علمت "عربي21" من مصادر قيادية بارزة في حركة حماس أن "الحركة تتجه لإحداث تغيير سياسي واقتصادي في قطاع غزة، يمكنها من العودة لإدارة المعابر التجارية لقطاع غزة، بغرض جباية الإيرادات المالية من السلع الواردة للقطاع، في ظل تنصل السلطة الفلسطينية من الالتزام بمقررات اتفاق المصالحة، والذي نص في أحد بنوده على تكفل السلطة برواتب موظفي غزة".
وتعاني وزارة المالية بغزة والمسؤولة عن صرف رواتب
الموظفين الذين تم تعيينهم بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في 2007؛ من تراجع حاد في
الإيرادات المالية عقب استلام السلطة معابر القطاع بكافة إيراداتها المالية في 12
تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ضمن ترتيبات اتفاق المصالحة المبرم بين حركتي حماس
وفتح.
توفير الغطاء القانوني
بدوره، أكد مقرر اللجنة الاقتصادية والمالية في
المجلس التشريعي النائب عاطف عدوان، أن "اللجنة تقوم بدراسة مقترح، سيتم
مناقشته في جلسة خاصة للمجلس التشريعي نهاية الشهر الجاري، يتم بموجبه إصدار قرار
بقانون يجيز لوزارة المالية في غزة، العودة لجباية الإيرادات من المعابر التجارية
لقطاع غزة، بغرض تمويل رواتب موظفي حكومة غزة".
وأوضح النائب عدوان في حديث لـ"عربي21"
أنه "منذ تسلم السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزة استحوذت السلطة على كافة
الإيرادات الضريبية وغير الضريبية المباشرة وغير المباشرة، وبلغ تحصيلها الشهري من
هذه الإيرادات ما يزيد على 150 مليون دولار، كما أنها لم تلتزم بأي بند من بنود
اتفاق المصالحة ومن أهمها تكفلها برواتب موظفي حكومة غزة البالغ عددهم 45 ألف موظف".
يشار إلى أن وزارة المالية بغزة تعتمد حاليا على
الإيرادات الجمركية التي تحصلها من السلع الواردة من بوابة صلاح الدين على الحدود
الواقعة بين مصر وقطاع غزة والتي لا تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ولكن هذه
الإيرادات لا تكفي لتغطية رواتب موظفي الحكومة، نظرا لانخفاض عددها مقارنة بعدد
الشاحنات الواردة من معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة.
اقرأ أيضا: لماذا أعادت داخلية غزة النقاط الأمنية على المعابر؟
من جانبه، قال وكيل وزارة الاقتصاد في غزة أسامة
نوفل، إن "التحصيل الجمركي لا يتعدى في أحسن الأحوال
حاجز الـ20 مليون شيكل (5 ملايين دولار) وهي قيمة منخفضة لا تقارن بما تحصله السلطة
الفلسطينية من المعابر التجارية لقطاع غزة التي تتجاوز حاجز الـ150 مليون دولار
شهريا، ونتيجة لذلك فإن مستقبل موظفي حكومة غزة بات مهددا حيث لا تغطي هذه
الإيرادات نفقات الرواتب التي تقدر بنحو 60 مليون شيكل (15 مليون دولار) شهريا".
وأضاف نوفل في حديث لـ"عربي21" أنه
"في حال مصادقة المجلس التشريعي على قانون جباية الإيرادات، فإنه سيتم العودة
للوضع السياسي للفترة التي سبقت توقيع اتفاق المصالحة والذي يجيز لوزارة المالية
في غزة تحصيل 3 أنواع من الإيرادات المالية، وهي رسوم إذن الاستيراد والتي كانت
تدر إيرادا شهريا يقدر بـ8.5 مليون دولار، وإيراد التعليات الجمركية الذي يقدر
تحصيله المالي بـ11 مليون دولار شهريا، بالإضافة لفرض رسوم جمركية على كل شاحنة
تدخل قطاع غزة بقيمة 5000 شيكل (1500 دولار) شهريا".
وتعد الإيرادات المحلية في غزة إحدى أبرز العقبات
الأساسية في تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، حيث رفضت حماس في 10 كانون
الأول/ ديسمبر الماضي، تسليم الجباية الداخلية لحكومة الوفاق، لأنها لم تلتزم بدفع
رواتب موظفي غزة.
وأعربت حكومة الوفاق على لسان وزير العمل مأمون
أبو شهلا في 25 شباط/ فبراير الماضي، عن غضبها من قيام حكومة غزة بجباية إيرادات
جمركية من الشاحنات والبضائع عبر بوابة صلاح الدين بين قطاع غزة ومصر كون ذلك يمثل
خرقا في اتفاق المصالحة.
السلطة تهدد
من جهته، حذر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف
المحمود، من أي خطوة من شأنها إعادة تحصيل الضرائب من معابر غزة، قائلا إن
"ذلك سيضع حماس تحت طائلة المحاسبة، ويفرض عليها التزاما قانونيا كونها خرقت
اتفاق المصالحة"، مضيفا أنه "من غير المقبول أن تقوم حكومة غزة بمزاحمة
حكومة الوفاق في جباية الإيرادات من قطاع غزة".
وأشار المحمود في حديث لـ"عربي21" إلى أنه
"في حال أقدمت حماس على أي خطوة من هذا القبيل، فإن ذلك سيترتب عليه تداعيات
كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، من بينها أن تضطر حكومة الوفاق للانسحاب من
معابر قطاع غزة".
اقرأ أيضا: موظفو السلطة بغزة يتظاهرون ضد حكومة الحمدالله (صور)
في المقابل، شدد مدير العلاقات العامة والإعلام
بغرفة التجارة والصناعة بغزة ماهر الطباع، على أن "القطاع الخاص يرفض أن يقوم
طرفا الانقسام بفرض مزيد من الضرائب والجمارك على السلع الواردة لغزة".
وأضاف الطباع في حديث لـ"عربي21"، أنه
"في حال تطبيق ذلك، فإن القطاع سينفذ تهديده بتنفيذ العصيان الاقتصادي، ولن
يقوم بدفع الأموال لأي طرف كان بما فيه مالية غزة وحكومة الوفاق".
رمضان يكشف صعوبة الوضع الإنساني وتفشي الفقر في غزة
قمتان في خمسة أشهر بتركيا من أجل القدس و"تقصير" عربي
الوزاري العربي: خطة لمواجهة قرار أي دولة تنقل سفارتها للقدس