أثار صابر الحمروني، القيادي السابق في حركة النهضة، ورئيس جمعية "بريق الحقوقية" –جمعية تأسست بعد الثورة وتعنى بالمساجين السياسيين ومنهم فلول بن علي من وزراء ومستشارين، الجدل في تونس بعد نشره، مساء الاثنين، صورا تجمعه بالرئيس المخلوع بن علي في مقر إقامته في جدة بالسعودية.
وكان الحمروني نشر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" صورته مع بن علي، وعلق عليها قائلا: "الحقيقة والكرامة.. حقيقة ستصدم الكثيرين، وتكشف خداع بعض السياسيين، وكرامة ضاعت بين أيدي منافقين وتجار قضايا ملعونين إلى يوم الدين".
وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، أكد الحمروني أنه التقى الرئيس المخلوع بن علي؛ للاطمئنان على صحته بصفته ناشطا حقوقيا ورئيس جمعية تعنى بالمساجين السياسيين والعدالة الانتقالية، بمن فيهم أصهار بن علي ورجالاته السابقين، في مناسبتين؛ الأولى في شهر كانون الثاني/ يناير 2018، والثانية في نيسان/ أبريل من السنة ذاتها.
وتابع: "فضلت عدم إثارة موضوع الرئيس السابق قبل الانتخابات البلدية؛ حتى لا أتهم بالتشويش وبث الفوضى، وأريد أن أشكر السلطات السعودية التي سهلت لي لقاء الرئيس السابق في مقره بجدة بصفتي رئيس جمعية حقوقية".
الحمروني شدد على تعرضه لضغوطات سياسية من حركة النهضة، وتحديدا من رئيسها راشد الغنوشي، وتابع: "أخبرت الشيخ راشد أنه لا عدالة انتقالية في تونس دون رجوع بن علي، الذي أعرب لي خلال اللقاءين عن رغبته في العودة لتونس، وبأنه تعرض لخيانة كبرى من المحيطين به ليلة 14 كانون الثاني/ يناير 2011، لكن الغنوشي أصر إصرارا على قبر هذا الموضوع، وأنه لا مجال لعودة بن علي نهائيا لتونس، وكذلك رفض السبسي الأمر".
ونفى وجود دوافع انتقامية وتصفية حسابات سياسية قديمة من لقائه بالرئيس المخلوع بن علي، سيما في ظل توتر العلاقة بين الحمروني وأبرز القيادات النهضوية، حيث سبق أن اتهم الحركة بالتخلي عنه في أوج أزمته خلال سجنه في عهد بن علي في أحداث باب سويقة.
وأكد أنه ستكون له زيارات أخرى لبن علي في جدة؛ بهدف ما سماه بتحقيق العدالة، وكشف الحقائق المغيبة عن الشعب التونسي تباعا، مقرا بتعرض بن علي لمظلمة كبرى، وختم قائلا: "قبل أن يكون بن علي رئيسا سابقا هو مواطن تونسي، وعليه أن يتمتع بكافة حقوقه، وأبسطها جرايته الشهرية التي تم منعها عنه بشكل غير قانوني".
وصابر الحمروني هو أحد القيادات النهضوية السابقة، وسجن سابقا لأكثر من 15 سنة بتهمة المشاركة في أحداث باب سويقة في 14 فبراير/ شباط 1991، التي اتهم فيها بن علي حركة النهضة -الاتجاه الإسلامي سابقا- بحرق مقر الحزب الحاكم في منطقة باب سويقة أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة، وتم على إثرها شن حملة اعتقالات وتعذيب واسعة في صفوف قيادات الحركة استمرت لسنوات.
وفي تعليقه على ما جاء في تصريحات الحمروني من لقائه بالغنوشي، وطلب عودة بن علي لتونس، نفى الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري الأمر جملة وتفصيلا، وشدد في تصريح لـ"عربي21" أن ما قاله العضو السابق في النهضة هو من باب "الافتراءات".