تلقى رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة باريس، وسط تكهنات بعلاقة ذلك بالتقارير التي تتحدث عن مبادرة فرنسية بخصوص الأزمة الليبية.
وتسلم المشري دعوة الزيارة خلال لقاء جمعه بالمستشار الشخصي للرئيس الفرنسي سفيرة فرنسا لدى ليبيا، وذلك لحضور المؤتمر الدولي المتعلق بالشأن الليبي الذي سيقام في باريس 29 أيار/ مايو الجاري، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الليبي.
وكان رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، تلقى الاثنين الماضي مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي، تناول الطرفان خلالها عددا من الملفات، من بينها مناقشة آخر تطورات الوضع السياسي في ليبيا، وسبل تحريك الجمود الحالي.
وذكرت تقارير صحفية إمكانية مشاركة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، في المؤتمر الدولي بباريس للتوقيع على مبادرة فرنسا لحل الأزمة الليبية، بحضور ممثلين من مصر والجزائر".
وقدمت فرنسا مؤخرا مبادرة تتلخص في: إجراء انتخابات عامة في ليبيا قبل نهاية 2018 وفقا لخطة المبعوث الأممي، وإعداد وتنفيذ التشريعات والقوانين اللازمة لإجراء هذه الانتخابات، بمراقبة دولية، وسط تهديدات بعقوبات دولية لمن يعرقل الانتخابات.
إيجاد دور لـ"حفتر"
وتعليقا على مشاركة حفتر المحتملة في هذا المؤتمر، يرى أستاذ القانون بجامعة طرابلس الليبية، محمد بارة، أن "كل ما تقوم به فرنسا في ليبيا يحتاج إلى بحث وتعمق كوننا لا نعرف حقيقة هناك ما هي غاية فرنسا في ليبيا؛ لذا ينظر الليبيون دائما بحذر لأي دور فرنسي في الأزمة الليبية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "من المعروف أن فرنسا تبحث عن مصالحها، وربما تكون المبادرة الأخيرة والملتقى هدفه إيجاد دور للمشير خليفة حفتر في المشهد وفي حل الأزمة الراهنة"، وفق تقديره.
عقبات
بدوره، قال الناشط والمدون الليبي، فرج فركاش، إن دعوة فرنسا رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، "تأتي في إطار التنسيق حسبما ورد، للقاء قادة المجالس الثلاث في ليبيا (مجلس النواب، ومجلس الدولة، والمجلس الرئاسي)، بالإضافة إلى حفتر للاتفاق على بنود محددة"، حسب كلامه.
وعن فرص نجاح هذه المبادرة، أوضح فركاش لـ"عربي21"، أن "مقترح فرنسا متفائل من حيث التواريخ، لكن هناك عقبات أمامه، أهمها عدم اعتراف الأطراف ببعضها البعض، وإن نجحت باريس في جمعهم واعتراف بعضهم بالبعض، فستكون معجزة وبداية للخروج من الأزمة الحالية".
لقاء "المشري وحفتر"
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أن "المشري كرئيس لمجلس الدولة لا يمكن تجاوزه في أي مبادرة لتسوية سياسية أطرافها الأجسام المنشئة بناء على الاتفاق السياسي الليبي، وبما أن حفتر مدعو كطرف تعتبره فرنسا قائدا للجيش، فمن المؤكد أن ثمة لقاء سيجمعه بالمشري".
وعن احتمالية ممارسة باريس الضغط على المشري للقبول بشروط معينة، قال الكبير لـ"عربي21": "لا أعتقد ذلك، فهو منتخب، لكن الإشارة إلى من ينوب عنه كممثل للمجلس الأعلى تدل أنه ربما يفضل حضور أحد نوابه".
حزب العدالة والبناء الليبي الذي ينتمي له المشري، أشار من جهته إلى أن "هذه الزيارة تأتي كأول مبادرة رسمية من قبل فرنسا، بعد أن أصبحت الراعي الرسمي للأزمة في ليبيا بعد انسحاب إيطاليا من الملف الليبي".
وقال عضو الحزب إبراهيم الأصيفر، لـ"عربي21"، إن "الأمر سيكون أبعد من مجرد لقاء بين المشري وحفتر، فمن المتوقع إصدار خارطة طريق جديدة لحل الأزمة بمباركة الأجسام الشرعية المنبثقة من الاتفاق السياسي"، حسب قوله.
لماذا أغلق "سلامة" صفحة تعديل الاتفاق السياسي الليبي؟
"السراج" يهاجم تحركات "حفتر" في درنة.. بماذا هدد؟
روسيا تجدد تواصلها مع حفتر.. وتكهنات بـ"صفقة جديدة"