نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، يتحدث فيه عن العملية الأخيرة في اليمن، قائلا إن الحرب الأخيرة على ميناء الحديدة تشهد دخول اليمن في أكثر المراحل وحشية، وتأتي بعد الحصار المثير للجدل لميناء الحديدة، بقيادة كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الوسيط الدولي ومسؤولا إماراتيا عبرا عن الأمل في التوصل إلى حل تفاوضي مع الحوثيين، قد يجنب المدينة الضغوط عليها، مشيرا إلى أن الخلافات لا تزال قائمة، فيما حذرت المنظمات الإنسانية من أن الحرب تخنق المساعدات، وتعرقل وصولها للمدنيين المعذبين.
ويرى إغناطيوس أن اليمن عالق وسط حرب بالوكالة بين التحالف السعودي الإماراتي، الذي يدعم الحكومة اليمنية، وإيران، التي تقف مع الحوثيين الذين احتلوا العاصمة صنعاء عام 2014، وأطاحوا بالحكومة، بشكل دفع السعودية لقيادة تحالف، وشن حرب في عام 2015، غارقة فيها منذ ذلك الوقت.
ويشير الكاتب إلى أن الحوثيين نفروا الكثير من اليمنيين العام الماضي، عندما قتلوا حليفهم السابق، الذي فتح الطريق لهم لدخول العاصمة، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد تغييره تحالفاته معهم، والبحث عن تحالف مع أعدائه السعوديين.
ويلفت إغناطيوس إلى أن الوسيط الدولي مارتن غريفيثس قال في بيان يوم الخميس إنه متأكد من إمكانية التوصل لاتفاق لمنع التصعيد والعنف في الحديدة، فيما أشارت تقارير عن استعداد الحوثيين لتسليم الميناء للأمم المتحدة، بشكل يسمح بمرور المواد الغذائية والإنسانية.
ويفيد الكاتب بأن وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش عبر عن أمله في إمكانية التوصل لاتفاق، وقال في مكالمة هاتفية إن الخطة -وضع الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة- ليست كافية، وإن الإمارات وحلفاءها تريد انسحاب المقاتلين الحوثيين من المدينة، وأضاف: "نشعر أن خروج الحوثيين من الحديدة هو الأمر الواقعي"، والطريقة الذكية هي الضغط من على محيط المدينة دون دخولها، والقول للأمم المتحدة اذهبي واحصلي على صفقة جيدة.
ويجد إغناطيوس أن المفاوضات السابقة فشلت بسبب هذه المطالب، فقبل عدة أشهر تم تخريب هدنة تم التوصل إليها في صنعاء عندما أصر السعوديون والإماراتيون على تخلي الحوثيين عن أسلحتهم الثقيلة كلها، وهو ما رفضوه، إلا أن قرقاش يقول إن الحوثيين في الحديدة لا يملكون الكثير من الأسلحة الثقيلة.
ويعتقد الكاتب أن معركة الحديدة هي أهم المعارك في الحملة الجارية منذ ثلاثة أعوام، فقد تحرك القادة الإماراتيون هذا الشهر لضرب الميناء أملا في حرف ميزان الحرب، بعدما سيطرت القوات التي تدعمها على مطار المدينة، حيث يقول قرقاش إنهم لا يريدون التحرك أبعد من المطار، مع أنه لم يستبعد هجوما على المدينة، "لكن ليس قتال شوارع أو بيوت، لا نريد هذا".
وينوه إغناطيوس إلى أن الهجوم على الحديدة تعرض لشجب المنظمات الإنسانية، التي قالت إنه سيعرقل جهود المساعدات، خاصة أنه نقطة العبور الرئيسية للمواد الغذائية التي ترسلها المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وقالت منظمة "أمنستي" في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن الحصار على المدينة يعني خنقها.
ويستدرك الكاتب بأن قرقاش يعتقد أن السيطرة على الحديدة ستقصر من الحرب، قائلا: "كسرنا من جمود الحرب.. وستضع الأسس لحل سياسي"، فيما يعتقد السعوديون أن وضعهم في اليمن أصبح قويا، ومثل الإماراتيين، فهم يؤكدون ان استمرار الضغط على الحوثيين سيقود إلى كسرهم.
ويختم إغناطيوس مقاله بالقول إنه "في انتظار الصفقة التي يأمل التحالف في الحصول عليها، فإن الحرب تستمر، وتستمر معها معاناة اليمنيين".
البايس: كيف ضيقت السعودية والإمارات الخناق على اليمنيين؟
نيويورك تايمز: كيف أصبح الوضع الإنساني في اليمن كابوسا؟
واشنطن بوست: لماذا على أمريكا وقف عملية الحديدة المتهورة؟