نشر موقع "فوكس" الإخباري تقريرا للكاتب أندرو بروكب، يتساءل فيه عن التحرك القادم للمحقق الخاص روبرت مولر، وكيف سيسير مسار تحقيقاته بعد سلسلة من التطورات الغريبة، ويرى أن هناك تسعة خيارات ممكنة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن فريق مولر لم يتحدث للإعلام، ولا يقوم، على ما يبدو، بالتسريب للإعلام عما يجري، مستدركا بأن الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم يقومون بتسريب الكثير، بناء على التقارير التي ظهرت في الأشهر الأخيرة.
ويجد بروكب أن القصص التي نشرت تشير إلى عدد من الاحتمالات المثيرة، حيث سأل المحققون في الفترة الماضية حول رسائل إلكترونية مسربة، وانتقال أموال أجنبية، وعمليات ترامب الرقمية، ومعاملات روسيا التجارية مع روسيا، ودور مايكل كوهين فيها، ولقاءات سرية في سيشل، ومعاملات جارد كوشنر المالية في الخارج، مشيرا إلى أن مولر لا يزال يحقق مع رئيس حملة دونالد ترامب، بول مانفورت، الذي وجه إليه 23 اتهاما.
ويفيد الموقع بأن "ثلاثة من مساعدي ترامب وافقوا على التعاون مع التحقيق، مع أننا لم نر نتائج التعاون، وعلمنا قبل فترة أن جورج نادر، مستشار ولي عهد أبو ظبي، قدم شهادة لفريق تحقيق مولر، وينتظر صدور تقرير فيما إن كان ترامب قد عرقل مسار العدالة".
ويذهب التقرير إلى أنه "من غير المعلوم إن كان مسار التحقيقات سيقود إلى اتهامات، ومن المحتمل أن الكثير منها، وربما أغلبها، لن يقود إلى ذلك، ومن المؤكد أن يقود البعض منها إلى اتهامات".
ويقدم الكاتب بناء على هذا، هذه الاحتمالات أمام تحقيقات مولر:
- الاحتمال الأول: القرصنة على رسائل البريد الإلكتروني وتسريبها، وهي المتعلقة بالقرصنة على حساب جون بوديستا، واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، التي تم تسريبها في أثناء الحملة الرئاسية عام 2016، ويقال إن مولر يشرف على التحقيق بنفسه، وكشف موقع "ديلي بيست" عن أن المحققين حددوا ضابط استخبارات روسيا وراء عملية "غوسيفر 2.0"، وقالوا إنه الشخص الذي يقف وراء عملية الاختراق.
ويعلق بروكب قائلا: "الاتهامات واردة جدا لكن ضد من؟ شخصيات روسية متورطة في القرصنة، وهناك مؤسس (ويكيليكس) جوليان أسانج، الذي قام بنشر رسائل البريد الإلكتروني، وهناك سؤال حول كيفية وصولها إلى أسانج، وفيما إن تعاون مسؤولون في حملة دونالد ترامب على تسريبها، حيث كان روجر ستون، وهو أحد مستشاري ترامب، على صلة مع الضابط الروسي، وقال مساعد الحملة السابق سام ننبيرغ، الذي دعي أمام لجنة محلفين: (يريدون مني الشهادة ضد ستون)".
- الاحتمال الثاني: تعاملات ترامب المالية مع روسيا والدول الأخرى، ففي منتصف آذار/ مارس أرسل مولر لمنظمة ترامب أمرا قضائيا، يطلب منها تقديم وثائق "تتعلق بروسيا وغيرها من المواضيع التي يقوم بالتحقيق فيها"، وهي آخر دليل على تعرض ترامب للتدقيق.
وأشار موقع "ماكلاتشي" إلى أن محققي مولر جاءوا دون إنذار إلى منزل شريك تجاري لترامب، وقاموا بالتحقيق معه/ معها بشأن تعاملات مالية في الخارج، وجاءت التحقيقات في بداية نيسان/ أبريل، قبل أيام من مداهمة منزل ومكتب محامي ترامب الشخصي مايكل كوهين.
ويلفت الموقع إلى أن من بين الأشياء التي كان يعمل عليها كوهين هي خطة لبناء برج ترامب في موسكو، وطلب من المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة، وكان يتابع نشاطات منظمة ترامب في كل من جورجيا وكازاخستان.
- الاحتمال الثالث: المال الروسي وتدخله في السياسة، حيث كشف تحقيقان مثيران للدهشة في كل من شبكة "سي أن أن" وصحيفة "نيويورك تايمز" عن قيام فريق ترامب بالتحقيق في نشاطات ثريين روسيين زارا الولايات المتحدة، وبحسب "سي أن أن"، فإن المحققين سألوا الثريين إنا كانا أدخلا أموالا روسية، وبطريقة غير قانونية، مباشرة أو غير مباشرة، لحملة ترامب الرئاسية.
- الاحتمال الرابع: لقاء سيشل والأموال الإماراتية، فالتحقيق الروسي انحرف بطريقة مفاجئة هذا العام، بعد سلسلة من التقارير التي أشارت إلى أنه يركز على الإمارات العربية المتحدة، حيث تم التحقيق مع نادر بعد وصوله إلى مطار دالاس في كانون الثاني/ يناير، ومنح نادر الحصانة مقابل التعاون في تقديم شهادة، وضغط فريق مولر عليه للكشف فيما إن حاولت الإمارات العربية المتحدة شراء دعم سياسي من خلال تحويل أموال لحملة ترامب.
ويذكر التقرير أن هناك صلة روسية، حيث رتّب نادر وولي عهد أبو ظبي اجتماعا سريا في كانون الثاني/ يناير 2017، بين رئيس شركة تعهدات أمنية، وهو إريك برينس، ورجل الأعمال الروسي كيرل ديمتريف في جزيرة سيشل، حيث كان يؤمل من خلاله فتح قناة اتصال مع ترامب وبوتين.
- الاحتمال الخامس: عمليات حملة ترامب الرقمية، فمن الوثائق المتوفرة عن جهود روسيا الإلكترونية لتقوية حملة ترامب، هناك عدة أسئلة عن تعاون حملة ترامب الإلكترونية مع الروس، ووجه مولر اتهامات لـ 13 روسيا، منهم 3 شركات لها علاقة بجهود دعائية، والتدخل في انتخابات 2016 الأمريكية.
ويورد الكاتب نقلا عن مصادر، قولها إن مولر طلب من الشركة المثيرة للجدل "كامبريدج أنالتيكا" توفير رسائل إلكترونية عن الموظفين الذين عملوا في حملة ترامب.
- الاحتمال السادس: ملف ستيل وما ورد فيه من مزاعم، وأهم ما فيه هو ضعف ترامب أمام الابتزازات الجنسية من الحكومة الروسية، وأن حملته تآمرت للقرصنة على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي.
- الاحتمال السابع: إدانة ممكنة لبول مانفورت، الذي وجهت له 23 تهمة بالتآمر، وغسل الأموال، وتقديم بيانات خاطئة، وتزوير بنكي.
- الاحتمال الثامن: معاملات جارد كوشنر والسياسة الخارجية، هناك أسئلة عدة حول إمكانية خلط كوشنر بين المصالح المالية للعائلة وقضايا تتعلق بالسياسة الخارجية.
- الاحتمال التاسع: عرقلة ترامب للعدالة ومقابلته للجنة التحقيق، ومن المعلوم أن مولر يقوم بالتحقيق فيما إن كان ترامب قد عرقل مسار العدالة، من خلال حث مكتب التحقيقات الفيدرالية "أف بي آي" على عدم التحقيق مع مستشاره القومي الأول مايكل فلين وعزله جيمس كومي، أو الضغط على وزير العدل جيف سيسشنز لعدم استبعاد نفسه من التحقيق.
مجلة "تايم": ترامب وحيدا في وجه العاصفة.. لماذا؟
وول ستريت: أمريكا تحث الحلفاء لدعم توجيه ضربة ضد سوريا
ذا أتلانتك: ما هو المنطق الذي يفسّر وحشية الأسد؟