نشرت صحيفة "
الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن أسباب
الشعور بالنعاس بعد تناول
الطعام، خاصة وجبة الغداء، والأطعمة المسؤولة عن هذه
الحالة الشائعة بين صفوف الكثيرين. وبشكل عام، توجد طرق متعددة لتجنب هذا الشعور
غير المرغوب فيه خاصة خلال أوقات العمل.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الكثيرين
يشعرون بالنعاس والتعب إثر تناول وجبة الغداء. كما يصبح هذا الشعور حادا ومثيرا
للقلق خاصة عند التواجد في مقر العمل. تبعا لذلك، يرغب العديد من العمال في أخذ
قيلولة؛ الأمر الذي لا يبدو ممكنا في غالبية الأحيان. وفي ظل هذا الوضع، أصبح من
الضروري البحث في حلول أخرى لهذه المشكلة.
وبينت الصحيفة أن عملية الهضم تنتج العديد من التفاعلات في الجسم، التي تسبب
بدورها شعورا بالنعاس بعد تناول وجبات الغداء. وبشكل مفصل، تتمثل العناصر الغذائية
التي تعزز هذا الشعور أكثر من غيرها في الكربوهيدرات، خاصة السكر. وتعمل هذه
المواد على زيادة كمية الأنسولين التي ينتجها البنكرياس، الهرمون الذي تؤدي زيادة
مستوياته إلى إنتاج التريبتوفان في الدماغ.
في هذا السياق، أكدت العديد من الدراسات العلمية أن التريبتوفان من الأحماض
الأمينية الأساسية التي تنتج كميات وفيرة من السيروتونين والميلاتونين، النواقل
العصبية الأساسية المسؤولة عن تنظيم
النوم والشعور بالرفاهية.
وأوردت الصحيفة أن الدراسة أوضحت أن كمية الكربوهيدرات المستهلكة في الوجبة
الواحدة عامل حاسم للشعور بالنعاس بعد تناول وجبة الغداء. فضلا عن ذلك، يعد الخبز
الأبيض أحد الأطعمة الذي يلعب دورا مهما في هذا الصدد، لأن الجسم يمتص بسرعة النشا
والسكر الذي يحتوي عليه. نتيجة لذلك، ترتفع كمية السكر في الدم خلال فترة وجيزة،
وهو ما يمكن أن يسبب الشعور بالتعب.
وبينت الصحيفة أنه عندما يتم تناول الطعام يستخدم الجسم جزءا من طاقته من
أجل التمكن من هضم الطعام واستخراج المغذيات التي يحتوي عليها. وكلما زادت كمية
الطعام التي يتم تناولها وسرعة القيام بذلك، كلما زادت حاجة الجسم إلى الطاقة
اللازمة للاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في الوجبات.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الأطعمة تسبب النعاس أكثر من غيرها، خاصة تلك التي
تحتوي على كميات كبيرة من التريبتوفان. وقد أكدت دراسة نشرت سنة 2012 أن الكرز من
الأطعمة الغنية بالتريبوفان، والتي تؤثر بدورها على هرمون الميلاتونين المسؤول على
تحفيز النوم. ومن بين الأطعمة الأخرى التي تعزز الشعور بالنعاس، نذكر السبانخ
والجبن والبيض التي تحتوي على كميات عالية من التريبتوفان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه توجد العديد من العادات والممارسات التي تساعد على
محاربة الشعور بالتعب والنعاس إثر تناول وجبات الغداء وعلى التخلص منه. وعلى سبيل
المثال، يجب الحرص على تناول كميات معتدلة من الأطعمة التي تحتوي على المغذيات
الكبرى.
على وجه الخصوص، يتمكن الجسم من هضم الأطعمة التي تحتوي على كميات معتدلة من
الهيدرات والبروتينات والدهون بسهولة، على عكس الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية
من السكريات والزيوت والدقيق المكرر. في نفس الوقت، تساعد الأطعمة الطبيعية الغنية
بالألياف على الحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم. كما أن الخضار مفيدة في
هذا السياق.
ونقلت الصحيفة أن إحدى الحيل الأخرى تتمثل في عدم تناول كميات إضافية أكثر
من اللزوم. كما يجب التفاعل مع أجسامنا عندما لا تكون في حاجة إلى الطعام، وذلك
بالكف عن التهام وجبات إضافية. خلافا لذلك، سيضطر الجسم إلى إنفاق كميات أكبر من
الطاقة لهضم الطعام، مما يعزز الشعور بالنعاس والتعب.
وأوردت الصحيفة أن الحل يكمن أيضا في التقليص من كميات السكر، خاصة المضافة،
لأنها تساهم في زيادة كميات السكر في الدم في وقت وجيز. في الأثناء، لا يجب السهو
عن تناول وجبة فطور الصباح، العامل الذي يعزز احتمال تناول كميات إضافية من
المغذيات الكبرى خلال وجبة الغداء. علاوة على ذلك، يساعد تناول لمجة بين الوجبات
على الحد من الشعور بالجوع قبل وجبة الغذاء، وهو ما يؤدي إلى تناول طبق متوازن
يجنب الشعور بالنعاس.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن القيام بجولة لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة يساعد
على تجنب الشعور بالنعاس بعد وجبة الغداء. وتساعد هذه الحيلة على تحسين دورة الدم
والأكسجين في الجسم والحفاظ على نشاطنا.