لمدير الأونروا، المقدم إلى
الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير 1957، ذكر أنه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر،
ومع احتلال مدينة خان يونس
قتل الجنود الإسرائيليين 275 فلسطينيا، وفي 12 تشرين
الثاني/نوفمبر، (عندما توقف القتال)، قتل الجنود في رفح 103 فلسطينيين لاجئين، وسبعة
من السكان المحليين ومواطن مصري.
ولفتت بيري إلى أن الجثث المتناثرة في
الشوارع، وإيقاف الناس أمام الجدران وإطلاق النار عليهم، وأناس يركضون وأيديهم
مرفوعة، ومن خلفهم جنود يوجهون إليهم البنادق، ورؤوس مهشمة؛ كل ذلك تم توثيقه في
كتاب رسوم كاريكاتيري للصحفي المحقق جو ساكو.
أكبر سجن
وفي عام 1982، استذكر الصحفي مارك جيفن من
صحيفة "عل همشمار" فترة خدمته العسكرية في عام 1956، وتلك الرؤوس
المهشمة والجثث المتناثرة في خانيونس، وفق ما ورد في تقرير نشر في"هآرتس"
بتاريخ 5 شباط/فبراير 2010.
في حين كتب الباحث يزهار بئير، أنه منذ
الأشهر الأولى لاحتلال غزة عام 1967، "تم اتخاذ خطوات عملية لتخفيف عدد السكان
في القطاع ، وفي شباط/فبراير 1968، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ليفي أشكول،
تعيين عادة سراني، رئيسة لمشروع الهجرة".
وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية "هاس"، أن مهمة
سراني، تمثلت في "إيجاد دول مستهدفة والتشجيع على الهجرة إليها، دون أن يتم
الشعور ببصمات الحكومة الإسرائيلية، وقد اختيرت سراني لهذا المنصب، بسبب علاقاتها
مع إيطاليا وخبرتها في تنظيم الهجرة غير الشرعية".
كما ذكر الكاتب بئير، أنه خلال أحد
اللقاءات سأل أشكول سراني بقلق: "كم عربيا أرسلت حتى الآن؟ فردت سراني: يوجد
في غزة 40 ألف أسرة لاجئة، إذا تم تخصيص ألف ليرة لكل أسرة، فمن الممكن حل المشكلة".
وتوجهت سراني بالسؤال إلى أشكول: "هل
توافق على إنهاء قضية القطاع مقابل أربعين مليون ليرة؟"، فردت بنفسها
وقالت: "أعتقد أنه سعر معقول جدا"، وفق ما أوردته هاس في تقريرها.
بدون تردد
وفي عام 1991، "بدأت إسرائيل عملية
سجن جميع سكان قطاع غزة بشكل عملي، في أيلول/سبتمبر 2007، قررت حكومة إيهود أولمرت
فرض حصار شامل، بما في ذلك فرض قيود على الغذاء والمواد الخام وحظر التصدير".
كما قام المسؤولون في مكتب منسق أعمال
الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة بحسب هاس، بمساعدة وزارة
الصحة، بـ"حساب السعرات الحرارية اللازمة يوميا، حتى لا يصل المحتجزون في
أكبر سجن في العالم (سكان قطاع غزة)، إلى الخط الأحمر لسوء التغذية".
في الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008،
تم "شحذ المعايير الإسرائيلية للقتل"، وفق الكاتبة، حيث قتل الأطفال
وعائلات فلسطينية بأكملها وكبار سن من النساء والرجال، حتى الفرق الموسيقية لم تنج من أدوات القتل الإسرائيلية.
وبعبارة أخرى، أشارت هاس، إلى أن
"الإسرائيليين خضعوا تدريجيا لعملية تحصين من التداعيات التاريخية، ولذلك فلا
عجب في أنهم يبررون، بدون أي تردد، إطلاق النار القاتلة على المتظاهرين العزل، وأن
الآباء والأمهات يفخرن بأبنائهن الجنود، الذين أطلقوا النار على ظهور المتظاهرين".
وقتلت إسرائيل 16 فلسطينا وجرحت نحو 1500
آخرين في قطاع غزة من بينهم أكثر من 800 بالرصاص الحي، في حين زعم الاحتلال احتجاز
جثامين شهيدين من غزة، ليرتفع بذلك عدد
شهداء
مسيرة العودة إلى 18 شهيدا.
وانطلقت فعاليات مسيرة العودة الشعبية
السلمية يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وتستمر حتى 15 أيار/ مايو
المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.