أكد المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين، يوسف ندا، أنه لا مانع لديهم من التحاور مع رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، قائلا:" الله خاطب وحاور إبليس، وحتى لو كان السيسي إبليس لماذا لا نحاوره؟ ونحن مستعدون لمحاورة الشياطين كلها".
ودعا -في مقابلة له مع فضائية "الجزيرة مباشر"، مساء الأربعاء- جماعة الإخوان إلى "مطالبة الرئيس المنتخب محمد مرسي بالتنازل عن شرعيته لحل الأزمة، لكي تبدأ مرحلة جديدة من الشرعية بانتخابات حرة لا تكون انتخابات سيسية".
وهاجم عبدالفتاح السيسي، قائلا إنه "إنسان ضحل لا يفقه شيئا، ولا يملك إلا الخيانة، ويطعن الناس
في ظهرهم، ومن يقف في طريقه يقوم بقتله، وقتل زملاءه بالفعل، وبالرغم من ذلك أنا مستعد أتناقش وأتحاور معه".
وذكر أن "مرسي جزء من حل الأزمة السياسية بمصر، وإذا كانت مصلحة البلد تقتضي تنازله، فيمكن أن يتم البناء على تنازله شيء، وإذا لم يتنازل فالحق الشرعي والقانوني والأخلاقي عنده"، مشدّدا على أن "أهم شيء في الشرعية هم المعتقلون السياسيين في السجون، ثم الرئيس مرسي".
وأوضح "ندا" أن حديثه يمثل شخصه، ولا يمثل جماعة الإخوان التي لها متحدثان رسميان باسمها، مشيرا إلى أنه لم يعرض دعوته الخاصة بالتنازل عن شرعية "مرسي" على جماعة الإخوان.
وحول رسالته التي وجهها إلى الفريق المعتقل سامي عنان بشأن شروط الإخوان لدعمه في انتخابات الرئاسة قبيل إجراء الانتخابات، قال: "كان مطلوب مني طرح وجهة نظر معتدلة يمكنني من خلالها إقناع الإخوان بها، وتحدثت مع قيادات بالجماعة، فقالوا لو عملا فرديا افعل ما تشاء، ورفضوا أن يكون ذلك باسم الجماعة".
ورفض الإفصاح عن طبيعة التواصل بين عنان والإخوان، قائلا: "علاقات عنان كبيرة، ولا يزال معتقلا حتى الآن، ولا أريد التحدث بكلام يؤدي إلى إعدامه أو شنقه، وما قلته (في الرسالة) كلام يفتح الباب، وكان
هو -وغيره- مقتنع به، ونحن لدينا مبادئ شرعية: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".
وردا على مبادرة القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، قال إنه كان صديقا له، لكن مواقفه تجعله يتبرأ من صداقته؛ لأن من عاش بين الإخوان وتربى معهم ثم يتخلى عنهم ويذهب إلى أعدائهم، لا يمكنني مسامحته، أنا بيني وبينه ربي، ولا يتوقع من شخص مشى ذيلا أن يكون بمستوى الرأس".
وبسؤاله إذا ما كانت هناك اتصالات بين الإخوان والغرب بشأن الأزمة، أجاب: "بالفعل، حدثت مناقشات كثيرة، وحضرت عدة لقاءات ومؤتمرات مصغرة لا تزيد على 10 أشخاص، وتم استعراض حوادث كثيرة، لكني أنا لست في حل للحديث عن تفاصيلها، لأنها ما زالت مستمرة حتى الآن".
كما هاجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قائلا:" لي أصدقاء كُثر في الأسرة المالكة، ولم أجد فيمن عرفته في العائلة أسوأ منه، لكن هذا طفل ما زال في سن المراهقة، وأعماله كلها مراهقة، ونسأل الله أن يزيحه قبل أن يبدد مستقبل المملكة".
وعبّر عن خشيته أن تصل الأمور في مصر إلى ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، لافتا إلى أنه إذا نجت مصر نجا العالم العربي كله، وإذا انهارت انهار العالم العربي كله.
وكان المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين كشف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، جانبا من الاتصالات التي تلقاها من مسؤولين وشخصيات قريبة من سلطة الانقلاب العسكري بمصر، والتي كانت تهدف لمحاولة الوصول لحل ينهي الأزمة المصرية.
وأوضح مفوض العلاقات الدولية السابق في الإخوان المسلمين، والمقيم بمدينة لوغانو في جنوب سويسرا، أنه كان سيلعب دور الوسيط بين أطراف الأزمة (سلطة الانقلاب والرئيس محمد مرسي) وليس المُفاوض صاحب القرار، مشدّدا على أن القرار النهائي في الخروج من هذه الأزمة بيد الرئيس مرسي وقادة الإخوان المعتقلين.
وبسؤاله عن موقفه الشخصي حال عُرض عليه فكرة الوساطة مجددا لمحاولة إنهاء الأزمة، قال: "لا مانع لديّ بشرط أن يكون الأمر جديا وصادقا، وليس مجرد مناورة بشكل ما أو بآخر. وما دام ذلك سيجلب الخير لمصر وشعبها"، مُعبّرا عن قدرته على الإسهام في تحقيق مصالحة تاريخية تنهي الأزمة القائمة.
لماذا حرقت "أوقاف حفتر" كتب الإخوان في الشرق الليبي؟