نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها في نيويورك جيسيكا غلينزا، تقول فيه إن فحصا للدم قد يساعد الأطباء يوما ما في فرز حالات السرطان قبل ظهور الأعراض على المرضى، بحسب ما صدر عن أكبر اجتماع لأطباء الأورام.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه يمكن استخدام الفحص، الذي أطلق عليه "الخزعة السائلة"، للكشف عن السرطان عن طريق أجزاء صغيرة من الحمض النووي الصبغي الذي تطلقه الخلايا السرطانية في الدم، مع أن عدد السرطانات المكتشفة كان قليلا.
وتذكر غلينزا أن الباحثين يأملون في أن يصبح هذا الفحص جزءا من أداة "فرز عامة"، يمكن للأطباء استخدامها للكشف عن السرطان.
وتنقل الصحيفة عن قائد فريق البحث من معهد سرطان "تاوسيغ" التابع لمستشفى كليفلاند الدكتور إريك كلين، قوله: "يحتمل أن يكون هذا الفحص هو الكأس المقدسة لأبحاث السرطان، للكشف عن سرطانات يصعب علاجها حاليا في مرحلة أبكر، حيث يكون علاجها أسهل.. نأمل أن ينقذ هذا الفحص حياة العديد من الناس".
ويلفت التقرير إلى أن نتائج الدراسة، التي قام بها فريق أبحاث ضم علماء من جامعة ستانفورد أيضا، عرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لأطباء الأورام السريريين المنعقد في شيكاغو.
وتورد الكاتبة نقلا عن المدير العام لخدمات الصحة الوطنية في إنجلترا سايمون ستيفنز، قوله إن "الأساليب الجديدة"، مثل فحوصات الدم للكشف عن السرطان، يمكنها أن "تفتح الباب أمام فرص نجاة عظيمة، بالإضافة إلى فوائدها من الناحية الإنتاجية في مجال الممارسة الطبية".
ويضيف ستيفنز: "الآن، ومع احتفال الخدمات الطبية الوطنية بذكرى إنشائها السبعين، فإننا نقف على عتبة عصر جديد في العلاج الشخصي، سيحول بشكل درامي رعاية مرضى السرطان والمرضى بالأمراض الوراثية النادرة".
وتفيد الصحيفة بأن فريق البحث قام بدراسة حالات 1600 شخص، بينهم 749 شخصا لم يكونوا مصابين بالسرطان في وقتها، و878 شخصا كانوا قد شخصوا حديثا بإصابتهم بالسرطان.
ويكشف التقرير عن أن الفحص كان أكثر دقة لتشخيص السرطان في كل من البنكرياس والمبيض والكبد والمرارة، حيث كان التشخيص دقيقا في ما لا يقل عن 4 حالات من كل خمس، مشيرا إلى أن نسبة دقة الكشف عن سرطان الغدد الليمفاوية كانت 77%، فيما كانت بالنسبة لسرطان النخاع الشوكي عبارة عن 73%، وسرطان الأمعاء 67%، وسرطان الرئة 59%، والرأس والرقبة 56%.
وتنقل غلينزا عن الباحثين، قولهم إن نتائجهم أظهرت أن هناك مستقبلا لفرز حالات السرطان عن طريق فحص الدم، لكنهم أشاروا إلى أن هناك حاجة لمزيد "من التطوير السريري".
وبحسب الصحيفة، فإن عدد المرضى الذين تم الكشف عن إصابتهم بالسرطان كان قليلا، فمثلا مع أن الفحص كشف عن سرطان المبيض بدقة 90%، إلا أنه لم يتم الكشف سوى عن 10 حالات سرطان مبيض فقط.
ويستدرك التقرير بأنه مع ذلك، فإن الباحثين يهدفون إلى تطوير أداة يمكن استخدامها للناس كلهم، بغض النظر عن التاريخ العائلي، حيث قال الدكتور كلين: "إن هذا الفحص قابل لأن يستخدم للجميع".
وتنوه الكاتبة إلى أن البروفيسور نيكولاس تيرنر من معهد أبحاث السرطان في لندن وصف النتائج بأنها مثيرة للحماس، وقال إنه يمكن استخدام هذا الأسلوب أداة عامة، وأضاف: "يتم تشخيص العديد من السرطانات في وقت متأخر لم يعد معه بالإمكان إجراء عملية، وتكون فرص النجاة ضعيفة.. والهدف هو تطوير فحص دم مثل هذا يمكنه تشخيص السرطان بدقة في مراحله الأولية".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول كلين: "لا تزال هناك عدة خطوات وحاجة للمزيد من البحث، لكن يمكن إجراؤه على الكبار الأصحاء ممن أعمارهم فوق الأربعين، لنرى إن كانت لديهم مؤشرات مبكرة على السرطان".
الغارديان: إذا كنت ترتدي نظارة فهذه أخبار جيدة لك
إندبندنت: هتلر مات بالفعل.. وهذا هو الدليل العلمي
دراسة تكشف علاقة العمل المجهد بدنيا بـ "الموت المبكر"