خلال نحو 93 عاما تكبد
الريال الإيراني خسائر حادة وعنيفة مقابل
الدولار الأمريكي بعدما
تراجع من مستوى 70.49 ريال لكل دولار ليصل سعر صرف الدولار مقابل الريال في الوقت الحالي إلى نحو 90 ألف ريال.
ووفقا لتحليل وحدة التقارير بصحيفة "الاقتصادية"، انخفض سعر صرف الريال الإيراني بنسبة 127574 في المئة، وذلك منذ عام 1979 وحتى الوقت الحالي، إذ كانت تبلغ قيمة الدولار الواحد 70.49 ريال إيراني في عام 1979 وبنهاية شهر حزيران/ يونيو 2018 أصبح الدولار الواحد يساوي 90 ألف ريال إيراني.
وتشهد طهران احتجاجات ومظاهرات بسبب تدهور العملة الإيرانية، ووصلت الاحتجاجات إلى أن التجار الإيرانيين هم من قادوا تلك الاحتجاجات بسبب عدم استطاعتهم الحصول على العملات الصعبة، على الرغم من أن العقوبات الأمريكية على إيران لم تدخل حيز التنفيذ.
ويؤثر انهيار العملة في أي دولة على الحياة اليومية بشكل مباشر، حيث يرتفع التضخم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من متطلبات المعيشة اليومية.
وتتراجع العملة الإيرانية منذ شهور؛ بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف، والصعوبات المالية في المصارف المحلية، والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتجدد العقوبات الأمريكية على طهران بما قد يقلص صادرات البلاد من النفط وغيره.
وتدخل بعض العقوبات حيز التنفيذ بعد مهلة "تصفية أعمال" تبلغ 90 يوما وتنتهي في السادس من آب/ أغسطس، أما البقية وأهمها العقوبات التي تستهدف قطاع البترول، فتدخل بعد مهلة 180 يوما تنتهي في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وحملت الحكومة الإيرانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية عن أزمة عملتها المحلية، واعتبرت أن ترامب "يشن حربا اقتصادية على العالم برمته" على حد زعمها.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة الإيرانية القول إن الشعب يدرك تماما أن الحكومة ليست هي السبب في زعزعة استقرار العملة، إنما المخططات الأمريكية، وترامب بشنه حربا اقتصادية على العالم برمته" . وأكد على "التمسك بالمقاومة في مواجهة أمريكا".
وقال إن الحكومة وضعت سعرا مناسبا للدولار الأمريكي عند نحو 42000 ريال للدولار الواحد، وهي تعمل على تقوية العملة الوطنية. ودعا في الوقت نفسه إلى دعم وطني لمواجهة المساعي الأمريكية لتشديد الضغوط على إيران من خلال فرض العقوبات.
ووعد الرئيس الإيراني حسن روحاني مواطنيه بمواجهة الضغط الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأمريكية الجديدة وذلك بعد يوم من تجمهر تجار أمام البرلمان احتجاجا على التراجع الكبير في قيمة العملة.