نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن لعبة تشكيل الحكومة في العراق باتت بعد الجولة الانتخابية الأخيرة، سباقا بين الحكومة الأمريكية والإيرانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني، زار العاصمة العراقية بغداد؛ في محاولة منه لتجميع تحالف، عقب فوز الزعيم الشيعي المعارض لإيران مقتدى الصدر في الانتخابات.
ويورد الكاتب أن الصحافة العراقية ذكرت أن سليماني، الذي يشرف على عمليات الحرس الثوري في الخارج، تحدث مع الكتلة التي جاءت في المرتبة الثانية بزعامة حليف إيران هادي العامري، الذي قاد ائتلافا من الأحزاب الصغيرة؛ في محاولة لإنقاذ التأثير الإيراني في العراق.
وتفيد الصحيفة بأن المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، وصل إلى كردستان؛ لإجراء محادثات مع القادة الأكراد.
ويجد التقرير أن ظهور المسؤولين الإيراني والأمريكي في العراق يؤكد الرهانات التي تعول عليها أمريكا وإيران لتشكيل حكومة يمكنهما التعامل معها كل على حدة.
ويلفت سبنسر إلى أن تيار مقتدى الصدر حصل على المرتبة الأولى في انتخابات الأحد، لكنه يحتاج إلى ثلاثة أحزاب ليتمكن من تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تأملتا في فوز رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي جاء في المرتبة الثالثة، مع أن الصدر قال ذات مرة إنه سيسانده.
وتنقل الصحيفة عن الصدر، قوله في تغريدة: "سنتقدم للأمام بحكمة وبناء على المشاعر الوطنية لنرفع علم النصر"، لافتة إلى أنه يطلق على كتلة الصدر "سائرون"، والعبادي "الفتح"، وكلاهما مع أحزاب أخرى عبرت عن معاداتها للطائفية، خاصة أن الصدر أعاد تشكيل نفسه بصفته سياسيا معاديا للطائفية.
وينوه التقرير إلى أن "الصدر ذكر في تغريدته، وإن بالتلميح، أحزابا كردية وصغيرة، واستثنى فيها الأحزاب التابعة لإيران كلها، وبدت كأنها قماشة حمراء للثور سليماني، الذي استثمر كثيرا في بناء مليشيات لقتال تنظيم الدولة في العراق".
وبحسب الكاتب، فإن أنصار الصدر، ومعظمهم من الطبقة العاملة، هتفوا هتافات تطالب برحيل إيران، مشيرا إلى أن هذا يعد تغيرا كبيرا، حيث كانت أمريكا هي العدو.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن العامري هو زعيم منظمة بدر، التي شكلت في الثمانينيات من القرن الماضي؛ للمشاركة في الحرب العراقية الإيرانية إلى جانب طهران، وفي عام 2014 أصبحت منظمته مركز مقاتلي الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة.
صحيفة روسية: ما هي الأطراف التي لا يخدمها فوز الصدر؟
إندبندنت: قراءة بانتخابات العراق وفتح سفارة أمريكا بالقدس
ضابط CIA سابق: هذا هو سيناريو حرب ترامب ضد إيران