نشر موقع "إي إس بي إن" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن إعلان لاعب وسط الميدان المخضرم أندريس إنييستا عن رحيله من نادي
برشلونة في نهاية الموسم الحالي، معتبرا أنه قد قدم كل مهاراته ولن يستطيع تقديم المزيد، وأنه يريد إنهاء مسيرته وهو في القمة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن اللاعب أندريس إنييستا سيغادر برشلونة في 20 أيار/ مايو، أي بعد مرور 22 سنة في ملعب الكامب نو. وقد أفصح اللاعب عن هذا القرار في مؤتمر صحفي بدا فيه شديد التأثر بمغادرة ناديه برشلونة.
وعلى الرغم من أن حالة إنييستا النفسية، أثناء إعلانه عن قرار مغادرة فريقه، كانت صعبة جدا وبدا عليه الحزن الشديد، إلا أنه صرح بأنه يشعر بالسلام الداخلي. لقد تقبل من كان حوله قراره، مؤكدين أن "لديه الحق في اختيار ما يريد، ومتى يكون ذلك"، وهي عبارة ترددت كثيرا مؤخرا ولكنها لا تعني أن الجميع راض عن مغادرته البلوغرانا.
وأورد الموقع أنه بعد نهاية بطولة كأس ملك إسبانيا في نهاية الأسبوع الماضي، صدر في بعض العناوين "لا تعتزل إنييستا"، إلا أن إنييستا يريد أن يعتزل وهو بهذا الأداء. لم يكن يريد أن يتمهل، لم يكن يريد توديع محبيه من مقعد البدلاء أو أن يشعر بأنه لم يعد له فائدة.
وحيال هذا القرار، قال إنييستا: "لو كنت أتخيل طريقة لإنهاء فترة تواجدي هنا، لكان الأمر على هذا النحو، أن أشعر بالارتياح، وأنا في أوج عطائي، مع فرصة للفوز بالألقاب وتذكر المشاعر الإيجابية التي مررت بها طوال العام".
ونقل الموقع تصريحا آخر أدلى به إنييستا أقر فيه: "إنه يوم صعب للغاية بالنسبة لي، لأنني أمضيت حياتي كلها هنا، إنه لمن الصعب أن أقول وداعا لبيتي. لكنني أفهم أن هذه هي طبيعة الأمور، والحياة، والقانون الطبيعي. إن ما ينتظرنا صعب. لن أسمح لنفسي بالمرور بوضع غير مريح في النادي الذي أعطاني كل شيء، لن أستحق ذلك ولا النادي، ولن أشعر بالسعادة إذا لم أعط النادي أفضل ما عندي".
وذكر الموقع أن اللاعب إنييستا قد شعر بأنه لن يتمكن من تقديم الأفضل في الوقت القريب، لذلك قرر المغادرة وهو راض عن أدائه. وفي هذا السياق، أكد إنييستا: "آمل أن أُذكر على أنني لاعب جيد وشخص رائع". كما قال عنه بيب غوارديولا ذات مرة: "أندريس لا يصبغ شعره، ولا يرتدي الأقراط ولا يضع أي وشم. وهذا يجعله غير جذاب للإعلام، لكنه يبقى الأفضل".
وبين الموقع أن مظهر إنييستا كان من المفترض أن يقلل من تقدير الناس له، إلا أنه جعله في النهاية أكثر شعبية، لأنه لم يكن يتصنع أو يتظاهر. وفي الواقع، إن فشله في إظهار التميز جعله متميزا، ولقد جعلته "طبيعته" متفردا عن غيره من اللاعبين.
وأورد الموقع أن زين الدين زيدان لم يمض الكثير من الوقت مع إنييستا، إلا أن ما كان بينهما كان كافيا ليعرف أن ذلك اللاعب رائع. وفي هذا الصدد، قال زيدان: "لا يعني هذا أنه جذاب، ولكنه في الحقيقة أقرب "للطيبة""، مضيفا: "إنه متحفظ ولكنه يظهر نفسه على الملعب".
ونقل الموقع عن سيرخيو
راموس قوله مساء الأربعاء في ميونيخ، أن إنييستا "إذا كان يلقب "بأدريسينهو" لكان قد فاز بجائزة الكرة الذهبية". ربما ما قاله لم يكن صحيحا، ولكن المشاعر التي دفعته إلى قول ذلك كانت حقيقية. وبالنظر إلى المكان والزمان اللذين صرح فيهما بذلك، فقد كان لتصريحه معنى. في سياق متصل، عبّر موقع "فرانس فوتبول" عن اعتذاره لأن إنييستا لم يفز بأي جائزة من جوائزه. ثم تهاطلت الرسائل يوم الجمعة من اللاعبين في كل ناد، ليعبروا عن امتنانهم وتقديرهم لإنييستا.
وذكر الموقع أن غوارديولا قدم شكره، يوم الجمعة الماضي، لأفضل لاعب رآه على الإطلاق، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يتعلم اللاعبون من المدربين، لكن ليس في حالة إنييستا، لأن العكس حدث. وقال غوارديولا: "قد لا يسعني الكلام لوصفه، ولكن أكثر شيء رسخ في ذهني هي متعة رؤيته يتدرب، وكيف كان كل شيء يسيرا بين يديه. أعتقد أن أكثر ما يثير الإعجاب في إنييستا هو كيف يمارس
كرة القدم بشكل طبيعي، وهي من الأمور الصعبة التي يندر رؤيتها في لاعب كرة قدم".