رغم بدء العد التنازلي للثلاثين من حزيران/ يونيو، التاريخ المفضل لنظام زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لافتتاح أو تدشين أي مشروعات من أي نوع إلا أن القناة الإخبارية Dmc News التابعة لمجموعة قنوات شركة Dmedia الإعلامية التي تديرها المخابرات الحربية المصرية، وتعول عليها السلطات بقوة لتكون في صدارة القنوات الإخبارية المحلية والعربية، لن ترى النور.
وانطلقت بعض القنوات المخطط لها ضمن الباقة كالقناة العامة والرياضية والمسلسلات وتأخرت أخرى كالإخبارية والأطفال والمسرح، إلا أنها فشلت حتى الآن في الاستحواذ على نسبة مرضية من المشاهدين والمتابعين؛ بسبب ضعف أداء المقدمين والمذيعين، وتقديم برامج مكررة، وسطحية، وبعيدة عن مشاكل وهموم الناس.
فلوس الشعب
وكشف مصدر إعلامي مطلع لـ"عربي21" أنه كان مخططا أن تنطلق قناة dmc news الإخبارية قبل ذلك التاريخ في أكثر من مناسبة، إلا أنها تأخرت كثيرا، ما اضطر المسؤولين إلى تغيير إداراتها بالكامل قبل عدة شهور، وإسنادها إلى آخرين، إلا أن التأخر ظل سيد الموقف.
وأرجع أسباب التأخير إلى "أسباب فنية ظهرت في نظام الأخبار الذي تعاقدت عليه إدارة مجموعة القنوات السابقة، وغير مستخدم في قنوات الأخبار المعروفة، وسط تكهنات بوجود تلاعب، وفساد وراء التعاقد على هذا النظام، على الرغم من اكتمال عدد الموظفين منذ أكثر من عام".
وبشأن من يتحمل تكلفة هذا التأخير، أكد المصدر أن "الشعب هو من يتحمل تكلفة تأخر انطلاق القناة، فجهاز المخابرات ينفق عليها من أموال الشعب، وليس من أمواله الخاصة، ومن المعروف أن القنوات الإخبارية لا تدر أرباحا، والقنوات الأخرى لا تحظى بدعم الشركات المعلنة لأن مستواها أقل من المطلوب فيما يبدو".
تعثر وفشل
وعلق الخبير الإعلامي، حازم غراب، ومدير إحدى القنوات الإخبارية سابقا، بالقول: "لعل تأخير إطلاقها منذ الإعلان عنها قرينة ودليل على التعثر"، مشيرا إلى أن هناك شعورا لدى القائمين على المشروع "باستحالة تحصيل أي قدر من المصداقية".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "نظام السيسي لن يصنع إعلاما حرا في يوم من الأيام، ولو سمح نظام أي ديكتاتوري في التاريخ بربع إعلام حر لن يسمح هذا السفاح الدموي بوجود أي مساحة للتعبير عن مشاكل الناس وأزمات النظام".
إعلام المخابرات
بدوره؛ قال مدير عام قناة مكملين الفضائية، أحمد الشناف، لـ"عربي21": "يعتمد الإعلام المخابراتي أو الخاضع للنظام العسكري على الدعاية والتضليل"، لافتا إلى أنه "قد ينجح في خداع شريحة من الجمهور التي ترغب في تصديق روايته أو تؤيده لأسباب تتعلق بمصالحهم أو انتماءاتهم".
واستدرك قائلا: "لكنه لن يستطيع الاستمرار في خداع الجمهور لوقت طويل؛ لأن المواطن، الذي يعيش الواقع، يعرف الحقيقة ويراها بعينه، خاصة فيما يتعلق بالحياة اليومية، وغلاء الأسعار والفساد والظلم، وكلها أمور يصعب إخفاؤها أو تزييفها".
لماذا فشلت قبل أن تنطلق؟
مدير المرصد العربي لحرية الإعلام، قطب العربي، قال لـ"عربي21": "القناة الجديدة هي واحدة من شبكة دي إم سي التابعة للمخابرات الحربية، وقد أعلنوا عنها ضمن مجموعة قنوات متخصصة أخرى منذ فترة طويلة، ويريدون أن يُنافسوا بها قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الإخبارية الكبرى".
وأضاف: "هذا حلم لن يتحقق؛ فليس بالإمكانيات المالية مهما بلغت كثرتها تستطيع أن تنشئ قناة ناجحة"، مشيرا إلى أن "نجاح أي قناة إخبارية يعتمد على مناخ وبيئة حرة، وسقف عال من حرية التناول وتنوع الأراء، وهو ما لا يوجد حاليا".
وأردف العربي قائلا: "نظام مبارك حاول أن يصنع من قناة النيل للأخبار منافسا للجزيرة والـ "بي بي سي".. الخ، لكن التجربة فشلت، وكان يمكن أن تنجح لو استمر الحكم المدني للرئيس مرسي فقط، كما فشلت تجربة قناة أبوظبي الإخبارية بعد أن تم تقييد حريتها فخرجت من المنافسة بعد أن نشطت لبعض الوقت كمنافس للجزيرة عقب ظهورها منتصف التسعينات".
وتابع: "بالتأكيد لن يستطيع النظام فرض أي مصداقية للقناة الجديدة مهما أغدق عليها من أموال، ومهما استقطب لها من مذيعين ومعدين"، لافتا إلى أن "المصداقية يمنحها المشاهد بإرادته الحرة للقناة التي يرى فيها الحقيقة فقط".
أيمن نور: تلقيت اتصالات ورسائل من نظام السيسي
تعديل دستوري وشيك في مصر.. ماذا يريد السيسي؟
السيسي يعلّق على إصابة محمد صلاح.. ماذا قال؟