باتت
الطائرات الورقية المشتعلة التي يطلقها المتظاهرون الفلسطينيون من قطاع غزة باتجاه
الحقول الزراعية الإسرائيلية في المستوطنات الجنوبية، حديث الساسة والعسكريين في
إسرائيل، في ظل الخسائر التي تلحق بالموسم الزراعي للمستوطنين من جهة، عقب إحراقها
لقرابة خمسة آلاف دونم زراعية، ومن جهة أخرى عجز الجيش والمخابرات عن إيجاد حلول
جذرية لها.
وذكر
موقع "واللا" العبري أن "الفلسطينيين يتسببون فعليا من خلال
إحراقهم للأحراش الزراعية الإسرائيلية بحالة من الغضب الكبيرة في الأوساط السياسية
والأمنية، عقب نجاحهم بالانتقال من الطائرات الورقية إلى البلالين الغازية
المعروفة باسم "الهيليوم"، ما يعني تطورا ميدانيا في هذه الأشكال".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "آلاف الدونمات الزراعية تم إحراقها
على طول الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية لقطاع غزة مع المستوطنات الإسرائيلية،
وتحديدا في مناطق: كفار عزة، نير عام، يعار بئيري، ما يتطلب استدعاء سريعا لقوات
الإطفاء التي تتنقل في جميع هذه التجمعات الاستيطانية، للسيطرة على الحرائق التي
تندلع على الفور".
صحيفة
إسرائيل اليوم نقلت في تقرير مطول ترجمته "عربي21" عن آيال حاجيبي
المسئول الأمني للتجمع الاستيطاني شعار هنيغيف أن "بلالين الغاز الجديدة
الهيليوم التي يستخدمها الفلسطينيون بعد الطائرات الورقية تكتسب خطورة أكثر لأنها
تطير مسافات بعيدة، وهناك خشية من أن تتسبب بإحراق مناطق تبعد عن الجدار، وتتجاوز
غلاف غزة".
فيما
ذكر يعكوب غاباي المسئول الأمني عن النقب الغربي أن "الطائرات الورقية تتزايد
خطورتها يوما بعد يوم، لأن الفلسطينيين يضيفون عليها تحسينات جديدة تجعل أضرارها
أكثر فتكا، وقد رأيت آخر مرة طائرة ورقية مذيلة بكيس فيه بنزين، لم أر مثلها من
قبل".
موقع
القناة السابعة التابعة للمستوطنين نقل عددا من ردود الفعل ترجمتها
"عربي21"، تركزت في أقوال موشيه كحلون وزير المالية الذي زار المنطقة
الجنوبية، وزعم أن "من يطلق الطائرات والبلالين من الفلسطينيين سيتم معاملته
كمن يطلق القذيفة الصاروخية، هذا إرهاب بكل معنى الكلمة، والمستوطنون في غلاف غزة
هم خط الدفاع الأول عن إسرائيل، ويجب تقويتهم ودعمهم".
فيما
قال عضو الكنيست حاييم يالين أحد سكان غلاف غزة إن "الحكومات الإسرائيلية
دأبت على الاستهتار بالقذائف الصاروخية التي كانت تطلق من قطاع غزة باتجاه
المستوطنات منذ عقدين تقريبا، حتى تحولت إلى صواريخ فتاكة، واليوم يتكرر ذات
الاستهتار بالطائرات الورقية كي تتحول مع مرور الوقت لطائرات مسيرة متفجرة تحوم
فوق المستوطنات الحدودية".
وأضاف:
"لم يعد التنفس سهلا على بعد أربعة كيلومترات بسبب الحرائق، ومن الصعب
تشخيص هذه الطائرات، وحين يسقط أي منها في أي حقل زراعي على الفور تندلع الحريق
خلال ثوان معدودة".
موتي
يوغاف عضو الكنيست من البيت اليهودي قال: "إن كل عملية حرق للأحراش الزراعية
الإسرائيلية بفعل الطائرات الورقية يجب أن تقابل بجباية ثمن من الفلسطينيين وبناهم
التحتية، بصورة قاسية ورادعة، كي لا يعاودوا استخدامها من جديد".
تمير
شتاينمين مراسل القناة 13 نقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن أوساط أمنية
إسرائيلية أنها "تسعى لإيجاد حلول لهذه الطائرات الورقية التي تتسبب بأضرار
بليغة للإسرائيليين، وقد تم تشكيل طاقم بمساعدة الطائرات المسيرة وقوات على الأرض،
مع طواقم الإطفاء، بحيث يقوم الجيش بتشخيص أي طائرة ورقية في الأجواء، ويتم إبلاغ
القوات على الأرض لتقدير مكان سقوطها، وإطفائها قبيل أن تتسبب باشتعال
الحريق".
بدوره
قال عوفر نير أحد المسئولين في مستوطنة كفار عزة لصحيفة معاريف إن
"المستوطنين في المنطقة الجنوبية بات لديهم خبرة طويلة في كل ما يصل من قطاع
غزة، بدءا بصواريخ القسام، قذائف الهاون، القناصة، العبوات الناسفة، واليوم يبدو
أننا عدنا من خلال الطائرات الورقية لما قبل حرب الأيام الستة 1967، ما يعني أن
الفلسطينيين يسعون في كل مرحلة لتطوير أنفسهم، وملاءمة قدراتهم الميدانية مع
الواقع القائم".
من
جانبها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان قوله
"إن كل من يرسل طائرة ورقية من قطاع غزة سيتم التعامل معه كأي مسلح ينفذ
عملية هجومية، لأنه في الوقت الذي سيدفع الفلسطينيون فيه الثمن على هذه الأعمال،
فإن ظاهرة الطائرات الورقية سوف تتوقف، كل إرهاب هو إرهاب، يجب معاقبة مرسليه
ومشغليه".
أما
الكاتب اليميني بوعاز هعتسني بصحيفة إسرائيل اليوم فقال إن "نجاح الجيش
الإسرائيلي في إحباط اجتياح الفلسطينيين لخط الهدنة من خلال مسيراتهم الأخيرة،
ومنعهم من إزالة الحدود القائمة، قابلوه بإنتاج وسيلة جديدة تتمثل بالطائرات
الورقية، التي تتسبب بأضرار كبيرة، في حين تقف الدولة أمام هذه الوسيلة البسيطة
عاجزة عن فعل شيء، ولا تعرف كيف توقفها، وكأنها تسمح لأعدائها بأن يحرقوا حقولها
ومزارعها".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أنه "يجب التعامل مع هذه الطائرات ليس من حيث كونها أعمالا يقوم بها فتيان صغار، بل مسلحون كبار واعون لما يفعلون، ما يتطلب أن
يدفع قطاع غزة ثمنا على ذلك، من خلال المس بالاقتصاد الفلسطيني، ووقف تزويدهم
بالكهرباء والماء، لأن وسائل الضغط على الفلسطينيين آتت أكلها في السابق".
وأوضح
هعتسني الذي يكتب في عدد من الصحف الإسرائيلية، وكان مرشحا على قائمة حزب الليكود
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أنه "حين أخفقت إسرائيل بوقف القذائف
الصاروخية خلال حرب غزة الأخيرة- الجرف الصامد 2014، لجأت لأسلوب هدم الأبراج
السكنية، فوقفت عمليات حماس، وحين نفذت عملية السور الواقي في الضفة الغربية عام
2002 بعد سقوط المئات من الإسرائيليين قتلى في العمليات التفجيرية توقفت تلك
الهجمات، هذا هو الأسلوب الذي يجب أن يتبع مع الطائرات الورقية القادمة إلينا من
غزة".
صحيفة إسرائيلية: التصعيد مع غزة لا يخدم مصلحتنا الأمنية
مقارنة إسرائيلية بين انتفاضة الحجارة ومسيرة العودة
مسؤول إسرائيلي: القبضة الحديدية لن توقف مسيرة العودة